الجالية المصرية – أستراليا اليوم
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالأحاديث على أعلى المستويات عن موضوع يحمل هاشتاج (حق مينا لازم يرجع) الخاص بمقتل الشاب المصري مينا عبد السيد.
وصارت هناك تكهنات وآراء ليست بقليلة عن هذه المأساة التي أحرقت قلب أم “نجوى كامل” ومزقت صدر أب “عبد السيد عطية” وسلبت أخوه بيشوي فرحة الحياة.
ومن ضمن التكهنات أن هناك اضطهاد قد تم من قبل “غير المسيحيين” وقتل الشاب مينا كونه مسيحي، مستندين على أنه كان بحوذته الكتاب المقدس عندما اختفى.
وقال أخرون أن الشرطة قد تكون وراء الأمر مستندين على قرينة أن الشرطة اتصلوا بأهل الشاب قبل اكتشاف جثته بيومين وقالوا لهم أنهم سيجدون مينا بعد يومين، وبالفعل اتصلوا بهم بعد يومين وقالوا لهم “تعاولوا لتستلموا جثته” وبناء عليه يتهمون الأمن.
ويرجح البعض أن الأمر ليس مرتبط بالشرطة ولا بالاضطهاد الديني وإنما القتل تم على أساس الدافع الشخصي أو أن لصوص هاجموه في الطريق وحاولوا سرقته وعندما عارصهم اضطروا لقتله.
وبناء على ذلك كثرت التكهنات والأمر ما زال في طي الكتمان بالنسبة للحكومة المصرية ولم يظهر أي خيط نستدل به عن الحقيقة.
في ظل هذه الظروف بدأت الجالية المصرية على مستوى العالم تكتب عن هذا الأمر بحرقة قلب المصري الأصيل.
رمز مصري في أستراليا
مؤخراً خرج علينا المهندس مجدي ميخائيل صاحب العقل الراجح واللسان المتزن الشريف بمقال عبر “بوست” على الفيسبوك يناشد فيه قيادة النيابة العامة ووزارة الداخلية والمباحث بذل الجهد لإظهار الحقيقة وليس غير الحقيقة، لأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.
وبحكم أن المهندس مجدي هو مسؤول سابق وله خبرات حياتية وعلمية ووظيفية، فهو كان حكيماً في كلامه ومناشداته التي لا تهدف إلى لإظهار الحق بعيداً عن أي تكهنات سخيفة، بل هو في انتظار أن يعلو شأن القيادات المصرية بإظهار الحق.
ومن هذا الفتيل بدأ المصريون يكتبون في أستراليا سواء في سيدني أو ملبورن عن هذا الموضوع الذي يدعو إلى إظهار الحقيقة واعتقال المتسبب في مقتل مينا ومعاقبته بالقانون المصري النزيه العادل.
فنحن نثق في أن الحق سيظهر آجلاً أو عاجلاً وأن كل من تسبب في مقتل مينا سوف يحاسب بالقانون وله القصاص العادل الذي لا يعرف المحسوبية.
مناشدة الرئيس السيسي
ولكنني -على المستوى الشخصي أيضاً- أناشد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقول دائماً ((المسيحيون أهلي)) أن يهتم بالأمر بنفسه، وأقول له صراحة ((واحد من أهلك قد قُتل يا سيادة الرئيس)) فمن فضلك اهتم بالأمر.
فإن أصدرت الأمر بسرعة التحقيقات بنزاهة وشفافية، وسرعة القبض على المجرمين (أياً كانوا) فسيتم هذا في أقرب وقت ممكن وستظهر الحقيقة.
وربما لو أبلغت بطريقة ما العزاء لأهل القتيل الذين هم “أهلك” فسيكون هذا شافياً إلى حد ما لنفوسهم، أن رئيس الجمهورية اعتبر مينا ابنه الذي يجب أن يظهر الحق من أجل أهله ومن أجل كل مصري وحتى لا تتكرر هذه الجرائم.
فكلنا مصريين، بل كلنا بشر نحتاج أن نعيش في أمان بعيداً عن الجريمة والسرقة والقتل والاغتصاب، من حق كل إنسان أن يعيش في مأمن من الأذى أياً كان نوعه.
من أجل الحق لن نسكت
المصريون في أستراليا لن يسكتوا على هذه التجاوزات في حق العيش بأمان في مصر، فإن كانت مصر دائماً يُقال عنها بلد الأمن والأمان، فعلينا أن نتأكد من هذه هي الحقيقة.
نعم.. التجاوزات موجودة في كل مكان في العالم، والجريمة المنظمة أو العشوائية موجودة في كل بقاع الأرض وعبر الأزمان، ولكن هل هذا يدعونا للتهاون والاستهتار دون أن نطالب بتحقيق العدالة؟ كلا وألف كلا.
فسنقف ونتكاتف ونعلن للداخلية المصرية والنيابة العامة المصرية أننا سنعمل بيد واحدة للإمساك بمن فعلوا هذه الجريمة لنثبت لكل العالم أن مصر فيها امن وأمان وأن النيابة العامة نزيهة وأن الشرطة تسهر على راحة الناس.
أمثلة من التكهنات
مصراوي
كتب أحد الصحفيين وهو الزميل علاء عمران في جريدة مصراوي عن هذا الموضوع وشدد على أن والد مينا قال أنه يعاني من المرض النفسي والاكتئاب وضعف البصر، وكأنه يرمي بعقول الناس نحو الاعتقاد بأن مينا هو المتسبب في وفاة نفسه أي أنه انتحر، ولا يعرف الزميل علاء أن كل الناس في كل العالم تعاني من حالات نفسية وكثيراً ما يمرون بحالات اكتئاب في حياتهم.
ومع ذلك لم يقدموا على الانتحار، كما أن ضعف البصر لا يعني أن مينا أصيب بالعمى وهو ماشي في طريقه فوقع في بئر الصرف الصحي الذي قد يكون أعلى من جسده.
وكيف عرفت بالدليل القاطع أن مينا كان يعاني من مرض نفسي، وإليك شهادة والدته مصورة بالفيديو أن مينا كان معافاً نفسياً:
https://www.youtube.com/watch?v=nOLc_x_fCpI
واستكمل كتابته بأن عامل الصرف الصحي وجده في البئر…؟؟
وأنا أتساءل: أين هو ذلك العامل؟ وما اسمه؟ وهل هو معتاد أن يمر بهذا البئر؟ ولما مرّ في هذا اليوم بالذات؟ وهل النيابة حققت معه وسألته؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها، بالتالي علينا ألا نتكهن بكلمات “غير منطقية” ونترك الموضوع في يد النيابة العامة.
فتاة يوتيوبية
كما ظهر فيديو على اليوتيوب لفتاة حصلت قناتها اليوتيوبية من أجل موضوع “مينا” على ما يقرب من عشرة آلاف مشاهدة وقالت أن هناك تسريبات قد وصلت إليها توحي بأن الشرطة وراء مقتل مينا عبد السيد.
حيث كانت الشرطة في يوم اختفاء مينا تعتقل كثير من الشباب تحسباً لقيام مظاهرة، فاعتقلت البعض وتحفظت عليهم إلى أن ينتهي عيد الشرطة.
وبناء عليه تم اعتقال مينا من بالمصادفة، ولذلك قالوا لأهله أن مينا سوف يعود بعد يومين، ولكن من التسريبات أن مينا اعترض بداخل قسم الشرطة على اعتقاله لأنه كان حسّاس ومرهف المشاعر، فتم ضربه إلى أن مات في أيديهم فألقوا به في البئر.
وأنا أسأل صاحبة الفيديو،
أولاً: أين هي تلك التسريبات التي وصلت إليكِ؟ وهل وصلت لك فقط دون غيرك؟ ولماذا وصلت لك أنتِ بالذات؟ ولِمَ لم تصل لغيرك؟ وإن كانت قد وصلت لكِ.. فلماذا لم تعلنيها ليرى الناس الحقيقة؟. وإن كنت خائفة من إظهار هذه التسريبات.. فلماذا قمت بإطلاق الفيديو الذي حظي بعشرة آلاف مشاهدة؟
ثانياً: سيكلوجياً، الشخص مرهف المشاعر يخاف أن يعلو صوته في قسم الشرطة المصرية وهو يعلم جيداً ان هذا لن يفيد بشيء.
الشخص المرهف المشاعر يخشى على جسده من الأذي، ويسكت إن علا صوت الشرطي ليه، ولا يفعل ما تفضلتي وتكهنتِ به.
أرى أن هذه أيضاً تكهنات لا دليل عليها، وهي للشهرة وللحصول على مشاهدات ولا يجب أن نستدل بها على شيء؟
https://www.youtube.com/watch?v=nMCPCqFXQp4
نحن نثق بكم
نثق في الشرطة المصرية ونثق في نزاهة وزارة العدل ونثق في أن المسلمين والمسيحيين هم في النهاية اسمهم “مصريون” ولا يوجد مصري يتهاون في حق أخيه المصري.
فكلنا نظالب بسرعة التحقيقات وإظهار الحقيقة “فقط” وليس غيرها، والقبض على الجناة “الحقيقيين” ومحاسبتهم.
وكل الجالية المصرية لن تسكت ولن تهدأ إلى أن تظهر شمس الحق.
تعزية أستراليا اليوم
تتقدم أسرة جريدة “أستراليا اليوم” بأحر التعازي لأسرة الفقيد راجين من الله أن يهبهم الصبر والعزاء والسلام الداخلي.