أزمة الإسكان – فيكتوريا
بعد مرور عام على إصدار حكومة فيكتوريا خطة الإسكان التاريخية، التي تهدف إلى معالجة أزمة الإسكان المتفاقمة.
يتضح أن التحديات لا تزال قائمة، بل تزداد سوءًا.
ارتفعت الإيجارات في جميع أنحاء الولاية بنسبة 13٪، متجاوزة معدلات التضخم وزيادات الأجور.
مما أدى إلى تفاقم أزمة الإسكان في معظم المؤشرات الرئيسية.
خطة الإسكان: مبادرات كبيرة ولكن غير كافية
أعلنت الحكومة بقيادة رئيس الوزراء السابق دان أندروز، في سبتمبر الماضي، عن خطة شاملة لبناء 800 ألف منزل.
مع التركيز على الإسكان الاجتماعي والميسور التكلفة، وتشديد سلامة المستأجرين.
حينها صرح أندروز قائلاً: “الوضع الراهن ليس خياراً… ما لم نتخذ إجراءات جريئة وحاسمة الآن، فسوف يدفع سكان فيكتوريا الثمن لأجيال قادمة”.
إلا أن استقالة أندروز بعد بضعة أيام من الإعلان تركت تساؤلات حول تنفيذ الخطة بشكل فعال.
وعلى الرغم من تلك الجهود، لا يزال هناك قصور في تلبية احتياجات السكان.
بحسب ديبورا دي ناتالي، الرئيسة التنفيذية لمجلس الأشخاص المشردين، “خطة الإسكان تعد خطوة جيدة.
ولكنها ليست كافية لإنهاء حالة الطوارئ السكنية الحالية”.
الأرقام الصادمة: زيادة في قائمة الانتظار وانخفاض الدعم
أظهرت البيانات أن قائمة انتظار الإسكان الاجتماعي ارتفعت إلى 51,602 أسرة في بداية هذا العام، بزيادة أكثر من 3000 أسرة وفرد عن العام السابق، رغم استبعاد حوالي 2000 أسرة من القائمة.
وهناك 10,000 أسرة أخرى بحاجة إلى الانتقال إلى عقارات سكنية جديدة بسبب تغير ظروفها، مثل العائلات التي تعيش في منازل ذات غرفة نوم واحدة.
وبالمقارنة مع عام 2017، لم يتم بناء سوى 1600 مسكن اجتماعي إضافي، وهو رقم ضئيل مقارنة بالطلب المتزايد.
كما انخفض عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات دعم المشردين بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف السكن، لكن لا تزال الأرقام مرتفعة عند 10,342 شخصًا.
دعم محدود وإجراءات غير كافية
على الرغم من زيادة معاشات التقاعد ومساعدات الباحثين عن عمل والإيجار، إلا أن هذه الزيادات لا تكفي لمواجهة الأزمة.
تم منح الآباء زيادة قدرها 1.64 دولار يومياً، مما يرفع إجمالي المبلغ إلى 211.20 دولاراً كل أسبوعين.
لكن كاساندرا جولدي، الرئيسة التنفيذية للمجلس الأسترالي للخدمات الاجتماعية، أشارت إلى أن هذه الزيادات تعتبر ضئيلة ولا تكفي لتغطية تكاليف المعيشة المتزايدة.
وأضافت أن العديد من الأشخاص يتم إخلاؤهم من منازلهم بشكل غير رسمي، وينتهي بهم الأمر في السيارات أو الخيام، ما يزيد من المخاطر الصحية والاجتماعية عليهم.
ردود الحكومة وإجراءات مستقبلية
من جهتها، أكدت وزيرة الخدمات الاجتماعية الفيدرالية، أماندا ريشورث، أن الحكومة قدمت دعمًا كبيرًا للأسر المحتاجة.
بما في ذلك تخفيضات في فواتير الطاقة وإعانات الإيجار.
وأشارت إلى أن الزيادات التي تم تطبيقها على الإعانات الاجتماعية بلغت نسبة 12٪ منذ انتخاب حزب العمال في 2022.
كما أعلنت وزيرة الإسكان في فيكتوريا، هارييت شينج، أن الحكومة تعيد تطوير جميع العقارات السكنية الشاهقة في ملبورن.
مشيرة إلى أن هذه المباني القديمة لم تعد تلبي معايير المعيشة الحديثة.
وأضافت أن إعادة التطوير ستوفر آلاف المنازل الاجتماعية الآمنة والحديثة.
الاستثمار في الإسكان الاجتماعي
خصصت حكومة فيكتوريا 6.3 مليار دولار لبناء 13,300 منزل اجتماعي وميسور التكلفة.
منها أكثر من 10,000 منزل قيد الإنشاء أو تم بناؤه بالفعل.
ورغم هذا الاستثمار الكبير، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لحل أزمة الإسكان.
أكدت شينج أن التقدم المحرز يُظهر أن التغييرات الجارية من خلال خطة الإسكان والتمويل الحكومي تحقق فرقًا ملموسًا، لكن لا تزال هناك حاجة إلى جهود إضافية لمواجهة التحديات.