شارك مع أصدقائك

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
وعضو مجلس الإدارة بمجله عرب أستراليا
Edshublaq5@gmail.com

يبدوا أن الأيام الجميلة الأولى من عمر حكومة العمال بقياده رئيس الوزراء السيد البانيزي ( ألبو) قد بدأت في التداعي بين غاضب ومتردد لإداء الحزب وخصوصا في الأشهر القليلة الماضية فغلاء الأسعار وصعوبة المعيشة والتنافس على الوظائف مع المهاجرين الجدد ورفع مستوى الفائدة من البنك المركزي قد ساهم بشكل أو بأخر على نقمه وغضب الشارع الأسترالي على الحكومة والتي اخلت بالكثير من وعودها الانتخابية ( كعاده السياسيين المنافقين ) ولم تقم بتقديم الحلول الصادقة وباتت التحديات تتوالى في وجهه الحكومة سواء من حزب الاحرار ( المتربص لأخطائهم ) والخضر أو من الشعب والذي أمتعض وما يزال لفضائح رئيس الوزراء ( ألبو) سواء في سفرياته المتعددة خارج الوطن و أرها ق دافعي الضرائب بفواتيره أو فشل الحزب في احتواء مشكله المحتجزين الذين أطلق سراحهم من قبل المحكمة العليا وبعضهم من فئه المجرمين ( قتله ومغتصبين – وبعد أن تم إلباسهم أسوارهم الإلكترونية للتتبع ! ) ولا من مشاكل الاحداث من صغار السن Juvenile في ولاية كوينزلاند والتي أصبحت تؤرق سكان الولاية بعد سرقه سياراتهم وبيوتهم ولا يقتصر الامر على ذلك اذ يتم إطلاق سراحهم في اليوم التالي لكونهم من الاحداث!
ومن ثم جاءت مشكله الشرق الأوسط وقد خيب الحزب وزعمائه أمال الكثير من الناخبين والمؤيدين وضرب بعرض الحائط كل وعوده الانتخابية تجاه حل الدولتين أو الاعتراف بدوله فلسطين ومن قبلها فشل الحكومة في تمرير مشروع الاستفتاء على (الصوت – The Voice – للسكان الأصليين لأستراليا الابوروجنيين ).
الشعب فعلا يريد المحافظة على النظام، نظام الامن والأمان والمحبة والسلام لهذا المجتمع المتعدد الطوائف والعرقيات والاشكال والألوان وما حصل مؤخرا من حوادث (طعن) مؤلمه في مدينه سدني تحديدا لهو مؤشر ونذير خطير لسياسات الحكومة المتبعة حاليا وعدم ضبطها ومراعاتها لشعور الشعب فهناك العديد من الناس لم يجدوا المسكن الملائم نتيجة الارتفاع الهائل في أسعار العقار وقد سكن البعض في سياراتهم أو عند أقربائهم وكذلك أسعار السلع والمستلزمات والتي قفزت لأكثر من 40% لبعض المواد الغذائية والدوائية وغيرها.
كل هذه العوامل والتحديات المقلقة بالغه الصعوبة أصابت المواطن الأسترالي بشكل مباشر في طريقة معيشته وأسلوب حياته وبدء التوتر والمعاناة والتي أثرت على كثير من البيوت والاسر والتي تعيل الطيف المختلف من الأبناء الصالحين والفاسدين فكيف يمكن لطفل مراهق لم يتجاوز ال 16 من عمره أن يحمل سكينا ويدخل بها بيتا من بيوت العبادة في منطقه (ويكلي) هذا الأسبوع ويمشي زاهيا متبخترا واثقا من نفسه ليطعن معلمه الروحي وعلى مرأى من جمع من الموحدين وطلاب العلم اللاهوتي! هذه النوعية من الطلاب قد حددت مصيرها بتصرفاتها بعد أن تخلت الحكومة عنها وعن أسرهم وسواء كان التطرف دينيا أو مذهبيا أو حتى أخلاقيا (اغتصاب ودعاره ومخدرات ) فللأسف لم يعقد الحوار العلمي المهني الصحيح لفهم عقليه الشباب مع المؤسسات الحكومية والخاصة بالرعاية في هذا العصر والذي امتلئ بوسائل العنف والرذيلة على شاشات ومنصات التواصل ( غير الاجتماعي والهادم ) وهكذا كانت النتيجة الحتمية لهذه الافرازات ويكفي أن نعلم بأن ثلث الشعب يعاني حاليا من الوحده والغربه في داخل وطنه ومجتمعه نتيجة تلك السياسات والاخطاء الوزارية في الحكومة وعدم ترجمتها للواقع الحقيقي غير الافتراضي لمجتمع التعددية المتناقض.
هناك أنظمه كثيره تحتاج إلى تعديل أو تغير أو إعادة هيكله ، فالنظام الصحي اليوم مثلا وصل إلى مراحل متدنية من الأداء و لك أن تتخيل وكما جاء في الاخبار ( الجمعية الطبية الاسترالية ) ان نظام المستشفيات العامة قد وصل الى نقطه الانهيار وينتظر المرضى الان ما يقرب من ضعف المدة في المتوسط لأجراء الجراحة المخطط لها عما كانوا عليه قبل 20 عاما وهناك أنظمه الهجرة والجنسية ( وقد تكلمنا عنها في السابق) وما تأخذه اليوم من إجراءات طويله ومعقده وهل نحتاج لهذا الكم الهائل من القادمين الجدد للضغط على المرافق والخدمات والبنى التحتية ( ذات التكلفة الباهظة ) وهناك وهناك وربما يمكن القول أخيرا بأن الشعب يريد ويتمنى أن يرى أنظمه أفضل لاستمراريه جوده الحياه والتي عرفت به هذه البلاد ومنذ نشأتها ولا داعي لنزول الشعب للشارع ( نصير المحرومين والمظلومين كالعادة في أيام الربيع والخريف ) أو لاستفزاز الحكومة وأجهزتها بالشغب واثاره المشاكل فالشعب الأسترالي وكما عرف عنه هادئا وواعيا ومحبا للديمقراطيات وحفظ الله علينا الامن والأمان وسلمكم الله ، والله المستعان.