القدس والطوفان – أستراليا اليوم
كلمة رئيس التحرير \ سميح نان
وسط تحديات ليست بقليلة امام الحكومة الأسترالية لمواجهة الفيضانات الآتية على أستراليا،
ووسط الخضم الهائل من تشرد وتهجير الناس من منازلهم، وفي ظل الركود الاقتصادي الذي سيحل بكل القارة الأسترالية،
وفي الوقت الذي تنتظر فيه أستراليا مواجهة أزمة في القطاعات الثلاثة الأساسية (الزراعة والصناعة والتجارة) تخرج علينا الحكومة العمالية بقرار أن أستراليا تتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،
وبالطبع اندلعت الفرحة في قلوب الدول التي لا تريد أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل.
ولكن ما اريد أن أسأل عنه، لماذا الآن؟
لماذا أعلنت حكومة ألبانيزي التراجع عن الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل؟
هل لأن الرئيس السابق سكوت موريسون وقع عقداً مع وكالة المواهب ليكون واحداً من قادة الفكر العالميين وضمن مجموعة المتحدثين عالمياً؟
في رأيي ان هذه حقيقة، لأنهم في كل خبر يتحدثون فيه عن التراجع عن القرار،
يقولون إنه كان قرار خاطئ من حكومة (موريسون) وأنه ما كان يجب أن يعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.
والحقيقة أن الأمر بالنسبة لهم لم يكن ليعني الاعتراف بالقدس من عدمه،
لأنهم تركوا كل المشاكل الأسترالية الرهيبة، والتحديات الجبلية التي تواجه أستراليا،
وأفرغوا أنفسهم للتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،
والهدف ليس القدس ولا إسرائيل ولا فلسطين، بل الهدف هو تحطيم القائد الأسترالي،
السيد سكوت موريسون.
إنها تحديات شخصية، وليس لها أي علاقة بالسياسة العالمية ولا بإسرائيل،
وسترون عن قريب، أن ما شرعوا في إعلانه بخصوص هذا التراجع، ما هو إلا ذوبعة في فنجان،
وسيتراجعون عنه قريباً. لأنه ببساطة..
لم تتراجع اميركا عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولو أنني اشعر ان بايدن يريد أن يفعلها،
لكن لم تتسن له الفرصة الأوبامية بعد. ولكن الكلمة الآن ما زالت في يد الكونغرس،
الذي ما زال يعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، وإذا ظل الوضع كما هو عليه بالنسبة لأميركا،
فسوف تتراجع الحكومة العمالية عن تراجعها وسيقول المخطئون «نحن آسفون».
إن كنتم حكماء فانتبهوا أولاً للطوفان الذي سيغرق الأراضي وسيطيع بالاقتصاد.
انتبهوا لحياة الأستراليين أولاً ثم جاملوا، اهتموا بالطوفان الأسترالي أولاً وبعد أن تجف الأرض ابحثوا عن طوفان خارجي كما تشاؤون.