كلمة رئيس التحرير / سام نان
مررت خلال الشهر الماضي ونصف هذا الشهر الجاري بظروف عصيبة جداً قد لا يتحملها أحد.
وكانت الضربات تتوالى واحدة بعد الأخرى، من حادث أليم حطم سيارتي بالكامل، ومرض جسدي ألزمني الفراش لفترة طويلة وكانت حركتي في منتهى الصعوبة،
وضيق اقتصادي لا يطيقه أحد.
فكنت أتناقش مع احد أولادي المقربين لنفسي، فقال لي عبارة غيّرت كل الموازين أمام عيني.
حيث قال: (قد يُغلق باب، لكي تُفتح بوابة كبيرة).
وكانت هذه العبارة أمام عيني خلال الأيام الماضية، ورغم أنني لم أرَ البوابة المفتوحة حتى الآن، لكنني أحب دائماً أن أعيش على الأمل والرجاء، بل على يقين الإيمان.
فالإيمان هو الثقة بما يُرجى، والإيقان بأمور لا تُرى.. فانا أرى الغد المشرق بعين الإيمان، ولديَّ رجاء في الذي يفتح ولا احد يغلق.. مالك الكون الذي بيده كل الأمور.
وبدأت أن أبحث عن الخطط البديلة وشرعت في تنفيذها حتى لا أقع فريسة لليأس والإحباط والكبت النفسي.
فأردتُ أن أشجعك يا صديقي بأن الباب المغلق أمامك هو بداية لفتح بوابة كبيرة ستُفتح أمامك لتجلب لك الخير الوفير والبركات الكثيرة التي لم تكن تتوقعها.
ففي شدى الضيق سوف تُفتح لك كوى السماء وتفيض عليك بالمنّ، وتمتلئ خزائنك بالخيرات.
ولكن السؤال الذي قد يرد إلى ذهنك وأنت تقرأ هذه السطور: «هل سأمكث مكاني منتظراً البوابة لكي تُفتح؟».
كلا وألف كلا، فقم من رقادك وانفض همك عنك، واطرح اليأس جانباً وتغلب على المرض، وانظر إلى المستقبل بعين الإيمان واسلك وكأن كل ما حدث من متاعب لم يكن من الأصل،
واجتهد وابحث عن البدائل وتصرف من خلالها، ولا تتكاسل، واترك الإحباط، فالضربة التي لا تكسر ظهرك، ستقويك، والريح العاتية قد تصدمك، لكنها لا تظل كما هي، بل تذهب عنك بعد صدمك مباشرة.
فقم، وانهض ولا تستسلم وعُد إلى ادراجك بسرعة، وانفض غبار الماضي، وانسى كل ألم وحزن وتنهد، وستُفتح البوابة الكبيرة ويأتيك الفرج من حيث لا تدري.
لا تيأس، فبعد الغيمة مطر، وبعد المطر شروق الشمس، فلا تغلق على نفسك وتترك ذاتك فريسة للإحباط.
قم وافعل مثلي، تشجع، وشجع غيرك، اتصل بمن تراه محبط ومعذب، وانقل له رسالة الأمل لكي تبعث في نفسه الحياة، لكي يقوم هو أيضاً ويبدأ بالإيجابيات والحلول البديلة إلى أن تُفتح له البوابة الكبيرة.
قد تسير في اتجاه إيجابي، وعندما تُفتح البوابة، قد يتغير الاتجاه، ولكن كل الاشياء تعمل معاً للخير.. المهم انك في المسار السليم.
أوجد لنفسك العمل، مناسب كان أم غير مناسب، المهم ان تعمل، المهم أن تنتج في أي مجال، المهم أن تحاول.
فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.