شارك مع أصدقائك

د. سام نان – أستراليا اليوم

 

يعرف الإدمان أنّه عدم القدرة النفسيّة والجسديّة على التوقف عن استهلاك مادّة معيّنة مثل؛ المواد الكيميائيّة والعقاقير، أو القيام بنشاط وسلوك معيّن، لا سيّما عندما يؤدي ذلك إلى السعي القهري أو الهوس للحصول على الشيء بصرف النظر عن العواقب حتى لو تسبّب للفرد بالأذى النفسي والجسدي، ويعود السبب في هذه الرغبة الشديدة لدى الفرد إلى وجود خلل مزمن في النظام الدماغي الذي يهتم بالحصول على الأشياء والتحفيز والذاكرة.

من أبرز أعراض الإدمان التي يمكن ملاحظتها على الفرد هي:

عدم القدرة على الابتعاد عن مادّة معيّنة أو التوقف عن سلوك معيّن. تزايد الرغبة في استهلاك المادّة أو القيام بالسلوك. فقدان القدرة على ضبط النفس. تجاهل إلى أي مدى يسبّب هذا الإدمان المشاكل. تفاقم مشكلة الإدمان مع الوقت. فقدان الاستجابة العاطفيّة الطبيعيّة. تأثير الإدمان بشكل سلبي وخطير في حياة الفرد اليوميّة مع مرور الوقت؛ حيث إنّه قد يسبّب مضاعفات صحيّة دائمة وعواقب خطيرة كالإفلاس، وذلك بالرغم من إمكانيّة تعاقب دورات أو فترات من الهدوء والتخفيف من الإدمان مع فترات من الانتكاس والإدمان الشديد لدى الفرد. أنواع الإدمان يوجد نوعان رئيسيّين للإدمان، هما؛ الإدمان على المواد، والإدمان على السلوك، وفيما يأتي بيانهما بشيء من التفصيل.

إدمان المواد يُعدّ إدمان المواد (بالإنجليزيّة: Substance addiction) أو إدمان العقاقير غير القانونيّة اضطرابًا عصبيًا نفسيًا معقّدًا يتمثّل بالرغبة المتكرّرة لتعاطي المواد المخدّرة أو الكحوليّة بشكل قهري، وذلك بالرغم من العواقب المؤذية للفرد والتي قد تؤدي إلى خلل واضح في الحياة اليوميّة والتي تشمل: فقدان الوظيفة، و خسارة العلاقات الاجتماعية، وتدهور الصحّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من الإدمان يتقدّم ويتطوّر مع الوقت، ويحتاج إلى العلاج من قبل المختصّين.

استنشاق المذيبات والمواد المتطايرة مثل؛ الصمغ ومشتقات الوقود أو البترول.

إدمان السلوك يتمثّل إدمان السلوك (بالإنجليزيّة: Behavioral addictions) أو الإدمان غير المرتبط بالمواد برغبة الفرد الشديدة في القيام بمجموعة من السلوكيات واعتماده عليها؛ حيث يشعر بأعراض الإدمان ذاتها ولكن دون استهلاك مادّة معيّنة، بل بالاعتماد على القيام بنشاط أو سلوك أو مجموعة من الأنشطة التي توفّر بعض المشاعر المريحة والمهدّئة، وأحيانًا النشوة والابتهاج لدى الفرد،[٧] ويمكن أن يشمل إدمان السلوك إدمان أيّ مما يأتي:

لعب القمار. تناول الطعام. ممارسة التمارين الرياضيّة. مشاهدة التلفاز. ممارسة الجنس. مواقع التواصل الاجتماعي مثل؛ الفيسبوك. العمل إلى حدّ الوصول للإرهاق الجسدي، والذي يؤثر في العائلة والعلاقات والحياة الاجتماعيّة. التسوّق الذي يصل إلى حدّ شراء الأشياء التي لا يحتاجها الفرد، وعادةً يتبع ذلك الشعور بالذنب والخجل واليأس. الإنترنت سواء على شاشات الهاتف المحمول أو الحاسوب، ويتمثّل بقضاء ساعات في تصفّح الانترنت واللعب مع إهمال جوانب الحياة الأخرى. أعراض الإدمان تتباين أعراض الإدمان بين الأفراد، وفي الواقع قد يدرك المدمنون أنّهم يُعانون من هذه المشكلة وقد لا يعلمون بذلك بتاتًا، كما قد يُخفي بعض الأفراد تعاطيهم لبعض المواد أو ممارستهم لأنشطة معيّنة عن الآخرين، وبذلك يبقى هؤلاء يمارسون حياتهم اليوميّة بشكل جيّد، ولكن بشكل عام هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي تشير إلى وجود مشكلة الإدمان،

وفيما يأتي أهمها:

البحث عن العقاقير غير القانونيّة أو المخدرات بعنف أو بصورة لا يمكن التحكم فيها. المشاركة في مستويات خطِرة من السلوكيّات المسبّبة للإدمان بطريقة لا يمكن السيطرة عليها. عدم القدرة على التوقف عن تعاطي المواد غير القانونيّة بالرغم من تسبّبها في المشاكل الصحيّة أو الشخصية، مثل؛ مشاكل العمل والعلاقات. مشاكل وصعوبات العلاقات الاجتماعية والتي ترتبط بالغالب بتأنيب الأفراد الذين يدركون وجود مشكلة الإدمان. فقدان الاهتمام بالأنشطة الحياتيّة التي لا تتضمّن استهلاك المادّة المضرّة أو القيام بالسلوك المؤذي.

ملاحظة تغييرات عميقة على المظهر العام للفرد، بما في ذلك هجر النظافة بشكل واضح. ممارسة الإدمان بشكل سرّي، وإخفاء المواد والسلوكيّات التي يُدمن عليها الفرد، فمثلًا يرفض تفسير حدوث الإصابات التي وقعت خلال وجود تأثير الإدمان عليه. زيادة تعرّض الفرد للمجازفة والمخاطرة من أجل الحصول على المادّة أو السلوك، وأثناء استهلاك المادّة أو المشاركة بالنشاط. معاناة الفرد عند التوقف عن استهلاك المادّة أو المشاركة بالنشاط المدمن عليه من مجموعة من الأعراض الانسحابيّة، أهمّها ما يأتي:

تغيّرات مزاجيّة. تغيّرات في الشهية. الاحتقان وسيلان الأنف. ألم العضلات. التعب والإعياء. التهيّج المفرط. الغثيان والتقيؤ. الأرق وصعوبات النوم. الارتعاش. عدم الاستقرار. التعرّق. أسباب وعوامل خطر الإدمان توجد العديد من الأسباب الكامنة وراء البدء في الإدمان، وفي الحقيقة فإنّ كلًّا من المخدّرات والنيكوتين والكحول تؤثر في طريقة شعور الفرد عقليًّا وجسديًّا؛ حيث إنّ هذه المواد تخلق شعورًا ممتعًا لديه ودافعًا قويًا لإعادة استخدامها مرّة أخرى، مما قد يؤدي إلى تكوّن عادّة من الصعب التوقف عنها، والجدير بالذكر أنّه غالبًا ما يفقد الفرد السيطرة على الإدمان نتيجة الحاجة المتزايدة لإشباع الرغبة القويّة والوصول للنشوة والمتعة. وفي الواقع هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر وقوع الفرد في مشكلة الإدمان، ولكنّ وجود هذه العوامل لدى الفرد لا تسبّب بالضرورة الإدمان لديه،

ومن أبرزها ما يأتي: العوامل الوراثيّة: تُعدّ الجينات الوراثيّة الخاصّة بالفرد هي المسؤولة عن نصف الصفات المختلفة لديه تقريبًا، وتزيد احتماليّة الإدمان لدى الفرد في حال معاناة الوالدين أو الأقارب من مشكلة الإدمان على الكحول أو المخدّرات، وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء والرجال متساوون في احتماليّة الوقوع في مشكلة الإدمان.