برلمان ولاية فيكتوريا
يعد برلمان ولاية فيكتوريا الأسترالية الآن أحد المجالس القليلة في العالم التي تمنع السياسيين من ارتداء الكوفية وغيرها من رموز الهوية الفلسطينية.
قال رئيس مجلس الشيوخ في ولاية فيكتوريا، شون لين، للسياسيين إنه لم يعد مسموحاً لهم بارتداء الكوفية أو الوشاح الفلسطيني في الغرفة.
وقال إنه سيظل مسموحا للنواب بوضع دبابيس رمزية مرتبطة بأنزاك وقضايا أخرى، لكن الرموز التضامنية مع غزة أو الفلسطينيين محظورة الآن من قاعة الجمعية في ملبورن بسبب «عدم وجود توافق» في البرلمان.
إزالة الوشاح الفلسطيني
وقال لين للنواب: «هل يمكنني أن أطلب من أعضاء حزب الخضر إزالة الأوشحة التي يرتدونها اليوم، وما إذا كان بإمكانهم وضعها في أماكن غير مرئية للمجلس».
«إذا كان هذا سبباً يمكننا جميعاً أن نتخلف عنه أو نعتقد بشكل معقول أن الجميع يمكن أن يتخلفوا عن الركب، فيجب أن نكون مرتاحين بشأنه.
«إذا كانت رمزية – وأنا لا أعلق على الرمزية – هي التي يمكنك أن تتوقع بشكل معقول أن الغرفة بأكملها ليست خلفها، فأعتقد أنه من العادل القول بأنه لا ينبغي ارتداء هذا».
ظل الفلسطينيون وحلفاؤهم يرتدون الكوفية منذ عقود، لكن الحرب على غزة – التي شهدت مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني – أثارت عودة استخدام الكوفية من برشلونة إلى بريسبان.
الكوفية رمز الدعم
قام الناشطون في الجامعات، من الفلسطينيين وغير العرب، بلف الوشاح الأبيض والأسود حول رؤوسهم أو لفوه حول أعناقهم لإظهار الدعم لغزة التي تواجه واحدة من أكثر الهجمات العسكرية دموية في التاريخ الحديث.
كما اعتمد سياسيون من الأحزاب المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، بما في ذلك حزب الخضر الأسترالي، هذا الثوب.
ونشرت ليديا ثورب، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الخضر في البرلمان الأسترالي، صورة على X وهي ترتدي الكوفية بعد الحكم لإظهار دعمها المستمر للفلسطينيين والمخيمات الطلابية المؤيدة.
وغردت على تويتر: «ارتديت كوفيتي للبرلمان اليوم!
السلطة لجميع الطلاب المعتصمين، وكل من جاء إلى المسيرات ويدافع عن العدالة».
«عار على حزب العمال لحظر الكوفية في البرلمان هناك. إنهم متلاعبون حقيقيون.»
وفي فبراير/شباط، قاطع المسلمون حفل إفطار برعاية الدولة في فيكتوريا بسبب دعم الحكومة التي يقودها حزب العمال المزعوم لإسرائيل.
وبحسب ما ورد، فقد مُنحت الشرطة الضوء الأخضر لإخلاء الطلاب المتظاهرين المؤيدين لغزة في جامعة ملبورن، وهي مركز للنشاط المؤيد لفلسطين في أستراليا.
مقظع فيديو
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت النائب غابرييل دي فيتري مقطع فيديو بعد طردها هي ونائبين آخرين من برلمان فيكتوريا لارتدائهم الكوفية.
وانتقدت إلين ساندل، زعيمة حزب الخضر الفيكتوري، قرار البرلمان الذي يقوده حزب العمال بحظر الكوفية بحجة إبقاء العلاقات الدولية خارج المجلس، خاصة وأن الدولة وقعت مذكرة تفاهم مع الجيش الإسرائيلي.
وقالت ساندل التي كانت ترتدي الكوفية: «إن حزب العمال هو الذي يختار أحد الجانبين عندما يتعلق الأمر بهذا الصراع، وللأسف فهو ليس جانب عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء الذين يقتلون».
رؤية المحرر:
كم من الناس مستفيدين من الأحداث الجارية في غزة؟
أولاً: عملية تجارية
هناك عملية تجارية على مستوى العالم في صنع الوشاح الغزاوي وتصديره إلى كل دول العالم، وهي عملية مربحة بالتأكيد.
ثانياً: مبدأ خالف تُعرف
هناك مبدأ معروف بـ «خالف تُعرف» أي أن كل شخص سياسي أو حتى شخص عادي يريد أن يكون معروفاً ومشهوراً، يقوم بعمل مخالف للعرف والمبادئ السامية، فيلبس مثلاً الكوفية أو الوشاح الفلسطيني.
ثالثاً: القصة الحقيقية للكوفية
هل يعلم كل مَنْ يرتدي الكوفية الفلسطينية، ما هي قصة هذه الكوفية وإلام ترمز، قبل أن يرتديها ويتفاخر بها؟
الكوفية الفلسطينية، هذا الوشاح الأبيض والأسود، تخطى حدود التاريخ والجغرافيا ولم يعد يقتصر ارتداؤه على الشعب الفلسطيني بل أصبح رمزاً للنضال من أجل الحرية حول العالم.
هذه الكوفية تعود إلى الثلاثينات من القرن العشرين، إذ ترجع إلى الفلاحين أو العمال الريفيين وحتى البدو الذين كانوا يرتدونها فوق رؤوسهم لتجفيف عرقهم أثناء حراثة الأرض ولحماية أنفسهم من حرارة شمس الصيف وبرودة الشتاء.
تطور ارتداء الكوفية الفلسطينية
بعد خسارة الإمبراطورية التركية في الشرق الأدنى خلال الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية ضد الحكم الاستعماري البريطاني عام 1936، والذي كانت فلسطين تحت سطوة انتدابه الذي كان يهدف لإنشاء وطن قومي لليهود تطور سبب ارتداء الكوفية الفلسطينية.
حينها شكل القوميون الفلسطينيون خلايا صغيرة في الجبال لمواجهة الانتداب وأطلق عليهم الأهالي حينها اسم الفدائيون.
وبدأ أولئك الفدائيون الكارهين لإسرائيل يتميزون بهذه الكوفية التي ترمز عندهم للكفال والنضال وقتال اليهود، إذ يؤمنون أنهم محتلين كافرين.
وبالتالي انتشر الأمر في كل دول الشرق الأوسط وصارت كل دولة تريد أن تعلن ثورة ضد اليهود، تقوم أول شيئ بارتداء هذه الكوفية رمز الجهاد والقتال والتحدي.
فهل أنت يا «أسترالي» يا «سياسي» يا «برلماني» يا «عضو مجلس الشيوخ» تريد ان ترتدي الكوفية التي ترمز إلى الجهاد والنضال والقتال.
هل دخل أستراليا الاعتقاد بالقتال والجهاد؟ هل صارت أستراليا تؤمن بما يسمى بالجهاد ضد اليهود والحرب ضد إسرائيل؟