بقلم / حسين علي غالب
أخيرا “جاء الفرج” بعد التعب والشقاء و الانتظار ، فهذا العام تحديدا سوف يتقاعد عدد كبير من الموظفين في الوزارة المعنية لبلوغهم سن التقاعد ، ويجب أن يحل مكانهم أخرين في وظائفهم حتى تستمر الوزارة في عملها المعتاد ، وظهر كادر الوزارة عبر وسائل الإعلام المختلفة ليعلن عن حاجته لموظفين ، وهم بالنسبة لهم حققوا “إنجاز عظيم “لا يستهان به وسوف تسجل أسمائهم بأحرف من ذهب و مواقع التواصل الاجتماعي تصاب بـ”الجنون” ممزوجة بالالاف التعليقات بين “مؤيد ومعارض” ، وما هي إلا فترة قصيرة حتى يبدأ الشباب المسكين الباحث عن فرصة عمل بـ”الهجوم” على الوزارة “لعل وعسى ” يضحك لهم القدر أخيرا ويحصلوا على “وظيفة” الأحلام و يبدوا ببناء مستقبلهم بعد تخرجهم والحصول على “راتب” الذي أعتبره أنا بالكاد يكفي لعدة أيام لأسباب كثيرة .
هذا هو “الواقع المرير” أنقلها للقارئ الكريم “دون زيادة ونقصان”، وزارات كثيرة عاجزة عن توفير فرص عمل خصوصا لشريحة الشباب ، والبطالة وصلت إلى أرقام قياسية خصوصا في المحافظات التي تعاني اصلا من الإهمال ، والحل الوحيد لدى المعنيين هو مراقبة أعداد المتقاعدين كل سنة وبعدها الإعلان عن وظائف جديدة ، وهذه الطريقة متبعة منذ وقت طويل وهي “حقن مخدرة” لمرض مستعصي عندنا منذ عدة عقود.
أما الحل الثاني وهو أشد تعاسة، أن يتم “حشو” الوزارة بأعداد كبيرة من الموظفين “الذين لا يعملون أي شيء “،سوى الجلوس على مكاتبهم واللعب بأجهزة الموبايل وتبادل أطراف الحديث مع بعضهم البعض، وأن جاءهم عمل وهذا نادرا طبعا فيظهرون للآخرين أنهم مشغولين جدا وأن أعمال الدائرة الحكومية كلها عليهم وأنه يعمل ليل نهار مثل” المكائن الحديثة” وحقا “شر البلية ما يضحك “، المهم أنه قد حصل على مسمى وظيفي ويأخذ راتبه بأنتظام ، أما مصالح “البلاد والعباد” فلتذهب للجحيم .
“صانع القرار” في الدول المتقدمة اقتصاديا يقدموا “حلول” حتى يتمكن “القطاع الخاص” من العمل والازدهار ،وأمتصاص أعداد العاطلين عن العمل عبر توفير “أرض خصبة” لمختلف المشاريع كل وزارة تقدم ما في جعبتها وفق “قوانين وشروط “محددة خصوصا في مجالي “الصناعة والزراعة ” ، وبعد هذا ينطلق “القطاع الخاص ” ويحقق النمو المتوقع منه لأن كل شيء متوفر له على “طبق من فضة”.
ما نعاني منه هو بسبب “الكيان الحكومي” المصاب بـ “شلل كامل” لأنه خائف من فعل أي شيء ، بسبب “الروتين والتعقيدات والهلع من أن يتهم بالفساد وهدر المال العام “، فلهذا هو باقي في مكانه لا يتحرك خطوة إلى الأمام إلا بعد وقت طويل بمقياس “سرعة السلحفاة “، وهذا الوقت الطويل نكون نحن قد خسرنا الكثير وغيرنا حقق مكاسب لا تقدر بثمن ، فنحن بتنا الآن نشهد عصر ” المشاريع العملاقة” التي تستوعب أعداد هائلة من الأفراد ، كل مشروع يستوعب أكثر من خمسمائة عامل أو موظف على أقل تقدير بأستخدام “التطبيقات” عبر أجهزة الموبايل ، وشبابنا ينتظر عدة سنوات “عجاف ” حتى تتصل به الدائرة الحكومية لتبلغه “خبر” حصوله على الوظيفة ، وقد لا يسمع هذا “الخبر” طيلة حياته للأسف الشديد.