شارك مع أصدقائك

أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
Edshublaq5@gmail.com

أثبتت الأيام والاحداث التاريخية والمعاصرة بأن اللغة العربية فعلا لغة رهيبة المعاني والاحتمالات ، الامر الذي انعكس على قارئيها ومستخدميها من العرب ، فعمليه الفهم والتحليل التفسير والتأويل والتخيل والتوهم تأخذ اليوم حيزا كبيرا من تفكير الناس ومن ثم قراراتهم في أخر الامر وبالرغم من وجود قواعد اللغة في التشكيل والتنقيط والحركات وغيرها الا أن الانسان العربي يفهم الأمور ويحللها بإيحاء من تركيبته النفسية والشخصية فاذا ما كان المرء متدينا ( ملتزما أو ممارسا للشعائر الدينية وأين كانت ديانته أو طائفته ومذهبه ) فمؤكد سيرجع الأمور إلى مفاهيمه ومعتقداته وما تربى عليه من سلوكيات وأفكار وإذا كان متحررا فربما كان عكس ذلك وهكذا.
في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي أرسل أحدهم مقطع لفيديو شديد الحده (ولأندري إذا ما كان حقيقيا أو تم فبركته لأغراض تجاريه أو غيرها) وبه مناظر مؤذيه لسيده قيل انها خادمة منزلية وهي تقوم بتعذيب طفل (تدعس برجليها على جسم الطفل/ طفله) والتي من المفترض أن تقوم برعايته في المنزل في غياب أهله! أحد المشاركين في المجموعة استنكر هذا العمل ولم يوضح الأسباب فرد عليه من أرسل المقطع بأننا جميعا بالغون وأكبر سنا ولن تظهر علينا علامات الخوف أو التأثر (وهذا كان قراءته للمقطع وتحليله!) فرد عليه الاخر بقراءة وتحليل مختلفة لنفس المقطع وأخبره بأن الخادمة تلبس ملابس قصيره وغير محتشمة وهذا يخالف الشرع والدين في مسألة إظهار العورات (لم يظهر المقطع هويتها بالتأكيد!) … طبعا الزميلين أنهيا الحوار خوفا من استمرار الزعل والقطيعة وانهوا الخلاف واختلاف الراي والمفهوم قبل أن يتطور الى مستوى اعلى من الحده في التواصل!
مشهد أخر في مواقع التواصل ويدل على نفس الاختلاف في مفاهيم القراءة والتفكير والتحليل حيث ارسل لي البعض مقطع لأغنيه تتغنى بها مطربه أجنبيه عن فلسطين وقامت الدنيا ولم تقعد فنصف الرسائل كانت بأن فلسطين لن تتحرر بواسطه الأغاني والبعض الاخر أثنى على المطربة ومدح أدائها وسواء دعمت القضية أم لا !. هذه النوعية من الحوارات نلحظ كثير في مواقع التواصل الاجتماعي والنت وحتى على مستوى الرسائل الشخصية (ماذا تقصد بذلك – هل الكلام موجهه لي – وأياك أعني واسمعي يا جاره وهكذا …) وقد قالت العرب قديما … المعنى في بطن الشاعر ولا أدري إذا ما كانت اللغات الاخرى غير العربية لديه نفس المعنى أم لا!

للأسف الموضوع أخذ في الزيادة بين الناس هذه الأيام وخصوصا في بعض المجتمعات والتي تهتم كثيرا بالتفاصيل ودقائق الأمور (ولا فرق بين رجل وإمراه في هذا السياق) وكمن ينظر إلى نصف كأس الماء
فهل ننظر إلى الجزء الممتلئ بالماء أو الجزء الفاضي من الماء والاثنين إجابتهم صحيحه!
قيل قديما … قراءه المشكلة وتعريفها بشكل جيد تؤدي الى نصف الحل والحلم سيد الاخلاق كما قالت العرب قديما وضبط النفس وابداء حسن النية وعد الظن السيئ لهو الحل الأمثل لراحة البال وصفاء النفس … تحابوا ولا تتربصوا لأخطاء بعضكم البعض فتخسروا أنفسكم ومزيدا من العزلة والفراق ومن ثم الخلاف والقطيعة والله المستعان.