شارك مع أصدقائك

مقالات – أستراليا اليوم

 بقلم : أ.د / عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا

ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي

Edshublaq5@gmail.com

 المقال (عمود – ما قل ودل) الذي سطره الزميل أنطوان القزي – رئيس تحرير صحيفة التلغراف ( العربية ) بأستراليا في عددها رقم 7400 وتاريخ 12 مارس 2021 حفز بعض القراء للمشاركة في هذا الطرح المثير للنقاش وربما الجدل فالاسم بحد ذاته به كثير من التحدي والاستهجان وكوني من قراء وكتاب ومتابعي الزميل القزي فأحببت أن ادلو بدلوي في هذا الطرح ولعلي أجد صدى إيجابيا لنقاش قد يجده البعض مفصليا !

 خلفيه الموضوع (لمن لم يقرأ المقال أصلا) أن مدير اذاعه الصوت الإسلامي في مدينه سدني قد أمتدح ما قامت به الدولة الأسترالية مؤخرا من اهتمامها برعاياها من المواطنين وذلك من خلال الدعم المستمر المالي والمعنوي للحفاظ على كرامتهم وسعادتهم للعيش بسعادة وهناء عل خلاف عدد كبير جدا من الدول المتقدمة والغنية وخصوصا وسط تلاطم الأمواج و الازمات! وقد رد عليه البعض مستغربا (أمام مسجد في سدني أيضا) بعبارات أوحت في النهاية بأننا في دوله هي أصلا كافره!

أولا ما معنى كلمه أو مصطلح ” الكفر” وهل الكفر عند ناس كفر وعند غيرهم ليس بكفر! الكفر Disbelieving    معناه في اللغة العربية النكران   Denying واصطلاحا انكار أو عدم الايمان أو الاعتقاد بالشيء المتعارف عليه أو المتفق عليه أو المألوف وهذه تختلف من مله أو ديانة لأخرى فالإنسان المسلم مثلا (المؤمن) يؤمن بوجود الله وملائكته وكتبه ورسله ولذلك

في الدين الإسلامي هو غير كافر او غير منكر للأشياء التي ذكرت بينما الذي ينكر كل هذا يعتبر في نظر المسلمين (كافرا)! وقد لا تكون كذلك في نظرا الديانات الأخرى كالبوذية والمسيحية أو اليهودية فقد يكون الرب أو الاله هو غير الاله أو الانبياء غير الأنبياء وقد يكون المسلم كافرا باللات والعزى ومناه الثالثة الأخرى (من أصنام الجاهلية).

من المعروف في علوم الأديان بان الرب أو الله قد خلق الخلق من يهود ونصارى ومسلمين وتعهد لهم بالرزق، ولكن ما أن نزل الانسان الى الأرض وبدأ في غيه وعناده وشكل المئات من الملل والنحل والأديان والأحزاب والطوائف فمنهم من يعبد الشمس ومن هم يعبد القمر ومنهم من يعبد الفئران والابقار ومنهم من يعبد الاصنام والاوثان حتى وصلت الى  فروج البشر 

نقطه الخلاف هنا وهذا المنعطف يأخذنا بعيدا الى السياسة وهو أن الدستور في استراليا قد يكون نصرانيا بروتستانتيا أو كاثوليكيا أو حتى علماني ( ايثيست ) ولكن كل اشكال المعاملات والأخلاق والقيم هي من شيم الدين القويم والسوي والمخاطب للفطرة ونتذكر دوما معلم البشرية محمد بن عبد الله حين أمر اتباعه ( السلمين )  في مكة وقد أصابهم من العنف والاضطهاد الديني والسياسي ما أصابهم بأن يهاجروا الى ارض الحبشة ( الكافرة)  حيث ان بها ملك عادل( النجاشي النصراني ) ولقد خاف محمد على اتباعه من البطش والاذى في بلد (الإسلام )!

كل المهاجرين العرب من المسلمين اليوم والذين تركوا بلادهم العربية المسلمة قد فروا بدينهم وعرضهم من بطش حكامهم (المسلمين) وقد أتو لأستراليا وهم يعرفون تماما ماهي استراليا! استراليا كما هي أمريكا وكما هي المانيا وبلجيكا وبريطانيا ينادى بها اليوم كل الصلوات ومن خلال مكبرات الصوات في الوقت الذي ترصد فيه اجهزه الاستخبارات العربية المسلمة من صلى الفجر اليوم ومن سلم على الاخر في صلاه الجمعة والمليئة بأجهزة التصنت الأمني والاستخباراتي .والله المستعان.