في زمن الكورونا المحير – استراليا اليوم :
بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
لا شك أن حكومة (السيد / سكوت موريسون– رئيس الوزراء الحالي) قد استلهمت
بعض الأفكار الإبداعية من دافعي الضرائب أو طالبي اللجوء والتأشيرات أو ربما
قدامى المحاربين للحد من انتشار بعض الحالات المفزعة (مقارنه بغيرها من الدول
المتقدمة) لفيروس كورونا المتحور والمحير في نفس الوقت (ولا أدري أن كان قد
تحول أو تحور من الفا الى دلتا أو- أوميجا – تاركا – بيتا – بهذه السرعة المذهلة.
حظر الكوفيد 19 اليوم على ولاية نيو ساوث ويلز (والمتضمنة مدينه سدني
الكبرى وضواحيها) بات يشكل كابوسا على ساكني أو قاطني هذه المناطق
وكأنها باتت مدينه أشباح لا ترى فيها مساءا الا كاشفات الضوء واليونيفورم الأزرق
للأبطال الثلاث المترجلين فأحدهم يمسك بيده على الزناد والاوسط يده على قلمه
لتحرير المخالفة ام الثالث فهو المصور والموثق لحاله التلبس والتي قد تبلغ الاف
الدولارات متخيلا منظر (كلينت ايستوود ) أو ( لي كوبر) في أفلام الريف الأمريكي
وفي مشهد درامي يفصل ما بين حرمه الخصوصية Privacy التي تكفلت بها
الدولة والدستور للمواطن من جهة ومن جهة أخرى التجسس والتلصص عليه
بدافع الامن القومي للدولة و من خلال جيرانه المقربين في الحي أذ اعتمر كل
منهم (من الجيران) في الحي ناظوره الموجه بعدسات مكبره ولاقطه لأثبات الجرم
المشهود للجار الذي يسكن بجانبه ولينال مكافأته على كل رأس( 10/100 دولار أو
أكثر أو أقل على الرأس الواحد ولا أدري أذا ما كان هناك عرض أفضل للمجموعات !
) بالرغم من توصيه الانبياء والرسل على حسن معامله الجار (وحتى الجار رقم 7
في بعض الكنب السماوية!).
انتشار البوليس أو الشرطة في الفترة الأخيرة (الأسبوع الماضي تحديدا) وبالذات
في بعض أحياء مدينه سدني وبكميات غير عاديه يدعوا للاستغراب وربما
الاستهجان فقد تذكرنا اتهامات ملبورن السابقة لبعض المهاجرين من عرقيات
معينه لنقل عدوى الفايروس نتيجة خلفيتهم الثقافية في الوقت الذي دغدغ
مشاعر اليمين المتطرف والداعي لمعاقبتهم والتي ثبت لاحقا أن لا علاقة لهم مباشره.
موضوع فايروس الكورونا هذا لم ينته ولن ينتهي في الوقت الحاضر لذا يجب
التعامل معه بطريقه واستراتيجيه مختلفة تماما وإذا كان التحور والتطور ماضي
معنا فمن الأفضل التعايش معه وسواء لبسنا الكمامات أو أخذنا الفاكسين (اللقاح)
فمن سيموت سيموت ومن سيقاوم سيقاوم وكـأنها اعراض لأنفلونزا الشتاء
الموسمية مثلها مثل انفلونزا الطيور والخنازير وربما القرود ولنخفف من القيود
التي خلقت لنا الكأبة والهم والحزن والمتاعب بشتى أنواعها ، فالأب المقعد قد
حرم من رؤيه أبنائه والتاجر/ رجل الاعمال قد خسر تجارته وماله والموظف فقد
وظيفته ودخله وبات مهددا وغيرها من أعمال التدريب والتعليم والسياحة والترفيه
والمطاعم والنقليات .. وغيرها وان كنا نتذكر جيدا ما سمي ب: ” الكساد الكبير ” أو
Great Depression والذي حصل في الولايات المتحدة في أكتوبر 1929 نتيجة
انهيار سوق الأسهم الأمريكية وضرب الاقتصاد الأمريكي والبطالة في مقتل لعده شهور وربما سنوات.
لا نريد لحكومة السيد موريسون الوصول الى عنق ” الكساد العظيم ” ولا ليوم
“الاحد الدامي” أو” الثلاثاء الحزين ” ولا حتى ” الخميس الرهيب ” فما تصرفه
حكومته يوميا نتيجة الاغلاق وعدم اتخاذ التدابير الصحيحة (المليارات من
الدولارات) سيزيد ممن تفاقم المشكلة ويضخم من حجم الدين العام ونسب
البطالة ومن فرص الانتحار للكبار والصغار نتيجة الاغلاق والحرمان وانعدام العدالة
والحريات حتى بين أحياء البلد الواحد ! والله المستعان.