شارك مع أصدقائك
ششخصيات علمية – أستراليا اليوم

شخصيات علمية

عماد شبلاقبقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
وعضو الهيئة الإدارية بمجله عرب أستراليا  
Edshublaq5@gmail.com

نبدأ اليوم سلسلة حلقاتنا باستعراض كوكبة من الشخصيات البارزة (علماء ومهندسين ومفكرين) والتي وجدت أنها قد نسيت بعض الشيء للكثير منّا، الأمر الذي قد نحتاجه لاستلهام بصماتهم وخبراتهم الشخصية والمهنية والتي قد تكون نبراساً مضيئاً ومحفزاً قوياً للتفكير وبناء الشخصية لشباب اليوم (أولاد وبنات) والتي بدأت في الانحسار والتداعي نتيجة تنامي الشعوب وإشغالها بالمجتمع حضارياً وفكرياً.

الفكرة الرئيسة من إعداد واستعراض هذه الحلقات هي النهوض بشباب الأمه وخصوصاً من (عرب أستراليا والمهجر أو غيرهم) أياً كان موضعهم وزمانهم وخلفيتهم العرقية، ليغرس فيهم عمق التفكير والاهتمام بالإيجابيات ومواكبة التطور.

وقبل الدخول في تفاصيل شخصيات علمية نذكر ملخصاً سريعاً لبعض الأسماء التي سنتناولها بالاستعراض، وترتيبها هنا لا يعني قوة شهرتها أو تفضيلها أو أسباب أخرى وهم:

  • د. علي مصطفى مشرفه (مصر)
  • الأخوة نايفة (فلسطين)
  • د. مايكل عطية (لبنان)
  • د. شاديه رفاعي حبال (سوريا)
  • د. حياة سندي (السعودية)

وطبعا هناك أسماء عديده سوف نستعرضها تباعاً سواء كانت عربية أو أجنبية بمشيئة الله.

والبداية وعلى بركه الله من ارض الكنانة وضيفنا اليوم:

  • د. علي مصطفى مشرفه (باشا):

ولد علي مشرفه في 11 يوليو 1898 في مدينه دمياط بمصر ويعتبر من علماء الفيزياء النظرية ويلقب بـ “أينشتاين العرب” لقربه من العالم الألماني – الأمريكي ألبرت اينشتاين في أبحاثه.

حصل على درجه الدكتوراه في فلسفة العلوم من جامعه لندن 1923 ومن ثَمّ حصل على درجه الدكتوراه في العلوم.

كأول مصري، عين أستاذ للرياضيات في مدرسه المعلمين العليا ثم للرياضيات التطبيقية في كليه العلوم 1926 ثم منح لقب أستاذ في جامعه القاهرة وهو دون الثلاثين.

حصل على لقب الباشوية من الملك فاروق وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر ومن بينهم د. سميرة موسى عالمه الفيزياء الذرية.

توفى (وقيل اغتيل) الدكتور مشرفه في العام 1950 عن عمر يناهز ال 51 سنه يرحمه الله.

طبعا لن نقوم بهذه السلسلة من الحلقات بسرد السير الذاتية التفصيلية للضيف، ولكن هي لمحات بسيطة نحلل بها بعض الوقفات والتي لها علاقة بأهداف السلسلة.

  • الدكتور مشرفه أبدع وتميز كشخصية فردية في واحد من أهم العلوم وهي الفيزياء البحتة أو الرياضية وتبوء مكانهة أكاديمية عالمية في هذا المجال.
  • في حقيقة الأمر لم تتم الاستفادة الكاملة من أبحاث ودراسات الدكتور مشرفة على الصعيد الاستراتيجي فلم تكن هناك صناعات تطبيقيه كعلوم الفلك والفضاء والتسليح النووي أو غيرها من التطبيقات وربما كانت هذه من محددات العلماء في ذلك الزمان.
  • ربما لقصر عمر الدكتور (51 عاما) وعدم تمكنه من بناء قاعده جماهيرية بحثيه واستشارية لم يستفاد من خبراته وقوته في مجال اهتمامه وربما كان الحاسدون أكثر من غيرهم في كبح جماحه والحد من طموحه في العالمية.
  • من المهم بناء الشخصية ومن بداية التعلم ومن ثم تطوير الذات وتوسيع المدارك والخبرات وهذه النوعية من العلماء والشخصيات البارزة في عالمنا لهي محفز قوي لهمم الشباب والشابات ولننظر للغرب وما حققه على مدى سنين طويله من الجهد والعناء من إنجازات في مجال البحث والتطوير وكيف أنه سخر علوم الفيزياء والرياضيات في الصناعات والتقنيات الحديثة مثل علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والإنترنت، وغيرها.
  • لا بدّ لعلماء اليوم الناشئين من صغار الباحثين والدارسين في الجامعات والمراكز البحثية أن يواصلوا مسيرة العلماء الذين غرسوا حب العلم والتعلم في نفوس الآخرين للنهوض بمستوى الأمه واللحاق بركب الحضارة المتسارع في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا حيث تقاس الأمم بإنجازاته وتفوقها في رعاية الإنسان.

والى الحلقة الثانية من شخصيات علمية بمشيئة الله والله المستعان.