شارك مع أصدقائك

 كلمة رئيس التحرير – سام نان

في ظل طفرة الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر الكثير من الحقائق التي كانت مخفية عبر قرون طويلة بدأ الكثير من الناس في كل العالم إعادة التفكير في الموروثات، وخاصة الدينية منها.
لا أتكلم عن ديانة معينة، ولكنني أتحدث عن معظم الديانات التي لا يدين بها أصحابها فقط بل يتبعونها بعين مغمضة وعقول مقفلة، حتى ولو كانت نفوسهم مرتابة من الإيمان الأعمى غير المعرفي.
ولا تجد لإعمال العقل عند هؤلاء مكاناً، حيث إنهم عميان منقادون بعميان، لا يعرفون ولا يدركون، وليس مسموح لهم أن يفكروا، لأن التفكير سيكون مضاداً للمعتقد في كثير من الأمور الدينية.
وعلى هذا الأساس يخترق الدين الغرف السياسية، والدساتير والأعراف الاجتماعية، حتى تجد أن الدين الأقوى في نفوذه يسيطر بمعتقداته على اصحاب الديانات الأخرى في نفس البلد.
لم يتقصر الأمر على الديانات الأخرى، بل قد يخترق السياسات والجنسيات.
وبناء عليه تجد مَن ارتدوا الوشاح الفلسطيني من الجنسيات الأسترالية، مجاملة وتعاطفاً مع الفلسطينيين، وهم لا يعلمون أن هذا الوشاح هو إشارة إلى الجهاديين الذين يقومون بمهاجمة اليهود ويلقون عليهم بالقاذفات المدمرة.
وتجد من السياسيين مّنْ هم طالبوا يعضوية فلسطين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهم لا يعلمون أن أولئك لديهم مبدأ أنهم لن ينامون ولن يهدأون حتى يستولون على العالم أجمع ويسيطرون عليه، حيث إنهم منقادون بتعالم دينية ورثوها عن سابقيهم، وهي مسلمات ممنوع عليهم نقاشها أو الاعتراض عليها.
إن قضية إعمال العقل مرفوضة لدى هؤلاء، خوفاً من أنهم إذا تركوا لعقولهم الفرصة للتفكير، قد يتركون ما تربوا عليه وتعلموه، وبالتالي تنهدم كل الأسس التي بنيت عليها هذه الأفكار.
بالتالي، لا ننادي بترك الدين، ولا يهمنا ما هو المعتقد، ولكن كل ما يهمنها هو رفض كل ما هو يدعو إلى الحرب والقتال والعداوة، ونتمسك بكل ما يدعو إلى السلام، لكي نعيش سوياً في مجتمعاتنا بمحبة وبدون كراهية.
وإن كان السلام مع الآخرين يخالف الدين ولكن يوافق العقل،
فمرحباً بإعمال العقل.