كلمة رئيس التحرير
في 8 سبتمبر الجاري، أعلن قصر باكنغهام وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاما، تزامن ذلك مع أنباء متواترة حول تدهور حالتها الصحية.
منذ أن علمت بخبر وفاتها بحثت في الإنترنت لأجد ما أنجزته الملكة اليزابيث الثانية، فوجدتُ في الويكيبيديا أن أحداً لا يعرف الكثير عن مشاعرها الشخصية؛ فهي نادرًا ما تجري مقابلات. ولم تعبر صراحةً عن آرائها السياسية الخاصة في أي منتدى عام.
ولكن ما لفت نظري هو أن جلالة الملكة كانت تتمتع بإحساس عميق بالواجب الديني والمدني، وتؤدي قسم تتويجها على محمل الجد. بصرف النظر عن دورها الديني الرسمي بصفتها الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، فهي عضو في تلك الكنيسة وفي الكنيسة الوطنية في اسكتلندا.
كانت دائماً تُظهر دعمها للعلاقات بين الأديان، والتقت بقادة كنائس وديانات أخرى كمقابلتها البابا بيوس الثاني عشر ويوحنا الثالث والعشرون ويوحنا بولس الثاني وبندكت السادس عشر وفرانسيس. كذلك، تذكر بعض الملاحظات حول إيمانها في رسالة عيد الميلاد التي تبث إلى الكومنولث سنويًا.
ومن إنجازاتها أنها كانت ترعى أكثر من 600 منظمة وجمعية خيرية. قدرت مؤسسة شاريتيز إيد أن إليزابيث ساعدت في جمع أكثر من 1.4 مليار جنيه إسترليني للأعمال الخيرية خلال فترة حكمها.
في النهاية، هذا هو حال الدنيا، لقاء ثم فراق، وتستمر عجلة الحياة في الدوران، ملوك يذهبون وملوك يحلّون محلهم، المهم أن يعرف الحاليون أنها لو كانت تدوم، ما كنت وصلت إليهم، علينا أن نعرف أن الحياة قصيرة ولا تستحق ان نحياها في معاناة وآلام ومشادات، لا تستحق أن نحاول أن نستحوذ على ما تطوله أيدينا ظناً منّا أن الحياة تدوم.
في الختام أقول.. وداعاً جلالة الملكة.