وكان قادة الحركات السودانية المسلحة الموقِعة على اتفاق جوبا قد وصلوا إلى الخرطوم، الأحد، تمهيدا لانخراطهم في مستويات السلطة.
وشهدت الخرطوم انتشارا أمنيا كثيفا لتأمين وصول هؤلاء القادة وانتقالهم إلى ساحة الحرية، وسط العاصمة، حيث تقام احتفالات شعبية لاستقبالهم. وأعلنت السلطات السودانية اليوم إجازة رسمية للسلام في أنحاء البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي في الخرطوم، قال الأمين العام لحركة تحرير السودان مني أركو مناوي، إن الجبهة الثورية تعمل من أجل تطبيق اتفاق جوبا على أرض الواقع.
ومن جهة أخرى، أشار رئيس الجبهة الثورية في السودان الهادي إدريس، إلى أن الجبهة ستتحمل أعباء المسؤولية مع الحكومة الانتقالية لتحسين الوضع المعيشي في البلاد.
وأضاف إدريس أن عودتهم إلى السودان “تعني أننا أصبحنا جزءا من الحكومة الانتقالية”.
وتعد عودة هؤلاء القادة إشارة إلى أولى الخطوات الرئيسية نحو تنفيذ اتفاق السلام مع الحكومة المركزية بهدف إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عقود في البلاد.
ورحب البرهان بقادة الجبهة الثورية السودانية بوصفهم “شركاء وصناع سلام” لدى وصولهم من جنوب السودان.
وقد قعت الجبهة، وهي تحالف يضم عدة جماعات مسلحة متمركزة في منطقة دارفور الغربية وجنوب كردفان والنيل الأزرق، اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية في 3 أكتوبر، بعد شهور من المفاوضات الشاقة في جوبا عاصمة جنوب السودان.
ووفقا لاتفاق السلام، من المقرر أن يشغل زعماء الجبهة الثورية مقاعد في المجلس السيادي الذي يدير البلاد حاليا ومجلس الوزراء.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج الفصائل المسلحة للجبهة في القوات المسلحة السودانية. كما يمنح الاتفاق حكما ذاتيا لمحافظات النيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب كردفان الجنوبية.
وتكافح الحكومة الانتقالية من أجل إنعاش اقتصاد السودان المنهك، الذي عانى تحت وطأة عقود من العقوبات الأميركية وسوء الإدارة في عهد الرئيس السابق عمر البشير.