هاني الترك – OAM – استراليا اليوم :
في جلسة صفاء ونقاء.. وبحديث دافئ قالت لي صديقتي العزيزة على قلبي سهير: إني أحبك حباً روحانياً، أفلا تدركه؟
قلت لها: أنا أدركه يا حبيبة روحي.
فأجابت: كما أعلم أنك متبحر بعلم الروح المعاصر.. فهل لك أن تتحفنا بنبذة عن الحب الروحاني؟ وتعطينا مما أعطاك الله؟
قلت: يا صديقتي بالفعل أنا أحد المؤمنين بحقيقة الحياة بعد الموت.. وقرأت كثيراً عنها.. وتم الاستدلال عليها بالتجربة.. من خلال اتصال العلماء والوسطاء بعالم الروح.. وتحدثوا مع الذين سبقونا إليه.. فهو العالم الروحي.. هو العالم الأثيري الخالد.. الخالي من المادة.. والمادة ليست جزءاً منه كما هو الحال على الكرة الأرضية..
يا صديقتي، هناك ثلاثة ألوان من الحب على الكرة الأرضية:
أولها الحب الرومانسي الشائع وهو عاطفة تجذب شخصاً نحو شخص من الجنس الآخر.. ومصدره الميل إلى الجنس.
أما الحب الثاني فهو الحب الأفلاطوني Platonic love.. وهو الحب العذري المثالي غير عملي.. وبدون هدف واقعي.. وغنّى فريد الأطرش في أغنية بنادي عليك وقال.. إن الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام.. وهو قليل في عالمنا المادي على الكرة الأرضية.
أما الحب الثالث فهو الحب الروحاني وهو قمة أنواع الحب.. هو حب بذل الذات وكل ما يملك الشخص من طاقة يعطي لحياته مغزى.. فهو اندماج شخصين مع بعضهما مع عدم الذوبان ويبقى كل طرف له كيانه مع الإشباع النفسي والروحي.. فيه نشوة روحية نفسية.
وهذا الحب نادراً ما نراه في عالمنا الأرضي.
أما في عالم الروح فإن الحياة تختلف لأنه انتقال من مستوى منخفض إلى مستوى مرتفع من النمو والمعرفة والخلق.. المادة الفيزيائية ليست جزءا من عالم الروح.. وهناك ورشات من العمل الدؤوب نحو الثروة العقلية والتفكير الطاهر النقي في عالم الروح.. فكله شباب وجمال.
نحن نتجسد على الأرض المادية من أجل التعلم.. وحياتنا على الأرض معاناة مثل الفقر المدقع والألم الشديد من المرض.. للتقمص فائدة معنوية تجعل منها نعمة ورحمة.
وطبقاً لأعمال الإنسان على الأرض مثل فعل الخير والإنسانية والمحبة فإنه يُصنف بعالم الروح.. فإن عُباد المال في الأرض مثلاً يتحولون إلى أرقاء مستضعفين وبؤساء في عالم الروح.. الروح في عالم الروح لها القدرة على التنقل بالفكر والاتصال بالفكر Telepathy .. وكلما انحطت الروح كانت شؤونها مادية.
إلا أن الإنسان أصلاً هو جزء من عالم الروح ويعود إليه بعدما يتقمص في عالم الأرض.. وقبل أن تتجسد الروح على الأرض فهي ترسم خطة حسب ميولها الشخصية لحياتها على الأرض.. وأحيانا تكون صعبة التحقيق.. ولكن الرغبة في التعلم هي الهدف.. فلذلك يساعد المرشد الروحي الروح في عالم الروح في رسم خطة.. وكل شخص له في عالم الروح مرشد أعلى منه مرتبة.. سعياً نحو الثروة العقلية.
أي عالم الروح كله شباب وجمال وتعلم وفكر.. والإحساس لا يتم بواسطة الحواس المادية بل عن طريق الحواس الروحية التي تجمع كل الحواس مثل النظر والسمع والشم واللمس والتذوق لتصبح قدرة روحية واحدة.. في عالم الروح يظهر الوجه جميع العواطف الداخلية والوجوه تختلف هناك حسب نوع مشاعر الخير والجمال والمحبة الذي يميز أصحابها.. في عالم الروح توجد مجموعات من الأرواح مع بعضها بمستوى الفكر والثقافة والعلم.. وهي تنبع من الحب.. فإن أعظم القوانين التي تربط الأرواح هي المحبة السامية النابضة بالحنان والعطف.. وأن الله محبة لأننا جزء من محبته.. فهو أعظم شيء في الوجود.
لا يوجد جنس بالمعنى المادي الفيزيائي في عالم الروح.. فإنهم لا يزوجون ولا يتزوجون في عالم الروح ولكن كملائكة الله.. يمكن الاتحاد الفكري إذا كان هناك توافق بين روحين فهو اتحاد واندماج فكري روحي يفوق نشوة الجنس الجسدي على الأرض.
ولا هناك قيود على حرية الحب.. وهي خالدة على المستوى العقلي الروحي.. والعشاق على المستوى الأرضي قد يصبحون عشاقاً حقيقيين هناك في عالم الروح ولكن بشرط أساسي هو الحب المتبادل.. والحب وحده.
فإن الفكر يسمو في تأثير العقل ويذيب المادة.
قلت لصديقتي هذه هي الجوانب الأساسية للحياة في العالم الآخر.. فهناك قوانين علم التطور الخلقي والروحي للحياة الروحانية.. إنها حقائق علم الروح التي تضمن مصير الإنسان وقدّره بعد الحياة الأرضية .. ويعزز من ثقة الإنسان في قيم الفضيلة والإيمان بالله.
فقلت لصديقتي سهير إن الحب الروحاني نادر على الأرض لأنه قانون ينظم عالم الروح.. فهل لا زال حبك روحانياً بعد هذا التوضيح؟
قالت: لست أدري.. وكل ما أدريه أنك إنسان غير عادي ولست من البشر.
فقلت: أما إنكِ لا تدرين فهذا هو منتهى الحب.. وأنا أشعر بكِ يا ملاكي من عالم الروح على الأرض.. فإن الحب الروحاني الحقيقي نادر على الأرض.. وهو هبة من الله.. وهو الرائد الذي ينظم الحياة في عالم الروح.