شارك مع أصدقائك

أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
Edshublaq5@gmail.com

نهنئ أنفسنا وممن حولنا بنهاية العام الحالي 2022 والدخول في سنه أخرى جديده بعد أسبوع تقريبا ان شاء المولى القدير وكالمعتاد نذكر العبارة المتعارف عليه أو المألوفة ” كل عام وأنتم بخير ” أو ” كل سنه وأنتم طيبون” أو سنه سعيد أو ما شابه ذلك!
وحقيقة الامر أننا (وانا كنا دائما متفائلين) امام مشاهد حقيقية وواقعيه ولا مجال لإنكارها أو للتعامي عنها أو حتى تجميلها فلقد بدأت رحله السنوات الصعبة والمعاناة منذ العام 2019/2020 (السنوات العجاف كما يقال) ولا ندري متى تنهي؟
وكما يقال، وطبقا لقانون (العالم الإيطالي الاقتصادي باريتو) او ما يسمى ب قانون 20-80 ، فإن 5% من أشرار العالم من أصحاب الأموال والثروات والنفوذ السياسي يتحكمون حاليا في ال 95% من باقي البشر ولقد شاهدنا ذلك في الأعوام الثلاثة الماضية ومازلنا نشاهدها حتى نهاية هذا العام ولقد تمركز مثلث الخوف/ الرعب جيدا بأضلاعه الثلاثة (الفقر والمرض والجوع ) لدى الطبقة المحكومة والمغلوب على أمرها حاليا وإن كنا قد عاصرنا أو بعضا منا الحروب الحديثة ومآسي الشعوب في بداية القرن العشرين من الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918) ثم الثانية ( 1939-1945) ومن ثم نكبات الشعوب الثنائية المتداخله مثل الهند والباكستان ( كشمير) والبوسنه والهرسك واغتصاب فلسطين وتسليمها وبيعها بدون وجهه حق من قبل المستعمر البريطاني وحرب الفوكلاند بين الأرجنتين والمملكة المتحدة … و غيرها حتى ما نراه اليوم من الصراع ما بين روسيا وامريكا ( الناتو) من خلال الأراضي الأوكرانية.
المرض والفقر الان يعصف بدول العالم أجمع وان كانت الوسائل والتطور العلمي والطبي قد تميزت اليوم وتفوقت عن القرون الماضية (عصر الكوليرا والملاريا والسل والحمى و …!) من خلال التقنيات الحديثة والاكتشافات المتطورة الا أن الأمور قد زادت حدتها وتفاقمت في المكان والزمان عند كثير من الدول والتي دخلت في مرحله العوز والمعاناة المعيشية والاقتصادية وبالذات في دول أفريقية ولاتينيه وشرق أوسطيه.
تذكرت وفي الزمن السابق قراءتي لكتاب – أحجار على رقعه الشطرنج – مؤلفه (وليم جي جار) والمتشابه مع (لعبه الأمم) في المضمون عن كيفية ذهاب اهل الاستبداد والجشع من أصحاب النفوذ والثروات في إدخال الدول في حروب مع بعضها البعض والعمل على إنهاكهم ماليا وسياسيا واقتصاديا لإدخالهم في دوامه الاستجداء من البنوك العالمية والتي تعود ملكيتها لتلك الزمرة الطاغية المستبدة لغرض السيطرة على قرارها السياسي والتحكم بزمام الأمور.
هذه اللعبة القديمة الحديثة قد عادت للظهور مره أخرى وبأشكال مختلفة وكما نشاهد حاليا في حرب الأوبئة والجراثيم والفيروسات والتي أطاحت بالملايين من البشر وفي سنوات قليله لتسترجع الذكريات والدروس القديمة المؤلمة لتاريخ المرض والفقر والمجاعة (الأنفلونزا الإسبانية وإبولا والخنازير والطيور والبقر والقرود وربما الكلاب والقطط!).
كل عام وأنتم … بماذا؟ بخير أم ب (مزيد من الهم والحزن والمعاناة والمآسي والفقر والمرض) … كل عام وأنتم بمزيد من الاضطرابات النفسية والقلق العصبي والتوتر فالحرب الحقيقية بين المعسكرين وكما يقال لم تبدأ بعد وان كانت مؤشراتها الاقتصادية قد ظهرت! اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه فلقد اقتربت الأمور من نهايتها فاتقوا الله يا اولي الالباب والله المستعان.