ديلويت أكسيس إيكونوميكس – اقتصاد
من المتوقع أن يعاني الاقتصاد الأسترالي من تدهور كبير في ميزانيته حيث يقدر أن يصل العجز إلى 33.5 مليار دولار في مايو 2025، وهو ما يعادل زيادة بنحو 5.2 مليار دولار عن التوقعات السابقة. جاء هذا التحذير من شركة ديلويت أكسيس إيكونوميكس، التي توقعت أن يتأثر الوضع المالي بشكل كبير نتيجة لانخفاض عائدات التعدين.
أثر انخفاض السلع الأساسية على الاقتصاد الأسترالي
يشير التقرير إلى أن انخفاض أسعار السلع الأساسية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم العجز في الميزانية. في حال تحقق هذا التوقع، فإن تدهور الميزانية سيكون بمقدار 49.3 مليار دولار مقارنة بالفائض الذي تحقق في 2023-2024. ستؤثر هذه التطورات بشكل كبير على الوضع المالي للدولة في السنوات المقبلة.
التحديات الاقتصادية على المدى الطويل
ستيفن سميث، الشريك في ديلويت أكسيس، أشار إلى أن الوضع المالي قد لا يتحسن في السنوات القادمة، محذرًا من أكبر انكماش في الرصيد النقدي الأساسي منذ العام 2019-2020 بسبب الوباء. وأضاف سميث أن هذا التحول الكبير في الثروات المالية لأستراليا سيشكل تحديًا كبيرًا للاقتصاد.
من جانبه، اعترف وزير الخزانة جيم تشالمرز بأن التقرير يبرز التحديات الحالية التي تواجه الميزانية الأسترالية. وأضاف أن تحديث منتصف العام للميزانية في ديسمبر المقبل سيتوقع أن يكون “أضعف قليلاً” من التوقعات السابقة. ومع ذلك، أشار إلى التحسينات التي تحققت في العديد من المجالات مثل انخفاض التضخم وارتفاع الأجور.
التوقعات السلبية لمستقبل الاقتصاد الأسترالي
تشير ديلويت إلى أن الوضع الاقتصادي في أستراليا سيستمر في التدهور حتى مع تغييرات في الحكومة. كما أشار التقرير إلى أن كلا الحزبين السياسيين في البلاد فشلا في ضمان الاستقرار المالي على المدى الطويل. ورغم الإصلاحات التي قامت بها الحكومة، إلا أن غياب الإصلاحات الجذرية يشكل عقبة رئيسية أمام تحسين الوضع الاقتصادي.
من المتوقع أن يزداد الوضع المالي سوءًا في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة. ستؤثر سياسات ترامب التجارية، مثل فرض تعريفات جمركية على الواردات بما في ذلك السلع الأسترالية، بشكل سلبي على الاقتصاد الأسترالي. إن تعرض أستراليا الكبير لأسعار السلع العالمية يعني أن البلاد ستكون أكثر عرضة للتأثر بهذه السياسات مقارنة بالاقتصادات المتقدمة الأخرى.
الخطوات اللازمة للإصلاح الاقتصادي
على الرغم من هذه التوقعات السلبية، أشارت كاثرين لي من ديلويت إلى أن هناك بعض الإصلاحات الإيجابية مثل إصلاحات رعاية المسنين وصندوق الإنتاجية الوطني. إلا أن لي أكدت أن الإصلاحات الاقتصادية الجذرية لا تزال غائبة، مما يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي والإنتاجي. كما شددت على أهمية تحسين القدرة التنافسية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني.
تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن أستراليا ستواجه تحديات مالية كبيرة خلال السنوات القادمة، مما يفرض على الحكومة اتخاذ خطوات جادة لتحسين الوضع المالي وزيادة الاستقرار الاقتصادي.