شارك مع أصدقائك

مجدي ميخائيل – أستراليا اليوم

حاوره الدكتور سام نان:

في الوقت الذي تنقسم فيه الآراء بين مؤيد ومعارض حول الخلافات على سد النهضة،

ورغم محاولات التوصل لاتفاق قبل موعد الملء الثاني للسد..

وبعد عقد اجتماع لوزراء المياه والري بدول حوض النيل الشرقي في العاصمة الإثيوبية لبحث سبل التطوير المشترك لحوض النيل.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه جمهورية مصر العربية خطوات حاسمة لوقف هذا المشروع الذي من شأنه التأثير على مصر والسودان،

وهما الدولتان اللتان لهما الامتيازات في الحفاظ على حقوقهما في مياه النيل.

في حين أن أثيوبيا تراوغ في هذه الحقوق وتريد الاستحواذ على مياه النيل وحرمان باقي شمال أفريقيا منها.

يسعى الأقباط في بلاد المهجر لنبذ هذا الفعل الذي وصفوه بالـ “حق غير مشروع” ومحاربته بكل ما أتوا من قوة.

فأسرعوا بطلب المعونة بالكتابة والمخاطبات والمراسلات، سواء بالكلام المنطوق أو بالقلم.

وعلى نفس النهج المعارض لمشروع سدّ النهضة، قام القبظي المغترب الاسترالي الجنسية من أصل مصري، المهندس مجدي ميخائيل بإرسال رسالتان قويتان كمحاوة جريئة للتدخل لوقف مشروع سدّ النهضة:

وكانت الرسالة الأولى لرئيس وزراء استراليا سكوت موريسون، يناشده بشأن المشكلة القائمة في استكمال سدّ النهضة الذي يمكن ان يكون له عواقب وخيمة على التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وحثَّ الحكومة الفيدرالية الأسترالية على التصرف كصوت العقل واتخاذ تدابير لوقف إثيوبيا أو التأثير عليها فيما يتعلق بهذا المشروع “سدّ النهضة”.

كما أرسل المهندس ميخائيل رسالة مماثلة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليحثه على نفس التدخل والتأثير على أثيوبيا لوقف هذا المشروع الذي من شأنه التأثير السلبي على مصر وشمال إفريقيا.

كما أرسل نسخة إلى السناتور ماريز باين (Marise Payne) وزيرة الخارجية ووزيرة المرأة.

لقد طاف المهندس مجدي ميخائيل على المؤسسات الإعلامية الاسترالية منها العربية ومنها الإنجليزية لنشر رسائله ومعارضته لاستكمال مشروع سد النهضة، فأرسل بالبريد إلى جريدة المستقبل والتي يرأس تحريرها السيد جوزيف خوري ومدير تحريرها الدكتور جميل الدويهي.

ومن المؤسسات التي زارها كانت لمؤسسات ثلاث في استراليا وهي:

جريدة التلغراف اللبنانية ورئيس تحريرها الأستاذ أنطوان القزي.

جريدة استراليا اليوم العربية الإنجليزية ورئيس تحريرها الدكتور سام نان.

جريدة مصرنا اليوم “المصرية الاسترالية” ورئيس تحريرها الدكتور سام نان.

وتم لقاء المهندس مجدي ميخائيل لصالح الصحف الثلاثة في المؤسسة الإعلامية للشرق الأوسط في استراليا، وأقام معه الدكتور سام نان الحوار التالي:

  • بدايةً.. هل تعرفنا عن سيرتك الذاتية في مصر قبل هجرتك لأستراليا؟

تخرجت من كلية الهندسة والتكنولوجيا جامعة حلوان عام 1974.

وبعد تخرجي أديت الخدمة الإلزامية الوطنية، ثم أمر التكليف كمهدس كهرباء في وزارة الثقافة قطاع المتاحف، وبعدها سافرت الإمارات من أجل العمل هناك أنا وزوجتي لمدة 8 سنوات عملت خلالها في قطاع البترول وزوجتي كانت تعمل كطبيبة.

ثم بعدها هاجرنا إلى استراليا عام 1987 وبدأت رحلة الكفاح في الوطن الجديد..

عملت كمهندس تصميمات في قسم التصميم والمشروعات شركة تلسترا لمدة 11 سنة ثم عملت في شركة أوبتيس ثم انتقلت ألى شركة Tellcommunication الكندية في استراليا.

ثم انخرطتُ بالجانب السياسي وانتخبتُ كعضو عن حزب الأحرار في مجلس البلدية في ساذرلاند من 2004 إلى 2008. وهو ثاني أكبر مجلس محلي في نيو ساوث ويلز.

أما الآن فقد تفرغت للعمل التطوعي بعد خروجي على المعاش للعمل في نادي الروتاري لمساعدة الجمعيات الخيرية لخدمة المناطق المنكوبة والتي تعاني من الكوارث الطبيعية.

وتقديم المعونات وتدريب الناس ليكونوا منتجين. ونساهم بدعم الجمعيات الخيرية.

  • عندما علمت بموضوع سد النهضة هممت بإرسال رسالتين الأولى لرئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون والثانية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لماذا هممت بذلك الآن؟

آولا لأنني مصري حتى النخاع، ولأن مصر هي مسقط رأسي وكل المصريين هم أهلي وعائلتي، فأي شيء يمسّ مصر هو يمسّني أنا أيضاً بالتبعية.

وقد لاحظنا أن فخامة الرئيس السيسي ووزير الخارجية السيد سامح شكري استنفذا كل الوسائل السلمية مع الرئيس الأثيوبي والزعماء الأفارقة ولكن كل هذه المحاولات للأسف باءت بالفشل حتى الآن.

فمصر كما قال المؤرخ هيرودت “مصر هبة النيل”، بالتالي فنهر النيل هو شريان الحياة في مصر وليس لأحد أي حق في أن يحرم مصر من حقها في نهر النيل العظيم، فاسم النيل مرتبط بمصر واسم مصر مرتبط بالنيل.

وفي النهاية نحن لا نعارض أي تنمية في أثيوبيا، لكن نعارض أن ذلك يؤثر سلباً على مصر والسودان الشقيق في حقهما في نهر النيل الذي تريد أثيوبيا حجز مياهه.

  • يُقال أن سدّ النهضة لن يؤثر على مصر أو السودان فما رأيك؟

بالتأكيد هذا الكلام خطأ، لأن حجز المياه للوصول إلى منسوب عالي جداً سوف يؤثر بالتأكيد على مصر والسودان، وذلك على المدى القريب جزئياً وعلى المدى البعيد كلياً.

فعلى المدى القريب ربما لن يكون التأثير قوياً لأننا عندنا حصتنا في المياه موجودة ولكن إذا بُنيَ سدّ النهضة، فستعمل مصر على الترشيد الجبري مما قد يؤثر على الزراعة التي تقوم عليها الصناعة ثم التجارة، ولكن الأخطر هو المدى البعيد، لأن أثيوبيا في المستقبل سوف تتحكم في كمية المياه التي ستصل إلي مصر والسودان وبالتالي سيتم تدمير الاقتصاد في البلدين على حدٍ سواء.

  • ما هو هدف بناء سدّ النهضة في رأي أثيوبيا؟

إن بناء سد النهضة سببه هو تشغيل توربينات عن طريق السد لتوليد طاقة كهربائية عالية واستغلالها في الاستثمارات المختلفة.

  • ولكن هناك أقوال بأنه طالما أن النيل ينبع من أثيوبيا، فهم بالتالي يتحكمون فيم يمتلكون لأن المنبع من عندهم.. فما هو رأيك؟

لا يمكن أن نقول هذا، لأن موارد المياه الطبيعية ليست ملكاً لأحد، هي هبة إلهية موجودة منذ ملايين السنين، وليس لأحد الحق أن يحجر على مورد مياه طبيعي لمجرد أنه ينبع من بلده.

ثم إن هناك تساؤل لا بدّ أن يؤخذ في الاعتبار، لماذا شرعت أثيوبيا في هذا التوقيت بالذات في بناء سدّ النهضة إن لم يكن هناك هدفاً سياسياً الغرض منه ضرب الاقتصاد المصري والسوداني حتى تكون الدولتان في احتياج دائم لأثيوبيا وتحت رحمتها.

  • هل تعتقد أن الرئيس السيسي -إذا فشل تماماًً في الطرق السلمية- قد يلجأ إلى الحلول الجبرية؟ (وهو قادر على ذلك)

الحقيقة أن كل شيء وارد، ولكنني أريد أن أقول أن الرئيس الأثيوبي عنده ما يكفي من المشكلات الداخلية التي تجعله يفكر ألف مرة قبل أن يدخل في صراعات خارجية، خصوصاً أنه غير محبوب من معظم شعبه.

  • ما الذي شرعت أثيوبيا في تنفيذه بخصوص سدّ النهضة وما هو الذي تم في هذا المشروع وما هو المنتظر أو الذي تطمح أثيوبيا في تنفيذه لإكمال المشروع في الخطوات القادمة؟

أولاً البناء تم ولكنه لم يكتمل بعد، وهم في المرحلة القادمة ينتظرون أن يصل منسوب ارتفاع المياه إلى ٧٤ مليار متر مكعب ليبدأوا الاستفادة منها في تشغيل التوربينات، وهذا هو سبب بناء السد بارتفاعه الهائل وبالتالي نحن ضد اكتمال هذا لأنه سيضرّ بالدولتين مصر والسودان.

ومصر لا تعارض بناء سد النهضة ولكنها تدعو إلى الوصول إلي اتفاقية لأخذ مصر والسودان حصتيهما من المياه السنوية وفي هذه الحالة لن تعارض في بناء السد، وهذا هو الحل البديل للأمر.

  • لماذا أرسلت رسالتين بالتحديد للرئيس موريسون والثانية للرئيس بوتين؟

أولاً أرسلت للرئيس موريسون لأنني مواطن أسترالي ولي الحق أن أغير على وطني الأصلي مصر، فأرسلت إلى رئيس وطني الجديد “استراليا” ليقف بجانب وطني الأصلي مصر.

أما الرئيس الروسي بوتين فقد أرسلت له الرسالة هو أيضاً لأن روسيا دولة صديقة لمصر، ولا ننسى أن الاتحاد السوفيتي هو الذي أشرف على بناء السد العالي في مصر، وعلاقة مصر بروسيا وطيدة منذ أيام عبد الناصر.

  • لماذا لم تراسل الأمم المتحدة أيضاً؟

الحقيقة أنني فكرت بالفعل في أن أفعل هذا، وليس ذلك فحسب وإنما أيضاً أفكر في أن أخاطب جميع الهيئات المصرية على مستوى العالم للوقوف نفس الوقفة لكي نوقف استكمال المشروع الذي يهدف إلى تدمير الاقتصاد المصري.

  • كلمة أخيرة ولمن؟

أولاً أوجه شكري لجريدتي أستراليا اليوم ومصرنا اليوم علي نشر هذا اللقاء، وأتمنى أن نتكاتف لحثّ كل العالم على اتخاذ إجراءات صارمة بهذا الخصوص لوقف السد الذي أرادوا به سدّ الخير عن أهله وشكراً لك..

 

مجدي ميخائيل

الصور الأصلية للرسالتان اللتان أرسلهما المهندس مجدي لرئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين