أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
Edshublaq5@gmail.com
مع نهاية أحداث وفعاليات مهرجان قطر الكروي 2022 والذي فعلا أمتع الجميع ممن يتابعون الكره و(الازياء والموضة) وخصوصا التقدم الواضح في إمكانات الفرق العربية الأربعة التي شاركت في المونديال والتي أعادت اللحمة والتقارب العربي (والتي عجزت عنه طويلا جامعه الدول العربية) بعد الفتور الذي شاب العلاقات الأخوية بين الاشقاء العرب.
من الملاحظات الغريبة والطريفة ربما (والتي لم تكن موجودة في السابق) والتي شوهدت في جميع المباريات قاطبه ولفتت نظر الكثير من المشاهدين، ذكورا واناثا، هي أزياء اللاعبين بدأ من لون الحذاء وصعودا الى قصه (تسريحه) الشعر ولونه! وأن كان البعض من المشاهدين يميز اللاعبين من ارقام قمصانهم ( الفنيله) الا أن الامر اليوم قد أختلف وأصبحت الكديسه أو الجزمة ( الحذاء الكروي) بلونها الأصفر الفاقع أو الأحمر الساقع هو من يميز اللاعب اضافه الى قصه الشعر والتي تتناسب مع طبيعة المباراة والخصم المقابل ويرحم الله أيام زمان فأول مونديال كروي للحارات والازقه ( في مدينه جده ) في الستينات من القرن الماضي شاركت فيه وعندها كنت ألبس فرده يمين برباط ( انجل ) على الحل والفردة الثانية الشمال حافيه القدم أما الشعور والملابس فلم يكن هناك أي كود لا من الفيفا ولا من الليفة أنذاك !
طبعا موضع الأزياء وخصوصا قصات الشعر (Hair) بالطريقة التي نشاهدها اليوم هي امتداد لظواهر أخرى تمس الاخلاق والسلوكيات والمبادئ والقيم والتصرف والحريات والى أخره والتي عصفت بالمجتمعات الدولية والعربية والتي بدأها نفر من مشاهير القوم من فنانون وممثلون واعلاميون وانتقلت مؤخرا للرياضين وكانت قدوه ( لا أعرف ما نوعها ) لباقي القطيع. اليوم نشاهد التحول في تغير ألوان الشعر من الأسود والاشقر الى الأحمر والاخضر والازرق وهي الموضة الحديثة في تغير خلق الله (تشكيل بالكسرة) بعد موضات الوشم (تاتو) ولبس الحلقان والقراريط في معظم أنحاء الجسم والذي كرمه صانعه! ولسان الحال هو.. ولما لا! فلنجرب التغير ونحن أحرار فيما نفعل ولا دخل لاحد في تصرفاتنا أو معتقداتنا وربما كانت حريه شخصيه وحقيقه الامر انها ليست كذلك فهناك أناس (من نوع ما) يحركون أناس (من نوع ما أخر) وبمغريات ماليه ضخمه وبمناصب دنيوية فخمه وتحت ظروف تخرج المرء عن المألوف (والذي قد لا يكون معقولا أو صحيحا لدى البعض) والتعريفات السابقة في زماننا هذه أصبحت اليوم مرنه ومطاطه لأبعد الحدود وقابله للجدل ( وكان الانسان اكثر شيئا جدلا !) فأصبح الجميل قبيحا والقبيح جميلا وقس على ذلك.
النظرية الجدلية هذه (لما.. لا!) ستستمر معنا لسنوات طويله لا نعلم مداها، ولكن من المؤكد علمنا لمغزاها وهو التشكيك في كل شي سخر للإنسان على هذه الأرض والتي استخلفنا فيها لتعميرها – لا لتدميرها فالشر بدأ يطغى على النفس البشرية ( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها ) والتي بدأت في تسلطها على عقول الاخرين من البشر والسيطرة عليهم ، وما زراعه الرقائق الحاسوبية في جسم الانسان أو حقن الامصال واللقاحات ألا جزء من منظومه الشر هذه اضافه الى العدو الحميم أو الصديق اللدود ( الهاتف المتحرك / الجوال ) والذي دخل كل البيوت ومن أوسع أبوابها وانتهك المحارم وهدم الاسر وفرق بين الأزواج ونشر الفاحشة والرذيلة وشكك الناس في معتقداتها وقيمها واصبح المراقب الأول والأخير والمتحكم في حياتنا الشخصية فلصبح لكل منا ملفاته الخاصة والسرية من صفقات تجاريه ودينيه وربما نسائية لا يعلمها لا الابن ولا الزوج ولا الأخ ولا أي أحد من العائلة او المقربون والتجارب على فئران البشر هذه ستستمر لعقود لتطويع البشر لإخراجهم من عقولهم وثيابهم على السواء . والله المستعان.