النشاط الاجتماعي وأهميته
بقلم / تهاني الطرفي – أستراليا اليوم
إن خبرة الإنسان الفرد رغم بساطتها أمام خبرات متراكمة عبر تأريخ طويل ، تظل متميزة بأكتسابها بالممارسة، ممارسة الإنسان لنشاطه الاجتماعي ومايثير ذلك النشاط من عواطف ومشاعر وأفكار .
علاقة الانسان بالواقع الموضوعي هي علاقة أبداعية يمارس فيها الإنسان نشاطه الاجتماعي لتطويع العالم الموضوعي- الخارجي .وكل عمل يقوم به يعبر فيه عن ذاته الفاعلة ونواياها وعواطفها ورغباتها في أنشاء عالم تصبو أليه.
يمثل التفاعل مع الناس شكلا من أشكال النشاط الروحي أو التطويع الذهني للعالم الموضوعي ومحاولة فهمه وأدراكه وبلوغ هذه الغاية السامية يتطلب تحديد الادوات والاساليب. نعم ان العقل فينا يدعونا إلى أستيعاب العالم من حولنا بكل الوانه وكائناته وظواهره، وهذه الدعوة تتطلب من الانسان إن يكون في أعلى درجات الترابط الروحي مع من هم من حولنا، إن الاحساس بوجود الناس تماما كأحساس الفنان بالجمال، أنا أرى أن ادراك الانسان لمن حوله من البشر هو ادراك جمالي يرتبط بالعلاقة الاجتماعية كلما كانت اكثر التصاقا مع الاخرين كلما أزداد الشعور بالجمال الروحي ، ومن خلال دراسات عديدة يبدو الإنسان القريب من المجتمع وهموم الناس هو الأكثر تصالحا مع نفسه بغض النظر عن البيئة التي يعيش فيها ، وينعكس الحضور الجسماني لهذا الإنسان بين الناس على طبيعة سلوكه وحركاته، لذا يلحظ جليا إن( أنطوائية ) الإنسان والافراط فيها هي سبب كل المشكلات والتعقيدات التي تحدث له في وقت يعتقد الانطوائي أنه ينأى بنفسه عن تلك الاضطرابات الاجتماعية ، التواصل مع المجتمع هو الصعقات الكهربائية التي يحتاجها الدماغ ليفرز عن مكامن الابداع فيولد شحنات تصدر ضؤا روحيا يمتد شعاعه من المصدر ( الانسان الفرد) ليضىء حياة الاخرين( المجتمع المحيط) لذا فأن العمل المجتمعي هو تغذية روحية لاتنتهي.