مهاجر – كلمة رئيس التحرير
تناقضات في الهجرة
أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون في بلادهم فقراء لا يجدون القوت اليومي، يتذمرون على الحياة وما فيها. وعندما يسمعون عن فرصة هجرة إلى بلد أوروبي أو أمريكا، يسعون بكل السعي للحصول على تأشيرة السفر.
السعي وراء الفرصة
بمجرد أن يصلوا إلى تلك البلاد، يقدمون على تأشيرة هجرة ويتوسلون إلى تلك البلدان لتقبلهم من رعاياها. فتحتضنهم البلد الأوروبي أو الأمريكي، وتطعمهم، تكسيهم، تعلمهم، وتعتني بأولادهم، وتقدم لهم كل الخدمات الصحية المجانية.
استغلال النظام
وبعد أن يحصلوا على الإقامة، أول ما يفكرون فيه هو القيام بتمثيلية سخيفة أنهم غير قادرين على العمل، ويعيشون عالةً على الحكومة ليأخذوا معاش بدل بطالة. وهم في الحقيقة قادرون على العمل، بل يعملون، ويتقاضون مدفوعات نقدية حتى لا تعرف بها الحكومة.
نقد غير مبرر
يقومون بعمل جمعيات خيرية ومؤتمرات الهدف منها ماذا؟ الهدف هو سب تلك البلاد التي أوتهم وعلمتهم وأطعمتهم، واتهامها بالكفر، واتهامها بأنها دول سبب نكبة العالم وأنها دول تدعم الإرهاب، وأنها دول كذا وكذا.
تناقض واضح
أتعجب من أولئك الذين ينكرون الجميل. كم هو حقاً تناقضٌ واضحٌ بين الاستفادة من الفرص والموارد المتاحة في هذه البلدان وبين النقد اللاذع وغير الموضوعي لها. من الجدير بالذكر أن هذه الدول قدمت للكثيرين منهم فرصاً لم تكن متاحة في أوطانهم الأصلية، سواء كانت تعليمية، مهنية، أو اجتماعية.
الاستفادة والنقد
فمن ناحية، هم يستفيدون من نظام تعليمي متطور، رعاية صحية متميزة، وحريات فردية واسعة. ومن ناحية أخرى، يتهمون هذه الدول بأنها سبب المشاكل العالمية. إن هذا التناقض يعكس إما نقصاً في الوعي أو سوء فهم للعلاقة بين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه.
الخيار المنطقي: الرحيل
إن أولئك الذين يجدون أنفسهم غير راضين عن حياتهم في الغرب إلى درجة التشهير والاتهام، فإن الخيار المنطقي هو الرحيل والبحث عن مكان آخر يناسبهم أكثر. ليس هناك إجبار للبقاء في مكان لا يشعرون فيه بالسعادة أو الرضا.
احترام البلدان المستضيفة
إن لم يقدروا أن يُظهروا احتراماً للبلاد التي استقبلتهم وقدمت لهم فرصاً جديدة ويقبلوا التعايش السلمي الذي يشجع على بناء علاقات إيجابية، فعليهم بالرحيل فوراً حتى يعودوا إلى بلادهم التي كانوا يصرخون للخروج منها.
مثل ينطبق تماماً
حقاً ينطبق عليهم المثل “يأكل الغلة ويسب الملة”.