بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com
الانسان أو البني أدم الذي ظهر على الارض ولا يعلم تماما كيف أتى ومن أين أتى وأخيرا لماذا هو هناك ومتى سيخرج منها؟ ونحن هنا لسنا بصدد شرح عملية التزاوج والتلقيح (البيولوجي) والتكاثر بين الذكر والانثى لاستمراريه الحياه شأنها شأن الكائنات الاخرى والتي تتقاسم الارض معه وسكنت هذه الدنيا ومنذ بدء الخليقة.
موضوعنا اليوم ديني فلسفي نوعا ما وربما به الكثير من وجهات النظر المختلفة والتي مؤكدا لن تفسد للود قضية وأين كانت دفتك في قبول الاشياء الدينية السماوية من كتب كالزبور والانجيل والقران والكثير من أحاديث الانبياء والرسل وتصحيها أو تدقيقها (صحيح /حسن/موضوع/ضعيف أو غير ذلك تماما)، ولنبدأ من قصه أدم علية السلام وكما جاءت في كتاب المسلمين وسوف نستعرض بعض الطروحات للتأمل والنقاش (ومؤكدا ليست للجدل أو النقد!):
لماذا عصى أو خالف أدم أوامر ربه وهو الذي خلقه واصطفاه ومن ثم نهاه ومن كان وراء ذلك:
نفسه – الأمارة (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) والتي خلقها الله، أم
الشيطان – إبليس (لا غوينهم أجمعين …..) والذي خلقه الله، أم
زوجته حواء + الثعبان وما شابها …. والذين أيضا خلقهم الله.
وهل لا يعلم الله بكل هذا وهو الذي خلق كل هذا!
وهل كتب على الانسان ومن قبل أن يولد عمله وأجله وشقيا هو أم سعيد وربما أشياء أخرى تفصيليه لا نعلمها!
أنا متأكد تماما بأن كل هذه المواضيع والأسئلة قد طرحت مرارا وتكرارا ولم يغب عن أمر رجال الدين المؤمنون، بشتى دياناتهم واختلاف مذاهبهم، كل هذا صغيرها وكبيرها ومؤكد أن كتب التفاسير قد أشارت الى ذلك وفي مراجع عديده!
والسؤال هنا من الاقوى في التأثير واتخاذ القرار: (الغواية أم الفجور؟) وهل المقصود من خلق البشر (بالإضافة للعبادة) أن يخطئوا ومن ثم يستغفرون ( كل أبن خطاء وخير الخطائين التوابون ) أو ليست من الاجدى أن لا يخطئون في المقام الاول (وربما يتعارض ذلك مع ماهيه الخلق وتكوينه فهم ليسوا ملائكة ولا بد من وجود غريزة وشهوه الانجاب والتكاثر للمحافظة على الجنس البشري في الارض مع الحفاظ على الوسطية بين البهيمية والملائكية ( أو الفجور والتقوى ) ومن هنا نتذكر الحديث النبوي ( أيضا لا أعلم بمدى تحقيقه ): ” والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ” فأين المعنى هنا ؟ فهل هو جواز الذنب وإتاحته وسهوله فعلته ومعصيته أم التذكير بأسماء الله الحسنى وصفاته (الرحمن – الرحيم – الغفور – التواب ….) وعندها ستتماشى الصفات مع الافعال فيغفر لمن يشاء ويتوب على من يشاء وهذه مقتصره على بني البشر من ولد أدم والذي أخطا منذ البداية وأستغفر وقمنا بتعلم الدرس منه.
الحقيقة أن موضوع خلق الانسان هذا لمعجزه ألهيه ومن الصعب التفكير في كيفية خلقها فالروح شيء رباني يختص بالخالق (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) في الكون كله والنفس تعمل في الأخرة وفي الدنيا وأما الجسد فهو بمثابة الجسم الكبسوليي والذي يبقى في الدنيا أو الارض (كوعاء مخلوق من ماء وطين) ولم ولن يسمح له بأعلى من ذلك.
العدو الحقيقي للإنسان وحسب وجهه النظر الخاصة بي (والله أعلم) هي نفسه وهواها والتحكم بها في الدرجة الاولى ومن ثم الاستماع لشياطين الجن والانس من حوله والله أعلم ومرحبا بالمشاركات البناءة الهادفة والله المستعان.