شارك مع أصدقائك

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا

Edshublaq5@gmail.com

 

ربما ومع خروج هذا المقال للنشر، ان شاء الله، يكون الشهر الفضيل (رمضان) قد أزف على الرحيل! ولا أدري أذا ما استفاد البعض من وجوده أم لا؟ وبالرغم من أن هذا الشهر العربي يخص طائفه دينيه محدده (المسلمون) الا أن الكثير من الطوائف والملل والنحل الاخرى تشارك في هذه الشعائر أو الطقوس الدينية ان صح التعبير والتي تحولت مع الزمن لتصبح بمثابة الاحتفالات والمهرجانات السنوية الممتعة.

منذ سنوات قليله كنت في دبي بدوله الامارات المتحدة وقد تحولت الأماكن السياحية الي سباق محموم في هذا الشهر الفضيل شهر العبادة والبركة الى كم هائل من الخيم الرمضانية لتجد كل ما بها مما لذ وطاب من المأكل والمشرب الحلال والغير حلال وتحف مسلسلات الفضائيات الهادفة والهابطة والتي يتم اعدادها خصيصا لهذه المناسبة الدينية بالإضافة الى التدخين بجميع أنواعه المرئي والمحمول والممدود.

أما المفاجئة الكبرى وخصوصا عند عباقرة التسويق في عالمنا العربي الإسلامي المعاصر فقد حولوا معظم الفنادق السياحية وربما غير السياحية (في بعض الدول) الى محطات رمضانيه من نوع مختلف فبعد نهار طويل وشاق لا يحلوا السحور الى على أنغام المطرب الفلاني أو الراقصة العلانية في وصله روحانيه قبل صلاه الفجر لتجديد التواصل مع الشهر الكريم.

للأسف تحول شهر رمضان (والذي انزل فيه القران) الكريم الى كريسماس إسلامي من نوع أخر فالكل ينتظر وبفارغ الصبر ما تقدمه القنوات الفضائية من مسلسلات تلفزيونيه من نوع كامل الدسم والذي يعلق في الاذهان والابدان لشهور وربما لسنوات فالفتوات والبلطجة والاغتصاب الجنسي وزنا المحارم وترويج المثلية والاستخفاف بالقيم والمبادئ والأديان الأخرى وعدم احترام الإباء وقطيعه الرحم والطلاق والخيانة الزوجية والتطبيع السياسي مع الأعداء لا يظهر الا في بعض مسلسلات هذا الشهر الفضيل.

عندما فرض الصوم على الناس لم يكن لتعذيبهما أو لزيادة المشقة عليهم اذ دلت جميع الدلائل والقرائن الطبية بان الصيام وبشكل عام (دينيا او لا دينيا) هو بمثابه الصحة والعافية للابدان والعقول ولكثير من الامراض (صوموا تصحوا) وكثير من الأطباء في الوقت الحاضر يلجؤون لمثل هذا العلاج الرباني الميسر.  

وأخيرا لا يسعنا الا أن نقول … رمضان أيها الشهر الفضيل.. قصرنا معك..  فسامحنا ولا تأخذنا بما فعل العباقرة منا. وكل عام وأنتم بخير والله المستعان.