شارك مع أصدقائك

تستضيف فرنسا مؤتمرا دوليا بالفيديو حول المساعدات الإنسانية للبنان الأربعاء، وسط جمود سياسي في بيروت أدى إلى منع مليارات الدولارات من المساعدات للبلد الذي يعاني من ضائقة مالية ويعاني من أزمات متعددة.

وهذا الاجتماع، الذي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة، هو الثاني منذ الانفجار الكارثي في 4 أغسطس الذي دمر ميناء بيروت ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة. الانفجار، الذي قتل أيضا أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف، نتج عن تفجير ما يقرب من 3000 طن من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة بشكل غير آمن في مستودع ميناء لسنوات.

جاء الانفجار وسط انهيار مالي غير مسبوق – تفاقم بسبب إغلاق فيروس كورونا – أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم والفقر والبطالة.
قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قبل المؤتمر، إن اجتماع يوم الأربعاء سيقيم أفضل طريقة لاستخدام المساعدات العاجلة في المضي قدمًا، بدلاً من تقديم مبالغ نقدية جديدة لدولة “معروفة بمساعدتها”. في تقرير رهيبة نُشر يوم الثلاثاء، قال البنك الدولي إن الاقتصاد اللبناني يواجه “ركودًا شاقًا وطويل الأمد”، مع توقع انخفاض GPD الحقيقي بنحو 20٪ لأن السياسيين يرفضون تنفيذ إصلاحات من شأنها أن تسرع حتى انتعاش البلاد.
تعهد الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي حكمت بلاده لبنان كمحمية، بالمضي قدما في جهود الإغاثة على الرغم من الإحباط من الطبقة الحاكمة.
قادة لبنان يواصلون مقاومة الاصلاحات ولم يتمكنوا من تشكيل حكومة بعد استقالة الاخيرة في اعقاب الانفجار.

وقال المسؤول الفرنسي إن ممثلين من 27 دولة سيشاركون، بما في ذلك 12 رئيس دولة، لكن مجموعات المساعدة اللبنانية المحلية سيكون لها دور مركزي كشركاء موثوق بهم.
إن تشكيل حكومة جديدة سيكون الخطوة الأولى نحو تنفيذ خارطة طريق فرنسية للإصلاحات لتمكين الإفراج عن مليارات الدولارات من المساعدات الدولية.
المطلب الدولي الرئيسي الآخر هو تدقيق البنك المركزي.

انسحبت شركة الاستشارات الأمريكية ألفاريز آند مارسال الشهر الماضي من مراجعة الطب الشرعي التي كلفت بها، قائلة إنها لم تتلق المعلومات المطلوبة للقيام بعملها.

أدى انفجار 4 آب / أغسطس، الذي ألقي باللوم فيه على نطاق واسع إلى إهمال السياسيين والأجهزة الأمنية اللبنانية، إلى لفت انتباه العالم إلى الفساد الذي ابتليت به البلاد منذ عقود وجعلها على شفا الإفلاس مع وجود مؤسسات جوفاء.
وتعهد زعماء العالم والمنظمات الدولية بتقديم ما يقرب من 300 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة بعد الانفجار، لكنهم حذروا من عدم إتاحة أي أموال لإعادة بناء العاصمة حتى تلتزم السلطات اللبنانية بإصلاحات سياسية واقتصادية جادة.

وتعهد المانحون بأن المساعدات سيتم تنسيقها من قبل الأمم المتحدة وتسليمها مباشرة إلى الشعب اللبناني، في توبيخ واضح لقادة البلاد الفاسدين.

وقال المسؤول الفرنسي “لدينا نفس البرلمان ولدينا نفس القادة السياسيين.” “لحسن الحظ، نلاحظ أن المجتمع المدني قد نظّم، وهو يأخذ موقعاً ويعوض أوجه القصور في الدولة والخدمات العامة”.

ومن المتوقع أن تذهب أموال المساعدات مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية وغيرها من المنظمات لتوزيعها على الجمهور، متجاوزة الحكومة اللبنانية.