سنوات العجاف – أستراليا اليوم
بقلم رئيس التحرير / د. سام نان
مرّ شعوبٌ في أنحاء متفرقة في العالم عبر التاريخ بسنوات تسمى سنوات العجاف، حيث عانوا المرارة والقحل والعذاب والمرض والفقر.
وقد أُطلق عليها “سنوات” العجاف، للدلالة على أنها استمرت لسنوات معدودة، إن طالت وإن كثرت، فهي مجرد سنوات.
ولكن بعد أن أمطر الله بالخير على الشعوب، صارت سنوات العجاف فقط في صفحات التاريخ، ونسيها حتى الشعب الذي مرَّ بها.
ما أود أن أقوله، أن سنوات العجاف هي مجرد فترة من الزمن تمر فيه الشعوب بضيق معين، وبعدها يتم حل المشكلات وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وهذا ما مرَّ به العالم منذ نهاية العام 2019 عندما ظهر فيروس كورنا:
-
تفشى المرض في كل العالم.
-
مات الكثير من الناس.
-
انتشر الخوف بين الناس والحكومات معاً.
-
أخفى العظماء والأمراء والملوك والرؤساء أنفسهم خائفين من المرض.
-
حدث ركود اقتصادي رهيب في كل العالم.
-
بدأت السياسيات تتغير، وكلٌ يبحث عن مصلحته الشخصية فقط.
-
ازدادت المؤامرات بين أولئك الذين كانوا يخططون للسيطرة على العالم.
ولكن فجأةً، استقال رؤساء وحكّام، واختفى من المشهد أولئك الذين أرادوا الشر بالعالم وإعادة هيكلته.. ولكن ماذا ننتظر الآن؟
العالم في لحظة سكون، هل هو السكون السابق للعاصفة؟ أم هي فترة لمحاسبة النفس للنهوض وتصحيح الخطأ.
أعلم أن رؤساء العالم لا يقدرون أن ينكروا أنهم قصّروا كثيراً في قيادة شعوبهم، وأعلم ان هناك أناس ما زالوا مخدوعين.
ولكن ماذا ننتظر؟ هل سننتظر إلى ان يخرج علينا الأشرار بجديد؟ هل سننتظر إلى أن تتضح الصورة أمام أعيينا ونفاجأ بما لا نتوقعه؟
بالتأكيد علينا أن نستيقظ من رقادنا ونعيد بناء ما تم هدمه، علينا أن ننظر حولنا ونعرف ما هو الشيء الذي تم التقصير فيه ونهتم به.
علينا ان لا نعطي فرصة ثانية للأشرار ليتحكموا في العالم أو حتى يفكرون في مخطط جديد لهدم العالم وتقليص البشرية.
علينا أن نتحد ونمدّ يد العون لبعضنا البعض ونفكر فيما هو آتٍ.
علينا ان نخطط لمستقبل مشرق لتعويض السنين التي أكلها الجراد ولنتخلص من سنوات العجاف التي حلّت على العالم.