الطلاب الأجانب – أستراليا اليوم
بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com
لا أعلم إذا ما كان معظم الأستراليون يدركون بأن جزءاً كبيراً من دخلهم القومي لبلدهم يأتي من ريع الطلاب الأجانب الذين يدرسون في أستراليا بعد دخل المعادن (الحديد وما شابه) والسياحة والرياضة ، فقد شاهدنا جميعاً كيف تأثر القطاع التعليمي أثناء فترة الوباء ( بانداميك – كوفيد 19 في الأعوام من 2019 وحتى 2021 ) لدرجة تأثر العديد من القطاعات الأخرى المساندة مثل الإسكان والصحة والترفيه وتسريح عدد كبير من المدرسين ومساعديهم ( بالرغم من عمل البعض من المنازل أو تقليص أوقات العمل ) والطلاب الأجانب في أستراليا أنواع، فالبعض منهم جاء (هو أو هي أو هوهي – المتحول) إما مبتعثاً من قبل بلده أو حكومته للدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه وزمالة مهنية) أو للدراسات الجامعية الأولية وغالبا ما يمكث الطالب عدة سنوات ومن ثم يعود مرة أخرى لبلاده إما فائزاً أو فائزاً!
أو ممن يسمون بطلاب الفيز أو الإقامات وفي حقيقة الأمر أن الطلاب الذين كنت أدَرِّسُهم سواءً في الجامعات أو الكليات الأسترالية (ومن غير ذكر المسميات طبعا!) العامة والخاصة أظهروا الكثير من عدم الجدية واللامبالاة في التعلم وحتى في الانضباط وكان معظم همهم هو العمل أولاً ثم العمل ثانياً ومن ثم الالتحاق بأي مكانٍ يمنح الشهادة المطلوبة وفي خلال الفترة الزمنية المسموح بها من دائرة الهجرة الأسترالية (أو الهوم أوفيس).
بعض الملاحظات التي أسوقها حول ذلك ولا أعتقد أن الحكومة المحلية أو الفيدرالية يهمها كثيرا فهي تعلم تماما ما يحصل أو يجري على الأرض وربما تشجعه أو تباركه أو قد تغمض عينيها عن ذلك:
الكثير من الطلاب (أولاد وبنات وأونات) لا يلتزمون بالوقت المخصص للمحاضرات، ففي أحد الجامعات في مدينة سيدني كان عدد المسجلين لدي في أحد الكورسات أو البرامج 90 طالباً والحضور الفعلي كان لــ 11 طالب منهم فقط وعند الامتحان النهائي تراهم وقد أفاقوا من سباتهم وطلبوا العون والمساعدة!
يلجأ الكثير من هؤلاء للعمل الجماعي سواءً لنقل المحاضرات من بعضهم البعض أو حل الواجبات المطلوبة للامتحانات.
الضعف العام في التحصيل العلمي العام (مثل الثانوية العامة – المرحلة 12) والثقافة والمهارات ولا تدري ما هي نوعية ذلك التعليم في البلد الأم وقد يتفاوت من بلد لآخر.
شروط أو متطلبات القبول في بعض الكليات الخاصة لدراسة الدبلومات أو الشهادات العليا على سبيل المثال تفتقر للمصداقية والشفافية والمساواة، فأحد البرامج الذي له علاقة بالهندسة والتصميم والانشاءات تجد هناك طلاب مسجلين وهم يحملون درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية أو العمارة بجانب طلاب آخرين ليس لديهم إلا شهادة الثانوية العامة – 12، وآخرون خلفهم في نفس الفصل من تخصصات لا تمت للموضوع بصلة مثل إدارة المطاعم أو الترفيه أو ميكانيك السيارات والحلاقة! وطبعا حسب الجهات الرسمية المسؤولة عن تلك البرامج فلا تشترط أية مؤهلات مسبقة لذلك وربما من مبدأ (التعلم للجميع وحرية الاختيار والديموقراطية وما شابهه)!
ولك أن تتخيل من هذا الخليط أو الهجين غير المتجانس أن يقوم الأستاذ بتأدية واجباته على أكمل وجه، ناهيك عن الاستئذان الدائم أثناء الشرح والدراسة لغرض اللّحاق بالعمل وتحصيل بعض النقود لتسديد رسوم الكليات ومصاريف السكن والأكل والشرب لهؤلاء الطلاب المهاجرين.
وأخيرا هل سيعمل هؤلاء في وظائف ذات علاقة بدراستهم بعد التخرج! الله أعلم فلدي من الطلاب ممن عملوا كسائقي شاحنات وتوصيل الوجبات السريعة والتي قد تساعد على فهم ” الهندسة الحياتية” بشكل أفضل والله المستعان.