شارك مع أصدقائك

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

أستراليا اليوم

اليوم وهو الثامن من مارس / اذار والمصادف ليوم المرأة العالمي والذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1975 والحقيقة ان موضوع المرآه هذا شائك وجميل ولابد من توضيح بعض الأمور سواء للنساء انفسهم او للعامة، فعندما خلق الرب / الاله (حواء – أنثى) شريكه ل ( أدم – ذكر) في بيتهم الأول / الجنة كان الهدف هو الاستئناس وتبديد الوحدة والشراكة الحقيقية بين الاثنين في المهام (الواجبات والمسؤوليات). المرأة اليوم هي الوجهة الحقيقي المشرق للحياة وهذا ما أراده الخالق في هذه الدنيا فهي الام والاخت والبنت والزوجة الصالحة والشريك القوي العضود ، والاتهامات المكاله للذكور أو الرجال هي من أفعال وسلوكيات الشريك سيئ الخلق والطباع في شتى الأديان القديمة والمعاصرة: الإسلامية والنصرانية واليهودية والبوذية وحتى الغير دينيه منها وربما تنساق أيضا لسلوك وطباع الحيوانات والطيور والاسماك وغيرهم من الكائنات في التزاوج والمعاشرة في بعض الأحيان.
وحقيقة الامر استوقفتني كلمه لأحدى الاخوات اليوم في مقال لها في احدى الصحف وبعنوان ” هل حققت المرأة نضالاتها في هذا اليوم؟ ” وربما تكون بدايتي مع المقال من هنا وهو الشي الشائع في بعض مجتمعات النساء (جمع لكلمه مرأه ) ، فالرجل ( الذكر) الذي أختار زوجته ( من النساء) لم يكن يفعل ذلك ليعذبها أو يهينها في المقام الأول وهو يعلم بأنها الزوجة الصالحة والام الحنون شريكه الدرب والعشرة والبيت الصحي السليم فتربيه الأولاد واداره شؤون المنزل والمحافظة على الأسرة بالإضافة لأعمال الشريكين الوظيفية خارج المنزل لهي من أهم الأمور التشاركية بين الطرفين والتي تم الاتفاق عليها منذ البداية ومن دون ظلم أو أهانه لاي منهم ولكي تستمر الحياه بحب وسلام وأمان طبيعيين. أن ما تطالب به بعض النساء اليوم من حقوق ووجبات من خلال ما يسمينه بنضال المرآه هو نتيجة تجني مجتمع (الأشرار)، وهو في كل زمان ومكان ومنذ بدء الخليقة، عليهن من خلال سن القوانيين والأنظمة القاسية والجائرة بحق النساء بغرض تدميرهن وتدمير اسرهم. المرأة ومنذ القدم كانت تعمل وبكل جداره في أمور التجارة والزراعة والصناعة وربما في أعمال الحروب والدفاع عن النفس والتطبيب والصحة بالإضافة الى اعمال اليوم من الهندسة والتسويق والبنوك والعقارات والصحة النفسية والفنون وغيرها من المجالات الأخرى الهامه في المجتمع!
القضية المطروحة الان والتي ربما تشغل بال الكثيرون: هل ترغب المرأة الان أن تكون أمرأه كما خلقت؟ أو هناك رغبه بأن تكون شيئا أخرا: تسترجل شكلا وخلقا ومعتقدا مثلا! وهل يرضيها أن تتصرف كما تشاء بان تتزوج من نفس جنسها وتتبنى أولادا لا تعرفهم وهل ترضى أن تترك زوجها في سدني مثلا وتعمل وحدها في داروين وكل له طريقته في تدبير شؤونه وهل تقبل بإغراءات الوظيفة (المشبوه) وتنضم الى عليه القوم المخملي ولا تهتم بزوجها واطفالهم وهل و هل ! وليكن ذلك ضربا من التخلف والرجعية وعدم تقبل التوجهات الحديثة البغيضة من قبل المجتمع الرأسمالي غير المنصف للمرآه عند البعض وان كان هذا للبعض مخرجا من معاناتهن فلهن ذلك وعندها ستكون النهاية. القضية ليست عنادا أو تحديا مع النفس أو مع الشريك وان كان الامر من بدايته لا يروق للبعض ان يخلقن اناثا فليفعلن ما بدا لهن ولكن لا يحق لهن أن ينشرن مفاهيم الشر هذه بين الاخرين وليبقين ذلك مع انفسهن.
أتمنى اليوم وفي هذا اليوم أن يراجع البعض من النساء ممن ساقتهم أفكارهم ومعتقداتهم للتغير غير الإيجابي أو البناء (وحسب ما يفسر البعض لهذه التعبيرات ) أن يفكرن بمنطق المحافظة على الأسرة السليمة وعدم هدم البيوت وضياع الأولاد وارتكابهم للمخالفات فنسب الطلاق والانتحار في تزايد في جميع المجتمعات نتيجة بعض أوجه النضال النسائي هذا وان كان الرجل أو الشريك الذكوري متهما بالفساد وسوء الاخلاق فهذا من ديدنه ومرده لنفسه أما المرأة فهي ، وربما لا تعي بذلك ، من سيفسد أولادها وبيتها ومن ثم المجتمع من حولها ! وكما قيل سابقا (الام مدرسه ا ذا أعددنها اعددت شعب طيب الأعراق – الشاعر حافظ إبراهيم).
أخيرا … ونحن من الرعيل القديم (وربما الرجعي والمتخلف على حد قولهم!) من يحتفل بالمرأة على طول أيام السنة ولا يكفينا يوما واحدا لتقديرهم ومحبتهم وشكرهم لكل ما يشاركوننا به والله المستعان.