بقلم الإعلامي/ سمير قاسم
منذ طفولته كانت تستهويه المشاهد التي تُعرض على شاشة التلفاز لأبطال الألعاب القتالية، فكان ينجذب لكل مشهد فيها، وتذهله الحركات الفريدة التي يؤديها هذا البطل أو ذاك.
لم يكن يدرك وقتها أن لهذه الألعاب مدارس ومعاهد وأصول وضوابط تسير فيها وتحدد مساراتها، وبالتالي فهي ليست مجرد هواية.
نمت في مخيلة عبد الرؤوف غانم أحلام الصبا، لكنها كانت أحلاماً واقعيةً ورجوليةً في آنٍ واحدٍ.
أحب لعبة الكيوكوشنكاي وهو لم يزل في عمر العشر سنوات، وتعلّق وشغف بها، وهي من الألعاب المنتشرة في اليابان، ولها حضور في البطولات الدولية وتعني (فنّ استخدام اليد الخالية)، لم يدع عبد الرؤوف شيئاً عن هذه اللعبة إلا وحاول معرفته، فأحب الجمع بين ثقافة الإدراك بما يحيط بالإنسان، والغور فيما ينجذب إليه.
غريزة تحقيق الطموح من خلال هذه الرياضة المثيرة، ومع تشجيع الأهل ومباركتهم نجح الفتى العراقي في هذه اللعبة، وحقق من خلالها حضوراً متميزاً، وتحول من مجرد حالم وهاوي إلى بطل يحصد الجوائز ويحقق الإنجازات.
على رفوف مكتبة البيت وضع ثمانية جوائز وعدداً من الكؤوس، مشاركات وبطولات قومية وعربية، غالباً ما كان عبد الرؤوف يسرح بخياله بعيداً، كثيراً ما تعلق بلعبة (الكيوكوشنكاي) وتمنى لو كانت له أجنحه يطير بها إلى حيث بطولات العالم في هذا المضمار لجلس إلى جانب أبطال العالم، بل وينافسهم ويتحداهم ويقصيهم، لقد زاد الأهل من تشجيع ولدهم لا سيما عندما رأوا أنه يوازن وبذكاء وحرص بين هوايته ودراسته، فتفوق في الإثنين معاً، إنه ابن محافظة صلاح الدين، الذي أستطاع أن يعبر بموهبته حدود بلاده ويحصد الإعجاب والثناء أينما حلَّ.
عبد الرؤوف غانم موهبة عراقية فذَّه تستحق أن تنال من الرعاية والاهتمام ما يجعل الطريق أمامه سالكاً نحو ميادين وصالات بطولات العالم، هكذا مواهب في فنون صعبة كهذه تستحق الوقوف عندها، إنها مواهب ترفع اسم البلاد وعلمها وتضعهما في مصاف دول لها باعٌ طويلٌ في هكذا ألعاب.
لقد أضحت الرياضة اليوم جواز سفر نحو عالم يحتضن الموهوبين ويعتزّ بهم، وموهبة لم يتجاوز بعمره السابعة عشر، لا بُدّ وأن تسلط عليه الأضواء ليس في العراق فقط، بل وفي المحيطين العربي والإقليمي.