شارك مع أصدقائك

يعتقد الساسة من مختلف الأطياف السياسية، العمال والليبراليون والأحزاب الأاخرى المختلفةـ أننا نقف عند مفترق طرق وطني، حيث يقترب النشاط السياسي المسلح والخطاب المعارض للحرب في غزة بشكل خطير من إشعال شرارة ما قد يتحول إلى عنف جسدي حقيقي.
هذا هو الرأي الذي شاركني إياه العديد من الساسة، الخوف من وجود تطرف قد يخلف عواقب خطيرة.
ويستندون في هذا إلى المراسلات التي يتلقونها؛ فقد تلقى بعضهم تهديدات بالقتل والاغتصاب تتهمهم بالتواطؤ في الحرب.
وهو غضب فطري يتجاوز المستويات الطبيعية للاحتجاج والنشاط المشروع.
ومن المهم أن نلاحظ أن العديد من المحتجين نزلوا إلى الشوارع لأنهم قلقون إزاء عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين، وهم مدفوعون بالعنف والتهور.
ولكن التدقيق في نوع الإجراءات التي يتم اتخاذها وما إذا كانت بعض اللغة تجعل الموقف الملتهب أسوأ يستحق اهتمامنا.
لقد وصلنا إلى نقطة الغليان
لقد تفاقمت هذه القضية المشتعلة لتصبح واحدة من أكثر المناقشات قبحاً ووحشية التي شهدناها في هذه الدورة البرلمانية هذا الأسبوع.
اتهم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي حزب الخضر بنشر معلومات مضللة «عمداً» حول الحرب في غزة، مطالباً إياهم بإدانة الاحتجاجات ضد مكاتب البرلمانيين.
ورداً على سؤال حول التماسك الاجتماعي من النائبة المستقلة صوفي سكامبس، قال رئيس الوزراء إن المجتمعات في جميع أنحاء أستراليا «منزعجة» بشأن الحرب في الشرق الأوسط.
وقال ألبانيزي للبرلمان: «كل واحد منا لديه مسؤولية الحفاظ على سلامة مجتمعنا. التماسك الاجتماعي هو أصل وطني لنا جميعاً. كلنا لدينا مسؤولية الحفاظ عليه والدفاع عنه».
تعرضت مكاتب نواب حزب العمال وحتى القنصلية الأمريكية في فيكتوريا للتخريب من قبل المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
لقد تم رش الطلاء الأحمر على واجهة مكتب النائب العام مارك دريفوس في ملبورن.
لقد تم زيادة الأمن لأعضاء البرلمان ويقول البعض أنهم اضطروا إلى إغلاق مكاتبهم بسبب المخاوف بشأن سلامة موظفيهم وأنفسهم.
قبل أسبوع، اضطر رئيس الوزراء إلى إلغاء حدث في دائرته الانتخابية لأنه كان من المتصور أن حضوره يشكل خطورة كبيرة.
قال عضو آخر في البرلمان أنهم تعرضوا لهجوم لفظي عندما كانوا خارجين مع أطفالهم.
أخبر ألبانيزي البرلمان أن تطلعات المجتمع الفلسطيني «تقوضها» أشخاص يشاركون في أنشطة «تنفر الجمهور الأسترالي تماماً».
وقال: «إن استهداف الناس لأنهم يهود، لأن الناس سيختلفون مع بعض تصرفات حكومة نتنياهو أمر غير مقبول تماماً».
«بصفتنا قادة سياسيين، تقع علينا مسؤولية تهدئة الموقف وليس تأجيجه».
كان الاتهام الكبير هذا الأسبوع هو أن الخضر يؤججون التوترات بنشاط، وهو الأمر الذي يعارضونه بشدة. ما يعتبره بعض الناس نشاطاً سياسياً مشروعاً يزعم آخرون أنه يذهب إلى أبعد من ذلك.
يعتقد رئيس الوزراء أن الاحتجاج خارج مكتبه الانتخابي استمر لفترة طويلة جداً وأجبره على إغلاقه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
ويرى أن هذا غير شرعي ويشكل عائقاً أمام الديمقراطية؛ ويقول إن ناخبيه غير قادرين على التعامل مع قضاياهم بسبب ذلك.
ويقول آخرون إنه مشروع وتعبير عن الإحباط، ويجادلون بأنه في الواقع حصار.
وأشار حزب العمال إلى مقاطع فيديو لعضوة مجلس الشيوخ من حزب الخضر مهرين فاروقي تشجع على الاعتصام خارج مكتب ألبانيزي الانتخابي كمثال على «تشجيع السياسيين من حزب الخضر للحشود على الاستمرار في حصار» أماكن عمل السياسيين.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في فبراير، دعت السناتور فاروقي المؤيدين للانضمام إلى اعتصام «دائم» في مكتب ألبانيزي.
كما قال زعيم حزب الخضر آدم باندت سابقاً على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحتجين يجب أن يستمروا في محاسبة الحكومة من خلال «المسيرات والدعوة والحصار».
لقد اضطر النائب عن حزب الخضر ماكس تشاندلر ماثر،
«الذي نفى أن يكون الحزب قد أثار التنافر الاجتماعي من خلال دعم الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين» إلى الدفاع عن زميله بتهمة التورط في «حصار» مكتب رئيس الوزراء الانتخابي.
وقال تشاندلر ماثر إن حزب الخضر لم يتسامح مع تدمير الممتلكات ودعم الاحتجاجات السلمية.
وعندما سُئل عن اللغة المعادية للسامية التي استخدمها بعض المحتجين، بما في ذلك عبارة «الصهاينة عودوا إلى أوروبا»، وافق على أن اللغة كانت خاطئة. ولكن الخلاف بين حزب العمال وحزب الخضر لن يهدأ من تلقاء نفسه.
حيث إن رئيس الوزراء وكبار الشخصيات في حزب العمال تواصلوا مع زعيم حزب الخضر قبل الانفجار البرلماني للتوسل إليه لتهدئة الخلاف، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق الكثير من التقدم.
إن حزب الخضر لا يقبل الاتهام بأنهم جزء من المشكلة.
وقال باندت إنه لن يستمع إلى محاضرات عن السلام والديمقراطية.
وفي الوقت نفسه، واصل بيتر داتون انتقاده للخضر، حيث قال أنه يعتقد أن باندت «غير لائق لمنصب عام».
وهو يطالب الآن الحكومة باستبعاد أخذ التفضيلات من الخضر، وهو أمر يعرف أن حزب العمال لن يلتزم به.
قالت النائبة المستقلة زوي دانييل إن التوترات في البرلمان كانت «صورة مصغرة لما يحدث في المجتمع».