زعماء دينيون يتحدون ضد – سياسة
خدمة مشتركة بين الأديان في كاتدرائية سيدة الوردية
في مساء الخميس، اجتمع زعماء دينيون من مختلف الطوائف في كاتدرائية سيدة الوردية في وايتارا، شمال غرب سيدني، لحضور خدمة مشتركة بين الأديان.
الهدف من الخدمة كان إدانة معاداة السامية في أستراليا.
هذه الخدمة تركزت على تعزيز التضامن بين مختلف الأديان ضد الكراهية والعنف تجاه المجتمع اليهودي.
الرسالة من الحضور: التضامن مع المجتمع اليهودي
قال عضو بيرورا، جوليان ليسر، إن هذا الحدث الذي قاده الأسقف أنتوني راندازو، جمع ممثلين من الطوائف المسيحية والمجتمع اليهودي والإيمان البهائي.
وأوضح ليسر: “أعلم أن وسط أستراليا الشاسع يكره معاداة السامية التي رأيناها في شوارعنا.
ولكن هذا الحدث كان عرضاً رائعاً للأستراليين الطيبين الذين يريدون الوقوف مع المجتمع اليهودي”.
صلوات وتأملات من ممثلين دينيين
تضمنت الخدمة صلوات وتأملات من عدة قادة دينيين، مثل القس نيش كول من كنيسة ماونت كولا الموحدة، والقس تيم كاي من الكنيسة المعمدانية في ثورنلي، والقس فابيان إيديان من كنيسة وايتارا السبتية.
كما شارك في الحدث الحاخام بول لوين من كنيس نورث شور ورئيس مجلس نواب اليهود في نيو ساوث ويلز، ديفيد أوسيب.
التزامن النادر بين عيد الحانوكا وعيد الميلاد
بهدف تعزيز التضامن بين الأديان، شجع الزعماء الدينيون الأستراليين على وضع شمعة مضاءة بجانب أشجار عيد الميلاد في نوافذهم كرمز للوحدة.
وقال ليسر: “كل من عيد الحانوكا وعيد الميلاد يتعامل مع معجزات النور والفرح والأمل”.
وأضاف أن التقاطع بين العيدين هذا العام كان نادراً،
حيث من المتوقع أن يستغرق حدوثه مائة عام أخرى.
رسالة من عضو البرلمان جوليان ليسر
في نفس السياق، أكد عضو البرلمان جوليان ليسر أن المبادرة تهدف إلى تأكيد وحدة الأديان ضد معاداة السامية في أبرشية بروكن باي.
وأضاف أن هذا العمل يرسل رسالة قوية مفادها أن الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية، يقفون ضد الكراهية.
معاداة السامية عبر العصور
معاداة السامية ليست ظاهرة جديدة، فقد تعود جذورها إلى العصور القديمة.
ففي العصور القديمة، كانت هناك تفاعلات سلبية بين اليهود والشعوب الأخرى، وظهرت الاتهامات ضدهم حول العزلة الثقافية والدينية.
كما تعود معاداة السامية في العصر الإسلامي إلى التوترات بين اليهود ونبي الإسلام محمد، مما أدي إلى توجيه آيات ضد اليهود.
معاداة السامية في العصور الوسطى والحديثة
في العصور الوسطى، تعمقت معاداة السامية في أوروبا، حيث تم اتهام اليهود بارتكاب جريمة قتل المسيح، مما أدى إلى طردهم من العديد من الدول.
وفي القرن التاسع عشر، ازدادت معاداة السامية مع تصاعد القوميات الأوروبية.
وفي القرن العشرين، بلغ هذا العداء ذروته في الهولوكوست، حيث قُتل حوالي ستة ملايين يهودي على يد النظام النازي في أوروبا.
معاداة السامية في العصر الحديث
رغم التقدم الذي تحقق في مجال حقوق الإنسان، لا تزال معاداة السامية موجودة في العديد
من الأماكن حول العالم، بما في ذلك على الإنترنت وفي الخطابات السياسية.
تستمر هذه الظاهرة في تشكيل تهديدات للمجتمعات اليهودية حول العالم.
تؤكد هذه المبادرة على أهمية التضامن بين الأديان في مواجهة الكراهية والتمييز.
وأكد الزعماء الدينيون في سيدني أن المعركة ضد معاداة السامية هي معركة مستمرة تتطلب التعاون والتفاهم بين مختلف الأديان والمجتمعات.