كلمة رئيس التحرير / سام نان
كنت أحترم جداً سياسة رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون في كل الامور، ولكن كان عندي عليه أنه اتبع السياسة الأميركية في طلب إنشاء تحقيق دولي مع الصين بشأن منشأ فيروس كوفيد19.
ما كان عليه أن يقوم «هو الوحيد» ويطالب بهذا المطلب الذي لا فائدة منه، خصوصاً وأن الذين صنعوا فيروس كوفيد لن يعترفوا بجريمتهم وما زالوا يخفون رؤوسهم في الرمال ظانين أن العالم لن يعرف أنهم هم أصحاب الحرب الفيروسية، كما قالها أحدهم.
فالنتائج السلبية انهالت على أستراليا وساءت العلاقات مع الصين وتدهورت المعاملات التجارية والصداقة بين البلدين حتى صارت هناك نوعة انتقامية من جهة الصين، ولا أحد يمكنه أن يلوم عليهم، لأن الصين نفسها ليست صانعة كوفيد بل السياسة الأوبامية – البيلغيتسية هي صاحبة الفكرة والقرار والتمويل لمعمل ووهان الذي تم فيه تصنيع فيروس كوفيد-19.
والآن بدأ رئيس الوزراء الحالي أنتوني ألبانيزي في إصلاح العلاقات مع الصين، وهو أمر نشكره عليه، رغم أنه -من أجل الكرامة- يزيد من التوابل في كلامه فيصبح لاذعاً وغير مقبولاً، وكأنه يصنع الكيك الحلو، ثم يضع عليه الفلفل الحار.
إن كرامة أستراليا محفوظة يا سيد ألبانيزي، ولن يقل مقامها في شيء، خصوصاً وأنك تعشك أن يكون سكوت موريسون مخطئاً في كل ما كان يفعله، وهو بالفعل كان مخطئاً في هذه النقطة بالذات، فعليك بالإصلاح دون أن تظهر عزة النفس بقوة، حتى لا تضيع ما تبنيه مع الصين من إعادة العلاقات التجارية وانتعاش الاقتصاد في أستراليا والصين.
اعلم أن ليس كل ما يفعله الإنسان يكون بالضرورة مملوءاً بالحكمة، فالكثير منّا يخطئون في تصرفاتهم ولهم سقطات.
ولكن اعلم أن أخطاء الكبار هي كبار الأخطاء.
فكن مرناً مع الصين ولا يجب التكلم باللهجة الحادة القاسية من أجل الكرامة الذاتية.
فالحكمة تبني بيتها…