«أستراليا اليوم» – سياسة
– خاص: أستراليا اليوم
إن الضربات التي تقوم بها إسرائيل على المعاقل الإرهابية في فلسطين ولبنان وإيران، ولا أعلم إن كانت هناك بلاد أخرى لها نصيب في تلقي ضربات من إسرائيل، أثرت على كل العالم.
ولكن بعض البلدان تأثرت تأثيراً إيجابياً لأنها شعرت أن إسرائيل تخلصهم من الإرهاب الذي يعاني منه كل العالم، حيث إنه ينتشر يوماً بعد يوم ويخطط للسيطرة على العالم وفرض شريعتهم في كل مكان.
ولكن هناك دولٌ أخرى تأثرت تأثير سلبي ويرون أن إسرائيل مجرم حرب، وأن ما تفعله من قصف في مناطق عديدة في فلسطين ولبنان له تأثيره السلبي على كل الجوانب، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن هذا عنفٌ لا بد من مقاومته، ولا بدّ من إيقاف القصف الإسرائيلي.
وإنني لن أركز في مقالي هذا على أي دولة، بل سأركز على دولة أستراليا، لأن جريدتنا تهتم بالشؤون الأسترالية فقط.
أنا أري أن الجاليات الإثنية -وخاصة الإسلامية منها- هي مقسمة إلى ثلاث فرق: فريق كالثور المذبوح الهائج، الذي يتخبط في كل مكان لأنه مذبوح ويترنح يميناً ويساراً قبل أن يفارق الحياة، وهؤلاء الذين يقومون بعمل تظاهرات في كل مكان في أستراليا دون أن يقدمون أي حلول ولا يجلسون حول مائدة المفاوضات للتشاور والبحث عن حلّ مناسب لوقف الحرب بين إسرائيل والإرهابيين ولإنقاذ المدنيين من العرب.
بل هم يقومون بالتظاهرات عن غير فهم ولا علم، وهم مرتبطون بفكرة واحدة وهي أن الذين يُقتلون هم عرب «مسلمون»، وليس هذا هو السبب الوحيد للتظاهرات، بل السبب الأهم هو أن القاتل هو إسرائيل، وهم يعتبرون إسرائيل عدو الله والناس.
أما الفئة الثانية من الجاليات الإثنية -وهي أكثر مكراً من الفئة الأولى- هم الذين يخططون لعمل أحزاب سياسية على أساس الدين الإسلامي، وذلك لتنفيذ شيئين مهمين، وهما أن يكون لتلك المنظمات فروع في أستراليا وهو الهدف القريب، والثاني هو فرض الشريعة الإسلامية في أستراليا وتحقيق الغاية التي يعملون من أجلها منذ سنوات طويلة.
أما الفئة الثالثة، فهو الإعلام الإثني الذي يستخدم الأخبار التي قد تكون حقيقية، ولكنهم يكتبونها بصورة استفزازية، حتى أن التظاهرات لا تشمل العرب أو الجاليات الإثنية فحسب، ولكن تمتد أيضاً لتصل إلى الأستراليين أنفسهم ليقوموا بتظاهرات ضد إسرائيل ويقفون بجانب العرب.
وهذا ليس كل شيئ، فهناك سياسيون أستراليون يجدون أن وقوفهم ضد إسرائيل ودعم للفلسطينيين واللبنانيين سيحقق مصالح سياسية لهم، فيقولون في أنفسهم، لن نخسر شيئ لو جاملنا العرب وخاصة المسلمين منهم، لأننا قد نتحاجهم في الانتخابات.
وهذا يذكرني بمقابلة قرأت عنها في جريدة التلغراف اللبنانية الأسترالية، بين رئيس تحريرها الأستاذ أنطوان القزي والوزير توني بيرك.
فتذكرت أن بيرك لم يفوِّت فرصة للتقابل مع الجالية العربية الإسلامية ويحضر حفلاتهم دائماً ويجاملهم دائماً لكسب أصواتهم في الانتخابات.
وقرأت في المقابلة التي كانت منشورة في جريدة التلغراف أن توني بيرك أعلن أنه سيسعى جاهداً لمنح حوالي 1300 فلسطيني تأشيرة إنسانية، وهو لا يعلم إن كانوا سيصبحون مسالمين في العيش في أستراليا، أم أنهم -وهذا على الأرجح- يخططون لتنفيذ ما عجزت عنه حماس وحزب الله، أو يخططون -وهذا ما يفعلونه بالفعل- أن كل رجل مسلم يتزوج امرأة واحدة قانونياً وثلاثة نساء أخريات عند المأذون ويعتبرهن بحسب القانون صديقات «Girl Friends» وينجبون أطفالاً كثيرين، والحكومة الأسترالية تنفق على هؤلاء الأطفال، وهو مخطط لزيادة عدد المسلمين في أستراليا، وبعد سنوات تصبح أستراليا ذات أغلبية مسلمة.
وبالتالي تكون أستراليا هي التي أنفقت على دعم فرض الشريعة الإسلامية ونشر الإرهاب في أستراليا.
نعود للكلام عن الوزير توني بيرك، الذي صرّح لجريدة التلغراف أن السعي الذي يفعله من أهل غزة في إعطائهم تأشيرات إنسانية سوف يفعله أضياً مع العرب الفارين من لبنان إلى أستراليا، وهو بالتالي يساعد على نقل الإرهابيين إلى أستراليا، وسيعطيهم تأشيرات إنسانية، ولم يعلم أن هذه المخططات لن تمنحه فرصة الفوز في الانتخابات، حيث إن الجاليات الإسلامية في أستراليا يستغلونه لتحقيق مصالحهم، وهو يحقق لهم ما يريدونه أملاً في كسب أصواتهم.
كذلك أعلن بيرك للتلغراف أنه ضد الإسلاموفوبيا، وأنه يرى أن هذه حالة لا يجب أن تكون في أستراليا، وهو لا يعلم المكتوب في القرآن ولا آيات القتل والقتال والكراهية، إنما هو يحكم على الأمور بحسب الاستقبالات التي تقوم بها الجالية الإسلامية معه، حيث يظهرون أنفسهم أنهم المسلمون المسالمون المحبون، وهو لم يتعب نفسه ويقرأ آيات القتل والكراهية في القرآن، ولا يهمه تحقيق المخططات الإسلامية في أستراليا، التي بدأت في التحقيق على أرض الواقع بالفعل.
كما أعرب بيرك أنه شعر بالفزع عندما وقف زعيم المعارضة بيتر داتون في البرلمان ورفض جلب اللبنانيين من لبنان إلى أستراليا وإعطائهم تأشيرات إقامة، ولا أريد أن أكرر كلامي، ولكنني أعلم جيداً أن بيتر داتون على حق ويفهم ليس السياسة الأسترالية فحسب، وإنما السياسة العالمية أيضاً، ويعرف جيداً ما يخطط له المسلمون.
إن دعم بيتر داتون لإسرائيل هو دعم حكيم وفي محله لأن إسرائيل لا تحارب الإنسان ولا الإنسانية بل تحارب الإرهاب أينما كان، وها هي الآن بدأت ولن تهدأ إلا عندما تقضي على الإرهابيين الظاهرين حالياً.
والدليل على سلام إسرائيل أنني سمعت خطاباً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيه أنه بعد القضاء على الإرهاب، هم أنفسهم سيعيدون الفلسطينيين واللبنانيين إلى بيوتهم وأماكنهم وسيساعدونهم بكل الطرق لضمان حياة كريمة لهم.
ولكن توني بيرك لا يريد أن يسمع هذا الكلام، وإلا سيخسر المسلمين الموجودين في أستراليا كما خسرهم داتون، الذي لا يعنيه خسارتهم.
أما عن رأيه في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في سيدني وملبورن وبرزبن، قال بيرك أنه مع التظاهرات السلمية وأنه ضد خطاب الكراهية، ولم يوضح مَنْ الذي يقوم ببث خطاب الكراهية، هل المسلمون الذين ينشررون كراهيتهم لليهود أم أولئك الذين يعلنون المكتوب في الشريعة الإسلامية عن القتال والحرب لغير المسلمين، أم يقصد كلاهما.
بعدما قرأت كل المقابلة شعرت أن هدف توني بيرك الوحيد -وهو ما وعده به المسلمين بحسب رأيي- أنه يكسب أصواتهم في الانتخابات.
ولكن الحقيقة ظهرت عندما قرأت خبراً أن زياد بسيوني الذي أعلن موقع SBS العربي أنه «من الجالية الإسلامية» قد رشّح نفسه ضد النائب العمالي البارز توني بيرك في واتسون.
أي أن أمل طوني بيرك في الجالية الإسلامية لم يتحقق، وهم كانوا يستخدمونه فقط لتحقيق مصالحهم، إلى حين يرشحون شخصاً مسلماً بدلاً منه حتى يكثر السياسيون المسلمون في أستراليا وتنشأ الأحزاب السياسية الإسلامية في أستراليا كمخطط لتحويل أستراليا إلى دولة إسلامية.
ولكي يكون المخطط محبوكاً حبكة فنية ولأجل عدم خسارة بيرك «إذا خسر زياد بسيوني في الانتخابات» قام الدكتور جمال ريفي «وهو من الجالية المسلمة أيضاً» وعمل جمعية أطلق عليها اسم «هيئة أصدقاء توني بيرك» لدعمه حتى لا يخسرون دعمه لهم إن كسب في الانتخابات أو إن انتقل إلى منصب آخر.
لم يكن توني بيرك وحده هو المخدوع، بل ننتقل إلى «النائبة» فاطمة بيمان التي كانت سيناتور في حزب العمال، وعندما قامت في البرلمان لتعلن دعمها لفلسطين، تم توقيفها من الحزب، وبالتالي احتضنها المسلمون في أستراليا واستغلوها لتأسيس حزب «صوت أستراليا» وهو حزب قائم على أساس ديني إسلامي، وهي أيضاً يتم استغلالها بصورة مؤقتة، لأنه في الشريعة الإسلامية لا يمكن ولاية المرأة على رجال، ولكن الضرورات تبيح المحظورات، فسيتم استغلالها «كسيناتور» لعمل حزب قائم على أساس إسلامي، ثم يتم خلعها من المنصب في أقرب انتخابات ويتم ترشيح رجل مسلم مكانها ويقولون لها «شكراً لتعبك» ولن تستكملي لأنك امرأة، والمرأة ليس لها أي ولاية على الرجل بحسب الشريعة الإسلامية.
لا أريد التحدث كثيراً عن فاطمة بيمان، لأنها مجرد وسيلة مؤقتة لمخططات المسلمين في أستراليا ولعل السياسيسن المعتدلين يفهمون.
والحديث الآن عن وزيرة الشؤون الخاريجة الأسترالية والماليزية الأصل بيني وونغ، التي تقدم كل الدعم للفلسطينيين، والتي طالبت بأحقية عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ولا أعرف إن كانت تعلم أم لا، أن فلسطين ليس فيها حكومة مدنية وإنما محكومة من قِبَل حماس «الإرهابية» وهي تحكم بالشريعة الإسلامية، فهي تريد أن «الشريعة الإسلامية» تكون عضواً في الأمم المتحدة وأن يكون لها أحقية مثل الدول المتقدمة، على الرغم من أن فلسطين دولة متأخرة كل التأخر.
كما تعرب وونغ دائماً عن رأيها أنها ضد إسرائيل وأن ما تفعله هو إبادة جماعية للفلسطينيين، ولا تعلم أن كرسي السياسة لا يدوم لأحد، وأنها يوماً ما سوف تترك عجلة القيادة لغيرها.
أما السناتور مهرين فاروقي -من أصل باكستاني ومسلمة- وهي زعيمة حزب الخضر الذي دعم فاطمة بيمان، وهي كثيراً تتحدث عن هويتها الإسلامية وتقوم ضد العنصرية «بحسب رأيها». فهي أيضاً تقف إلى جانب فلسطين ربما لأنهم مسلمون أو أن أكثرهم مسلمون، وتقف ضد إسرائيل وطالبت الحكومة الأسترالية بعدم دعم إسرائيل بالسلاح، ولا تعلم أنها بذلك تساعد على دعم الإرهابيين في أستراليا والعالم.
أما عن العضو الأبورجينية ليديا ثورب فهي تدعم فلسطين بسبب انحيازها إلى النضالات الأوسع نطاقًا ضد الاستعمار وحقوق الإنسان، وخاصة كمدافعة عن حقوق السكان الأصليين في أستراليا.
وهي ترى أوجه تشابه بين الاستعمار التاريخي للسكان الأصليين في أستراليا وتجارب الفلسطينيين مع إسرائيل.
وهي بالتالي تشعر أن دعمها للفلسطينيين هو دعم لقضيتها الأبورجينية، ولا تعلم أنها بذلك تدعم الإرهاب الذي قد يطال أستراليا وإذا نجحوا في ذلك، فعليها أن تنسى قضيتها الأبورجينية تماماً لأنهم لن يقبلوا منها ان تكون أبورجينية، ولكن عليها فقط أن تعتنق الدين الإسلامي، أو تدفع الجزية أو يتم قتلها.
أكرر كلامي: إن المسلمين يخططون لزيادة عددهم في استراليا عن طريق معاشرة النساء وزيادة النسل والحكومة الأسترالية تتكفل بالإنفاق على أبنائهم حتى يكبروا على الشريعة ويحولون أستراليا إلى دولة إسلامية.
بعض المسلمين -إن لم يكن أكثرهم- يحتالون على السنترلينك ويتقاعدون او يتصنعون المرض لكي تنفق عليهم الحكومة حتى يتفرغوا لقضية نشر الإسلام في أستراليا، حتى تصبح دولة إسلامية ويقتلون كل مَنْ لا يقبل الإسلام ديناً.
ابحث يا صاحب العقل الراجح، لماذا يكثر السياسيون المسلمون؟
لماذا أغلب الأغنياء العرب هم من المسلمين؟
إنه لطوفان يجب وقفه قبل أن يزداد قوةً ويغرق كل المعتدلين في أستراليا، وتصبح الدولة الأسترالية دولة مسلمة تحكم بالشريعة ويظهر الدواعش المختبئين في أستراليا.
ولن ينفع الندم بعد العدم.