شارك مع أصدقائك

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

تعاملت بالأمس مع أحدهم في سدني وهو من أصول عربيه (إسما وشكلا) – في مصلحه ما – وبدأ يتكلم معي بطريقه لم أفهم منها الا القليل جدا نتيجة المصطلحات الجديدة علي ومنها (هل أنت مأ نشر) وأدرك الرجل أنني لم أفهم ما يقول فبادرني بالقول … معك أو عندك تأمين! والكلمة التي استخدمها قادمه من الكلمة الإنجليزية insurance (معاك انشورنس) وبالرغم من أن الاستراليون أنفسهم لديهم العديد من الكلمات الدخيلة على قاموس أوكسفورد أو وبستر وفي طريق عودتي استمعت لحوار اخر بين اثنين من العرب الاستراليين جاء فيه ” والنبي يا إبراهيم شير المعلومة ودلتها بعدين”! وبعد جهد سريع ايقنت ما يقول وان الكلمات الإنجليزية المعربة الهجينة هي share and delete وطبعا النطق هنا غير الكتابة!
وبالرغم من الجهود المبذولة والمتواضعة في أستراليا سواء كانت من افراد الجالية أو المؤسسات العامة والخاصة للحفاظ على الهوية العربية وتراثهم اللغوي ( المتبقي لهم ) ، و بغض النظر عن الديانة او المله ، الا إن الامور قد زادت تعقيدا لدى البعض وخصوصا من الشباب والمراهقين فقليلا ما يفهم العراقي على اللبناني عندما يتحدثون لغتهم العربية المشتركة وباللكنة العربية المحلية أو الإقليمية لكل منهم ( بغدادي/ بصراوي/ مصلاوي مثلا مع بيروتي أو طرابلسي أو جنوبي) ونفس الحال مع المصريين والمغاربة أو اليمنيون والسودانيون ( عندما لا يستخدمون اللغة العربية الفصحى!) وعندها يستسهل البعض التخلي عن لغة الام ليتخاطب مع أقرانه باللهجة الأسترالية الدارجة فأضاع العربية والإنجليزية معا ليأتي بكلمات هجينه ودخيله وبمصطلحات مختصره رديئة اعتدادها صغار السن في المجتمع الأسترالي لتشكل بصمه أو وصمه في مجتمع التعددية الحضاري والثقافي.
يبدوا أن هناك توجها واضح لطمس اللغة العربية في المهجر وسواء كان ذلك في استراليا أو أمريكا أو حتى في أوروبا فالكل متفق على أن هناك خلخله في مفردات وقواعد اللغة وبالتالي لن يستطيع الشاب الصغير أو الشابة أن يقرأ كتابه بالشكل الصحيح وسواء كان ذلك الكتاب هو الانجيل أو القران وعندها ستنقطع الصلة بين المخلوق والخالق وعندها سيحس المرء بالضيق والحزن لعدم تمكنه من المواصلة بشكل سليم وعليها سيبدأ في هجرانه.
في أستراليا وعلى سبيل المثال، يقوم المنتدى الثقافي العربي الأسترالي، ومثله كثير، بالعمل وبجد وبالتعاون مع الجمعيات الثقافية والأدبية والحضارية من نفس الجالية بالمحافظة على الهوية العربية من خلال تشجيع الشباب والشابات على مسابقات الشعر والقصة القصيرة والحوارات الأدبية واللغوية و الفكرية ومد جسور التعاون مع جمعيات مشابه في دول المهجر الأخرى ودول الشرق لتعميق وترسيخ الهوية والتراث ومن غير ذلك ومن خلال مجتمع التعددية الثقافية الذي نعيش فيه لن يكون لنا الا هذا الخيار الاستراتيجي والله المستعان.