شارك مع أصدقائك

اعلامين

[avatar user=”emad” size=”original” align=”right” link=”https://australiatoday.press/?p=16081″ target=”_blank”]بقلم الدكتور/ عماد وليد شبلاق[/avatar]

بسم الله والسلام

هي البداية (لغة عالمية لكل الأديان والملل والنحل) واهلا بعرب سدني أولا ومن ثم استراليا ثانياً.

أهلا بإبراهيم ومحمد ومصطفى وهاني ومحمود وصالح وحسام وجميل ومفيد.

اكتب لكم لأهنئكم برمضان وربما ما بعد رمضان، وأخبركم بأننا لسنا بأفضل حال فالغربة قد تضاعفت والمحبة بدأت تقل والعزلة بدأت تزيد ولا أدري إلى أين نحن ذاهبون!

لا أحد يتكلم مع الآخر لا بالهاتف ولا بغير الهاتف، الزيارات بين الأصدقاء والأحباء أصبحت نادره وتحتاج إلى ترتيب مسبق وقد تمتد إلى أسابيع وأسابيع.

الرد على الهاتف ليس فوريا والتعمد في اللامبالاة أصبح شائعا بينهم.

تتعنى بكتابه الرسائل الودية للتواصل لقتل غربه الوطن والدين والزيارات لتجد الجواب برمز الكتروني (إما لايك _ أو اصبع اليد) وانت فعلا تريد سماع صوته أو تتونس بأنفاسه ولكن يصيبك الإحباط والحزن وربما الألم.

فالعربي الذي تعرفت عليه واعتبرته ربما صديقك لا يبادلك نفس الشعور وقد يتهرب منك لاحقاً واليوم الناس أصبحت مشغولة بجمع المال الحلال وربما غير الحلال وعلى حساب القيم والعادات والتقاليد.

ولا تدري بأن الرزق قد كتب منذ الأزل وقبل الخلق والخليقة ولن يأخذ أحد رزق أحد ولكن للأسف لا حياه لمن تنادي!

الناس في سدني هنا تحزبت وتفرقت ولم تعد قلوبها على بعض، فقد غرتها الحياة الزائفة القصيرة.

يكون لك أصدقاء أو أقرباء في ليفربول أو ريفزبي لا تراهم إلا مرة في السنة وقد تمر السنتين والثلاثة ولا تراهم أو حتى تسمع صوتهم ويأتيك السبب أو الجواب … مشاغل الدنيا أو لا يوجد وقت لدينا والأغلب أنه مسجلون في طوابير السنتر- لينك أو ما شابه.

ولا تدري ماذا يفعل أحدهم تماماً في دنياه ومؤكداً أنه يمضي وقتاً لا يجني الكثير فيه من مكتسبات لا على الصعيد المالي ولا حتى الاجتماعي فيقعد ملوماً محسوراً وربما حزيناً.

للأسف هذا هو الحال في سدني وكذلك الحال لعرب سدني والذين فقدوا العديد من القيم والعادات والتقاليد السامية والرفيعة (مع الزمن) وأصبحوا يقتاتون الفتات من أعمال لا تغني ولا تسمن من جوع.

وقد تم أحضارهم لخدمه استراليا وتعمير الأرض الاسترالية في المقام الأول البلد الذي يقبع في أخر المعمورة وتتم أدارته من قبل أناس لا علاقه لهم بالشعب الأسترالي لا القديم منهم ولا الحديث (لا سكان البلاد الأصليين أصحاب الأرض ولا المهاجرين الجدد من باقي العالم المتوتر) كونها مستعمره استثماريه!  

رسالتي لعرب سدني وربما غير سدني هو عدم اللجوء للتقليد الأعمى لمن حولنا في كل أمور الحياه بل التمسك بمبادئ التواصل والمحبة لبناء مجتمع أفضل لنا ولأولادنا ولزوجاتنا و أن لا نذوب في اللا معروف بالرغم من النصائح المسداةلكل المهاجرين الجدد والداعية للبعد كلياً عن الجالية العربية باعتبارها من أسوأ التجمعات العرقية حيث دلّت بعض الإحصاءات (غير المنصفه ربما) بأن معظم حالات الاحتيال والغش وخداع الدولة والتلاعب بالأنظمة والقوانين هي من صنع هؤلاء!

أين تكمن المشكلة يا عرب سدني! وهي فعلاً محيّرة ولم أجد لها جواباً مقنعاً وشافياً، هل هي في من يبدأ بالسؤال أو من يبادر و يتصل أولا أم ماذا!

ولماذا كل هذا؟ أتستحق الغربة منّا كل هذا ونحن في أشد الحاجة لبعضنا البعض فما بالك لو أن أحداً طلب المساعدة لإيجاد عملاً ما لتجد كل أنواع الغيرة والحسد قد انصبت سراً وعلانيةً ….  

إذ يود العاطل أن يكون كل مَنْ حوله عاطلون وتجده لا يحب الخير لأخيه، مع العلم بأن معلم البشرية قد ركز على هذه النقطة منذ القدم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فهل أنتم مؤمنون حقاً!

وأختم بالصديق العزيز الذي لم أره منذ عشر سنوات تقريباً كوني قد تركت أستراليا للعمل خارجها وحين تقابلنا مصادفة لم يمد يده حتى ليصافحني واكتفى بكلمة “اهلاً ومرحباً”.

ومن ثم اعتذر لأن زوجته تنتظره ومن دون أي مبادرة أو تلميح حتى لزيارته مرة أخرى في منزله أو في مكان عام لتناول القهوة!

أخ ما أقسى قلوبكم يا أهل سدني! والله المستعان.