شارك مع أصدقائك

فلسطين وإسرائيل  – كلمة رئيس التحرير

قرأت خبراً عن فاطمة بيمان عضوة مجلس الشيوخ عن حزب العمال التي أعربت عن غضبها إزاء الضربة في غزة التي قتلت 35 شخصاً.
حيث وصفت بيمان الضربة الإسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح بأنها «مؤسفة»،

داعية حكومتها إلى وقف التجارة مع إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية.

صوتها لم يعلُ عند حدوث العكس

والغريب ان صوت بيمان لم يعلُ وبالأحرى لم يُسمع أصلاً عندما قامت جماعة حماس الإرهابية بتفجير مسيرة جيش إسرائيلية،

مما أسفر عن مقتل ثمانية جنود، في يوم السبت، كما اعتاد العرب أن يفعلوا عندما يكونون في حرب مع إسرائيل.

أين صوت الإعلام الحرّ؟

ولم أرَ أو أقرأ خبراً يقول الصدق أن الضربة التي وجهتها إسرائيل، ما هي إلا رداً على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيم حماس الإرهابي المختبئ وسط الفلسطينيين، ويقوم الشعب الفلسطيني بحمايتهم، لأنهم ينظرون إليهم على أنهم «حماة الوطن والدين».
ولا أحد يعرف إن كانت بيمان تريد الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس أنها دولة محكومة بقانون حكومي مدني، أم شعب منقاد بتنطيم إرهابي، وراضٍ أن يحكمه هذا التنطيم؟.
وهل تريد بيمان «بحسب المعلومات التي وصلت إليها» أن حماس تضرب وتقصف إسرائيل بقذائف، ولكن ليس من حق الإخيرة الرد على هذا الضرب المميت؟ أليست هذه محاباة وكيل بمكيالين؟

لماذا يخشى الإعلاميون قول الحق؟

لم يقف الأمر عند فاطمة بيمان فقط، فإنها مثلها مثل الكثيرين من المخدوعين بفكرة، أن اليهود أشدهم عداوة، ويجب قتالهم، بل يمتد الأمر أيضاً عند الفاهمين للحقيقة «للأسف» وأقصد بهم بعض الإعلاميين، الذين يتشدقون بنفس الكلام المجامل، وينشرون الآراء التي تدعم فكرة، «من حق الإرهابيين ضرب الإسرائيليين، وليس من حق الأخيرة أن ترد على هذه الضربات.»
حقاً استغرب على أولئك الناس، هل كل هذا بسبب الخوف من أولئك الذين يشجعون على الإرهاب، أم مجاملة لهم لأنهم مثلهم؟ أم أن هناك مصالح مشتركة و تجارة مشتركة وإعلانات في صحفهم تجعلهم أسرى لدعم الفكر الإرهابي.
سأطرح سؤالاً طرحته عدة مرات في السابق: هل لو لو وافقت إسرائيل على السلام وتقسيم الأرض، سوف يوافق الفلسطينيون و «العرب» على هذا التقسيم؟ أم أنها ستكون بمثابة هدنة لهم لتجهيز ضربة أخرى وقصف يعصف بإسرائيل؟
أليس التاريخ يثبت صحة ما أقول؟ أليس هناك عدة مرات كانت إسرائيل تحترم الهدنة تمهيداً لقيام صلح وسلام، ولكن الفلسطينيون يقومون بضربهم وقصفهم؟

لعبة القط والأسد

فلماذا نغضب إذا قام الجيش الإسرائيلي بالرد على القصف الفلسطيني لهم؟
وإن قال أحدكم أن الضربة التي يقوم بها الفلسطينيون خسائرها على الجيش الإسرائيلي طفيفة ويجب ان يكون الرد مماثلاً..
أسألك سؤالاً يا ذا العقل الراجح، هل مشاكسة الأسد، هي بالأمر الهيّن؟
هل إذا أهنت أسداً وضربته، تعتقد أنه سيرد بنفس الردّ؟

فلماذا لعبة القط والأسد بين فلسطين وإسرائيل ؟

علموا أطفالكم الحق

فلماذا تعلمون أطفالكم «دينياً» أنهم ينبغي عليهم كراهية اليهود؟
إن هذا سيدفعهم بالطبع إلى أن يضربون المسيرات الإسرائيلية التي تسير في الشوارع.
وإن قال أحدكم أن التحريض على قتال اليهود المكتوب في دستوركم كان امراً تاريخياً منذ 14 قرناً، فلماذا لا تعترفون علناً أن هذا النص المكتوب لا ينفع لهذا الزمان وينبغي أن تعيشوا في سلام مع اليهود؟

لا للمحاباة

وأنتم أيها الإعلاميون الذين تحابون على حساب الحق..

أليس بالحري أن تكتبوا لأولئك الذين يعلنون في صفحات جرائدكم بآلاف الدولارات، أنهم ينبغي أن يبدأوا بأنفسهم بنشر السلام؟

ويعلمون الأجيال القادمة أن خطاب الكراهية غير موجود في أنفس اليهود؟

بل بالأحرى موجود في دستورهم، ويجب أن يبدلوا خطاب الكراهية المكتوب إلى خطاب سلام.
هل يستطيع إعلامي واحد أن يستغنى عن الإعلان المدفوع، وينشر بجرأة الحقيقة المطلقة، وهي أن المكتوب منذ 14 قرناً لا يصلح في زمننا هذا، ويجب الاعتراف بأن السلام مع اليهود يدعو إلى التقدم والازدهار؟
ولكن ماذا أقول؟ حقاً، محبة المال أصل لكل الشرور يا أيها الإعلاميون المحترمون.
فضلتم المصالح المشتركة والمال المدفوع لكم، عن قول الحق، أو ربما تكونون معذورين، فإن الخوف سيد أخلاقكم، وهو الذي يقودكم.
جربوا مرةً واحدة، أن تدعو أعداء إسرائيل إلى السلام، واختبروا ردّ الفعل منهم.
جربوا مرةً واحدة أن تنشروا الحق وتحفزوا الفلسطينيين على السلام، وستجدوا السلام يأتي بثماره على البلدين.

إن الحرب بين فلسطين وإسرائيل لا خير من ورائها، ولا تقدم وازدهار جرائها، بل يبقى فقط الخراب والدمار.