شارك مع أصدقائك

كلمة رئيس التحرير/ سام نان

 

في أسبوع واحد كان هناك حريق في ثلاث كنائس قبطية في مصر في مناطق مختلفة، منطقة اكتوبر، منطقة المنيرة ومنطقة المنيا الجديدة.

والغريب أن الحكومة المصرية أول ما يبدأ تبادل الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي، تسرع في الإعلان عن أن سبب الحريق هو ماس كهربائي، حتى قبل التوجه إلى مكان الحادث وعمل التحقيقات اللازمة وإعداد فريق البحث الجنائي لتقرير مفصل عن أسباب الحريق.. ولكن المهم هو المبادرة بالإعلان المعتاد والمعروف لدى كل العالم أن سبب الحريق هو ماس كهربائي.

وهذا يذكرني بالتصريحات الساذجة عندما يقوم شخص بالهجوم على كنيسة وقتل الأقباط فيها، وهي ان الفاعل “مختل عقلياً”.

ألم يخجل المسؤولون من أنفسهم للاستخفاف بعقول الناس، أم أن تجاهل الناس وتجاهل منظمات حقوق الإنسان والتساهل في حق الأقباط دفع المجرمين لارتكاب جرائم أكثر، بل وصاروا يتفننون في ارتكابها.

كل العالم “للأسف” يعلمون يقيناً أن السبب في هذه الحرائق هم “الناس” وليس “الماس”، إنه أمر واضحٌ وضوح الشمس أن لهذه الجرائم فاعل، إنهم نفس الناس الذين يرسلون بالـ “مختل علقياً” ليقتل الأقباط، وهم الآن الذين يفتعلون الـ “ماس” حتى يبعدوا الأنظار عن أن الفاعل “ناس”.

الأمر لا يحتاج إلى التشكيك في أنها جريمة منظمة، إن الحرائق اندلعت في ثلاث كنائس في أماكن مختلفة في مصر، وهذه الحرائق لا تطال المساجد (وقد يحدث ذلك في مسجد قديم قريباً من أجل تعتيم أكثر)، ولا تحدث هذه الحرائق في المصالح الحكومية إلا في وقت “الجرد السنوي”، من أجل التعتيم على سرقات ونهب ويغطي عليها أصحاب المصالح والمحسوبية.

ألم نخرج بعد من التهاون والتجاهل وتغميض العين لمجاملة آخرين؟ ألم تستيقظ منظمات حقوق الإنسان من غفلتها بعد؟ إن ذلك قد يدفعني للتساؤل: مّنْ هم الذين يقودون منظمات حقوق الإنسان؟

أين المحاكم الدولية لتطلب تفسيراً منطقياً يقبله العقل، أين هي شفافية الحكومة المصرية.

أين السيد المبجل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الذي يقول دائماً المسيحيون هم أهلي.