شارك مع أصدقائك

 

أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

يبدوا أننا أصبحنا أو دخلنا في كبسوله ” الزمن الموحش “، زمن الوحدة والانعزالية، زمن الجشع والطمع، زمن حب الدنيا (بشكل غير عادي) وجمع المال حلاله وحرامه والابتعاد تدريجيا عما هو جميل وخلاق/ أخلاقي.
الكثير منا لا يدرك تماما (او ربما يدرك، ولكن يتعمد!) مجريات الأمور في الخلق وسواء كنت متدينا (مؤمن) او غير ذلك، وخطابي هنا للناس العقلاء المدركون، فأعلم أن هناك رقابة ذاتيه وألهيه للإنسان الذي خلقه ربه وعدله في أحسن تقويم ولم يتركه سدى فان كنت ممن يستمعون للنصائح فتذكر التالي:
1- وكما يقال: ” تجري جري الوحوش فغير رزقك ما بتحوش”! وهذ هو الحال في استراليا اليوم وبالذات لمن يعيش في مدينه سدني تحديدا (وربما تنطبق على مدن أخرى) فالتنافس على حب الدنيا وجمع المال بشتى الطرق أصبح يؤرق الجميع ويبعد الناس عن بعضها البعض وكذلك الاشقاء والأصدقاء ولا يعي الناس أن البركة قد نزعت (في كثير من الأحيان) فما تكسبه باليمين تنفقه على التو بالشمال وقد تكون محاسب عليه فالعديد قد أدمن العمل ليلا ونهارا لكي يكسب المزيد من الدولارات ونسي من حوله من أقارب ومعارف وأصدقاء.
2- كل أبن أدم سيسأل عن ماله: من أين أكتسبه وكيف أنفقه فكيف سيكون جوابك عند رب الجواب حينئذ فكل الأدلة والشواهد والاثباتات موجودة في “شريط التسجيل” المثبت في جسم الانسان والمحصي لكل دولار أو دينار ودرهم تم التعامل معه في هذه الحياة الدنيا فلا تفرح بما جمعت أو اكتسبت بطرقا لا شرعيه أو قانونيه فسيعود عليك بالوبال والحسرة يوم لا ينفع الندم.
3- الكثير ممن يعيشون في استراليا اليوم ومن أصول عربيه قد أغفلوا الكثير من أدبيات وأخلاقيات التعامل مع بعضهم البعض في المجتمع المحافظ فليس بغريب أن يموت أحد الوالدين كمدا وقهرا وقد ابتعد عنه أولاده (بحجه العمل وجني المزيد من الأموال) فلم يجد في أخر عمره أحدا من أولاده أو أحفاده يجلس بجانبه. فكم هي صعبه أن تموت وحيدا ومقهورا فاللهم عافيني والطف بنا.
4- وأخيرا، وكما تدين تدان – فأعلم جيدا أن ما تقدمه اليوم لأولدك فسينعكس عليك غدا فان قدمن خيرا فستجد خيرا وان كان العكس فلا تلوما الا نفسك
كم نحن اليوم أحوج الى مراجعه النفس ( وقبل فوات الأوان ) فالأرزاق والاعمار قد كتبت ومنذ زمن بعيد وما عليك الا أن تعمل صالحا وتقدم لنفسك العمل الذي سينفعك وينفع ذريتك من بعدك فعلم أولادك وزوجتك واقاربك واصدقائك ومن حولك حب السلام والمودة والاخاء وكثير من التعاليم السماوية قد حثت على نشر هذه المفاهيم ولا تقلد الفكر الشاذ من الانعزالية والانطوائية واعلم ان مصيرها أو مالها الوحدة والكأبة وربما الانتحار فتكون قد خسرت كل شيء – الدنيا والأخرة- وذهبت اموالك التي أفنيت حياتك كلها من أجله لغيرك ( إما لوالدك الذين تنكروا لك في أخر عمرك أو للدولة وأدراك ما لدوله ) والله المستعان.