عانى الملايين من سكان ولاية تكساس الأميركية، الأسبوع الماضي، بعدما تسببت عاصفة شتوية في انقطاع التيار الكهربائي، لكن أولئك الذين كانوا يتمتعون بالخدمة، حتى ولو بشكل متقطع، سيدفعون ثمن ذلك، إذ يواجهون الآن فواتير هائلة، مقابل الكهرباء التي استخدموها خلال العاصفة.
وكان السكان الذين لديهم خطط متغيرة للطاقة هم الأكثر تضررا، إذ تفرض مثل هذه الخطط أسعارا متباينة للكهرباء اعتمادا على حجم الطلب، ويرتفع سعرها بزيادة طلب الاستهلاك.
وتُغري خطط الأسعار المتغيرة الكثير من الناس، لأن سعر الكهرباء غالبا ما يكون منخفضا أثناء الظروف الجوية العادية، ويسمح للسكان باستخدام المزيد عندما يكون السعر أقل، فيشغلون أجهزتهم الكهربائية ليلا للاستفادة من انخفاض الأسعار.
ولكن عندما تسببت العاصفة الشتوية في توقف شبكة الكهرباء في تكساس بالكامل، ارتفع سعر الجملة للكهرباء بشكل صاروخي.
وتقدم شركة “غريدي” إحدى أشهر خطط بيع الكهرباء بالجملة في الولاية، لكنها مع اقتراب العاصفة، اتخذت خطوة غير عادية، وحثت عملاءها على التحول إلى مزود كهرباء مختلف، وجاء ذلك بعد فوات الأوان، حيث يستغرق تبديل مزود الكهرباء بضعة أيام، وفي غضون ذلك ارتفع سعر الكهرباء إلى مستويات خيالية.
وقال زوجان، في تغريدة على تويتر، إنهما مطالبان الآن بدفع فاتورة كهرباء تتجاوز قيمتها 5 آلاف دولار، رغم أنهما حاولا ادخار الطاقة قدر الإمكان أثناء العاصفة، وأضافا أنهما لم يستخدما معظم أجهزة منزلهما الكهربائية.
ونشرت مستخدمة أخرى فاتورة تلقتها من شركة الكهرباء، تطالبها بدفع مبلغ مشابه، وعلقت في تغريدتها بسخرية: “يا له من وقت رائع أن تكون أحد سكان تكساس!”.
وتلقي “غريدي” باللائمة على “مجلس الموثوقية الكهربائية في تكساس”، الذي يدير الغالبية العظمى من شبكة الولاية، و”لجنة المرافق العامة”، وتقول إن اللجنة أمرت مجلس الموثوقية بالسماح بزيادة الأسعار لتـُظهر نقص العرض، ما أدى إلى ارتفاع جنوني.
وقالت الشركة في بيان، إنها تعتزم محاربة ذلك “جنبا إلى جنب مع عملائنا ومن أجلهم، ومن أجل العدالة والمساءلة، للكشف عن سبب السماح بحدوث مثل هذه الزيادات في الأسعار في حين كان الملايين من سكان تكساس بدون كهرباء”.
ويبلغ متوسط سعر الكهرباء في تكساس خلال فصل الشتاء حوالي 12 سنتا للكيلوواط، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية. لكن منظمي المرافق في تكساس سمحوا بارتفاع هذا السعر إلى 9 دولارات للكيلوواط.
وعقد حاكم الولاية غريغ أبوت، اجتماعا طارئا، السبت، لمناقشة فواتير الطاقة الباهظة، وقال إن مسؤولية “حماية سكان تكساس من الارتفاع المفاجئ في فواتير الطاقة الناتجة عن طقس الشتاء القاسي وانقطاع التيار الكهربائي عنها، تقع على عاتقنا”.
ولا يزال من غير الواضح عدد سكان تكساس الذين يواجهون فواتير ضخمة، لكن تسعة من مشرعي الولاية عن الحزبين، ركزت خلال الاجتماع “على الحاجة إلى حساب التكلفة الإجمالية لفواتير الطاقة تلك بسرعة، وكيف يمكن للولاية أن تساعد في تخفيف هذا العبء”، وفق بيان صادر عن مكتب الحاكم.