بدأت أبواق الحرب تدق في الأفق، حيث غزت روسيا أوكرانيا وستقوم الصين على تايوان، وسيرد الناتو على روسيا، وتبدأ المؤسسات العالمية في توقيع عقوبات اقتصادية على روسيا ومن بين العقوبات فصل روسيا عن العالم تكنولوجياً.
بالتالي ستستقل روسيا تكنولوجياً وتبدأ في السلاح النووي.
وستبدأ دول كثيرة بتصنيع الأسحلة المتطورة لتحتل وتغزو، وسيصبح العالم عبارة عن مصنع سلاح كبير وكلٌ يحارب الآخر.
بالتالي ستذهب رؤوس الأموال إلى مصانع السلاح لتطوير الأسلحة بأحدث ما يمنك لاستخدامها إما في شن حرب أو في الرد على حرب، إما في احتلال أو في صد احتلال.
والسؤال الذي يحزن القلب، أين نصيب مصانع الأغذية، أين نصنع المعلبات، كيف سنزرع أراضينا، أين ستذهب مزارع القمح؟ كيف نصنع المشروبات ومنتجات الألبان، كيف سنصنع الأدوية ونعالج الأطفال.
الحقيقة أن كل هذا لا مكان له في وسط اقتصاد معتم لا يهدف إلا إلى تصنيع الأسلحة المدمرة للعالم المنير.
إن جلورنا ستسود من جرّ نيران الجوع، مجاعات ستعم العالم لطالما هو عالم مظلم الفكر ولا يفكر إلا بالدمار.
لذلك صبّت السماء جاماً أولاً بفيروس صغير اسمه «كوفيد» كإنذا للبشرية، ليحولوا أفكارهم من التدمير إلى البناء، من الهدم إلى الإعمار، وبالفعل تحول الفكر العالمي إلى محاربة الفيروس اللعين الذي جاء برسالة للبشر لينتبهوا أن الحياة قصيرة وأنهم لا بد أن يفكروا في الغد المشرق لا في سفك الدماء والاستحواذ والعناد الذي هو كالوثن والترافيم.
وكان هذا هو المسلك العالمي في محاربة كورونا، ولكن بعدما بدأت الأمور تستقر نسبياً، بدأوا يفكرون مرة اخرى في الانهيار والخراب والدمار والاستيلاء والاستحواذ.
بعدما أبدى الناس توبة خشية الموت بكوفيد، عادوا ليفكروا في قتل الآخر والسلب والنهب، إلى أن مخططات عالمية بدأت في تطوير الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
فماذا ننتطر إذاً؟ جلودنا أسودّتْ وننتظر جامات أخري لتحل على العالم المكلوم بعد التفكير في الدمار والإهلاك للنفوس وللأماكن.
ماذا ننتظر بعدما بدأوا في تطوير الننوي والذري.
فهل من تطوير للفيروسات التي ستنتج نتيجة الأسلحة الكيماوية، أم كان كوفيد سلاح نووي آخر مقصود به مناطق عالمية ولكن فلت العيار من أيديهم وفقدوا التحكم.
وإن كان الأمر كذلك، فهل نفكر كيف نطور أفكارنا ومسالكنا وكيف نبني بدلاً من التفكير في كيفية الهدم والتخريب والقتل وسفك الدماء؟
هل سنفكر في الجيل القادم أنه لا بد أن يعيش حياة آمنة خالية من أي دمار أو وباء؟
هل سنفكر في كيفية تطوير مصانع الأغذية والمشروبات واستخدام الموارد المتاحة في بناء مستقبل مشرق لأولادنا.. أم أننا نفكر في أجساد تسود جلودها من الجوع والفقر وتظهر عليها علامات الشيخيوخة في سن مبكرة بسبب الإشعاعات والذرات الهيدروجينية ومخلفات الحروب؟
فهل نحن على مشارف حرب عالمية ثالثة؟ هل تدق أبواق الخطر؟ هل نتادي الرحمة في الشوراع وتصرخ: ليس لي مكان في هذا العالم؟ هل سنتقدم إلى الأمام أم أننا ندمر الكون بالدمار الشامل؟
أرحمونا لترحمكم السماء.