أستراليا اليوم تدعو للتفكير المنطقي – سام نان
بعد العملية الإرهابية المدبرة لحؤق الكنيس اليهودي المقدس في ملبورن فجر يوم الجمعة 6 ديسمبر 2024، أعلنت مصادر إعلامية أسترالية أن الشرطة تقوم بتحقيقات مكثفة لكشف الغموض حول العملية الإرهابية التي قام بها مجهولون «حتى هذه الساعة» بحرق الكنيس اليهودي المقدس بإلقاء كرات من النيران بداخله، مما أسفر عن حرق المكان وإصابة البعض من اليهود.
وبتاريخ 12 ديسمبر 2024 نشر موقع إس بي إس SBS موضوع بعنوان (رجال الدين المسلمون في أستراليا يدينون الاعتداء على الكنيس اليهودي في ملبورن).
أي بعد العمل الإرهابي ب 15 يوم تقريباً.
ولا أعلم هل كانت تصريحاتهم بإدانة العمل الإرهابي هذه جاءت متأخرة، حتى يستفتوا أولي المشايخ بحرمانية أو عدم حرمانية إدانة العمل الإرهابي؟
أم أنهم كانوا مشغولين في اجتماعات خاصة، مما منعهم عن الإعلان بالإدانة لمدة 15 يوم من هذا العمل الإرهابي الحماسي، الذي لا يقوم به إلا أناس يرون اليهود أشد عداوة لهم؟.
ولقد اعتدنا أن نقرأ في وسائل الإعلام، عندما تقع أي جريمة غامضة، أن الشرطة تناشد الناس أن من لديه أي معلومات أو تصوير أو شاهد عيان للحادث أن يتقدم ويفيد الشرطة بعلوماته.
إلا في هذا الحادث، بحثت على الإنترنت لأجد أي مناشدة من الشرطة لأي شخص لديه أي معلومات عن هذا الحادث الإرهابي أن يتقدم إلى الشرطة ويدلي بها، فلم أجد.
وبالرغم من ذلك سوف أساعد التحقيقات الفيدرالية قدر استطاعتي، لست كشاهد عيان ولا كمن لديه كاميرا تصوير وقام بالتقاط صور للإرهابيين الذين تم استخدامهم لهذه المهمة الإرهابية لكي يحرقوا مقدسات اليهود.
ولكنني سوف أستخدم العقل والمنطق والتحليل المنطقي للعلي أنبه مكتب التحقيقات لحقائق، ربما لم يعرفونه، أو يعرفونها ولكنهم يريدون تجنب غضب أصحابها لأنهم عندما يغضبون، يتحولون إلى وحوش كاسرة.
فدعونا نتساءل بعض الأسئلة، ونجيب عليها إجابة منطقية، لعل ذلك يكشف النقاب عن غموض هذا الحادث الإرهابي.
السؤال الأول: ما هو الهدف المقصود بالإذي؟ هل هو شخص ما بعينه أم مكان؟
من الواضح أنه مكان وليس إنسان، لأنه لو كان المقصود بهذه العملية الإرهابية هو إنسان، لكانوا تربصوا له في أي مكان وقتلوه.
إذا المقصود هو المكان وليس شخص ما بعينه.
السؤال الثاني: ما طبيعة هذا المكان؟ أهو مكان تجمع سياسي، أم مكان تجمع ثقافي، أم مكان تجمع ديني؟
بالتأكيد هو مكان تجمع ديني وليس سياسي أو ثقافي ولا حتى اجتماعي.
نستنتج من هذين السؤالين، أن الهدف هو هدم أو الانتقام من عقيدة دينية بعينها، وهي الديانة اليهودية، وبالتالي الذين قاموا بهذه العملية الإرهابية ليسوا سياسيين، وإنما هم أناس يدينون بدين ما، لذلك فكروا في هدم المقدسات الدينية لليهود.
السؤال الثالث وهو في غاية الأهمية: هل ممكن أن نتوقع أن الذين حرقوه هم اليهود أنفسهم، أم المسيحيين أو المدنائيين أم المسلمين؟
بالتأكيد ليس اليهود، لأن اليهود يقدسون أماكن العبادة أكثر من تقديسهم لأي مكان آخر.
وبالتأكيد وبالمنطق، ليس المسيحيون، لأن المسيحيين عندهم آيات في الكتاب المقدس بمحبة ال‘داء وعدم مقاومة الشر.
واليهود ليسوا أعداء المسيحيين، ولم يفعلوا شيء ضد المسيحيين لكي يقوم المسيحيون بالانتقام منهم، وحتى لو كانوا فعلوا أي شيء، فالمسيحي مسالم وغير منتقم.
وبالتأكيد ليس المندائيين، لأن المندائيون نبيهم هو يوحنا المعمدان وهو آخر نبي عند اليهود، كما أن المندائيين مسالمين ولم نسمع قلاً أنهم قتلوا أو أحرقوا أي مكان لأي دين مختلف عنهم.
وبالتألي لم يتبقَ لدينا إلا المسلمين..
تعالوا بنا نسأل القرآن ونسأل التاريخ:
في سورة المائدة 82: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ))
فالقرآن يذكر بأن أشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود، ولم يقل الإسرائيليين، بل قال اليهود، أي أنه أمر ديني وليس سياسي.
في سورة المائدة 51: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
فالقرآن يحث المسلمين على عدم اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، ولا يكون لهم ولاء أو عهد، بالتالي فهم أعداء المسلمين ويحق لأي مسلم النيل مهم في أي وقت وأي مكان.
وفي سورة التوبة والآيتان 30 و 31 (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
وفي سورة التوبة والآية 5: ((فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
ولكن ربما تكون هذه الآيات كانت في القديم في أول ظهور الإسلام، ولكن هل التاريخ المعاصر يشهد عن أحداث إرهابية قام بها مسلمون ضد اليهود في أي مكان في العالم؟
– 17 مارس 1992 – تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس في الأرجنتين. راح ضحيتها 29 قتيل و242 مصاب وقد تم اتهام جماعة الجهاد الإسلامية اللبنانية وحزب الله والحرس الثوري الإيراني بتنفيذها.
– 28 يوليو 1994 – تفجيرات بوينس آيرس في الأرجنتين. سيارة انتحارية ضد مبنى مكاتب الطائفة اليهودية المحلية. 85 قتيلا وأكثر من 300 جريح.
– في عام 2000 هاجم المسلمون المعابد اليهودية في فرنسا لدعم إخوانهم المسلمين في الأراضي الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.
– 27 مارس 2002 – هجوم انتحاري خلال عيد الفصح اليهودي في فندق في نتانيا في إسرائيل. 30 قتيلا و133 جريحا.
– 9 أكتوبر 2004 – تفجيرات طابا 2004 والتي اودت بحياة ما لا يقل عن 34 شخصا واصابة أكثر من 150 بجراح اغلبهم إسرائيليين، في منتجعين سياحيين في شبه جزيرة سيناء المصرية قرب الحدود مع إسرائيل.
– عام 2007 -2009 كانت الهجمات الإسلامية على اليهود في أوروبا شديدة وكانت هناك عدة عشرات من حالات العنف المبلغ عنها مثل الحرق والإعتداء.
– في عام 2012، دعا مفتي القدس في السلطة الفلسطينية، محمد أحمد حسين، نقلاً عن أحاديث نبوية، إلى قتل جميع اليهود.
– في عام 2014 نفذت حماس عمليات خلف الخطوط، وأسرت عددا من جنود إسرائيل أسفرت جميعها عن مقتل 70 جنديا ومستوطنا، وإصابة 2500 آخرين.
وأطلقت حماس صواريخها نحو مدن حيفا والقدس وتل أبيب، وسمتها عملية «العاشر من رمضان».
– يوم 11 رمضان من العام نفسه 2014، نفذت وحدة خاصة من كتائب القسام، عملية عسكرية أسمتها «عملية زيكيم» واقتحمت خلالها القاعدة البحرية الإسرائيلية مقابل موقع زيكيم العسكري، وقصفتها بصواريخ كاتيوشا.
– يوم 23 من رمضان 2014، عبرت عناصر القسام نفقا يبلغ طوله 3 آلاف متر، واستطاعت إيقاع دورية عسكرية إسرائيلية في كمين نصبته بموقع رقم 16 العسكري، وقتلت 5 جنود بينهم قائد كتيبة.
– في رمضان عام 2015 نفذ فلسطيني من الخليل عملية طعن قرب باب العامود بالقدس استهدفت شرطيين إسرائيليين.
– في يونيو 2016 قام الفلسطينيون بعمليات انتحارية قتلوا فيها 6 إسرائيليين وجرحوا 15 آخرين.
– في يونيو 2017 نفذ 3 فلسطينيين من رام الله، وهم عادل عنكوش وأسامة عطاء وبراء صالح، هجوما مزدوجا بإطلاق النار والطعن بالسكاكين في القدس ضد جنود إسرائيل أسفر عن مقتل مجندة وإصابة آخرين.
– في نفس الشهر قام فلسطينيون بقتل ثلاثة من سكان مستوطنة حلميش، وسط الضفة، في عملية طعن نفذها الشاب المسلم عمر العبد من بلدة كوبر.
– في عام 2021 أطلقت كتائب القسام ضربات صاروخية لمدن القدس وتل أبيب. وقُتل في المعركة 13 إسرائيليا وأصيب 710 آخرون.
– في أبريل 2022 نفذ الشاب المسلم رعد حازم عمليته في شارع ديزنغوف بمدينة تل أبيب، وفتح نيرانه على المارة مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 6 آخرين.
– في 7 أكتوبر 2023 قام الفلسطينيون من حماس والمدنيين بالزحف إلى مناطق إسرائيلية وقتل منهم
– في 7 أكتوبر 2023، بدأت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، هجومًا عسكريًا واسع النطاق ضد إسرائيل. تم إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية من الجانب الإسرائيلي 1400 قتلى غير المصابين.
هذه نبذة بسيطة عن الهجمات الإسلامية ضد اليهود في كل مكان في العالم.
ولكن كل ما ذكرناه هو خارج أستراليا، فماذا حدث في أستراليا من أعمال عنف ضد اليهود خلال العام الماضي حتى الآن؟
فمنذ نهاية العام 2023 وحتى الآن يقوم الداعمون لفلسطين وأغلبهم مسلمون، بالعتصام والتظاهر غير السلمي في سيدني وملبون سواء في الجامعات أو المدارس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأوا يكتبون على بيوت بعض اليهود عبارة «هنا يسكن يهودي» وهو أمر يدل على التهديد والوعيد بما سيقومون به ضد اليهود في وقت لاحق.
ليس ذلك فحسب، بل حرقوا سيارات وكتبوا عبارات معادية للسامية في الجدران والسيارات.
وأخيراً تم حرق المعبد اليهودي في ملبورن.
فيا ترى مّنْ هو المتسبب في حرق المعبد اليهودي؟
أنا لم أتهم أحداً ولكنني أفكر بالعقل والمنطق، وأعلم علم اليقين أن أن هناك سياسيون يعرفون الجناة ليس بالاسم بل بالمجمل.
ولكنهم إما يخافون منهخم، أو يريدون كسب أصواتهم في الانتخابات.
وأخيراً أقولها صريحة بكل جرأة..
إن قام أولئك بقتلي أو إيذائي، فهذا أكبر دليل على أنهم هم الذين حرقوا المعبد اليهودي، ولأنني أفضح أمرهم في الإعلام فهم يريدون إسكات صوت الحق.
أتمنى أن تستفيق الحكومة الأسترالية، لأن الطوفان قادم على كل العالم.