التعليم العالي – أستراليا اليوم :
من المعترف به في كل العالم أن التعليم يلعب دوراً حاسماً في إنتاج رأس المال البشري، الذي يمكن القول إنه أهم أصول أي بلد.
على وجه الخصوص، يعد الاستثمار في درجات البكالوريوس الجامعية أهم أشكال تكوين رأس المال البشري من خلال التعليم العالي.
يعتبر العائد الاقتصادي للاستثمار في التعليم عاملاً هاماً في تحديد الأنشطة التعليمية للأفراد وتحصيلهم التعليمي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المعلومات المتعلقة بالعودة إلى التعليم العالي مفيدة لإعدادات سياسة التعليم والأفراد في اتخاذ القرارات بشأن خيارات التعليم.
في عام 2010، أصدرت ABS بحثاً بعنوان “قياس العوائد الاقتصادية للتعليم العالي في أستراليا”.
قدم ذلك البحث تقديرات للعوائد الاقتصادية للتعليم بعد المدرسة، مع التركيز على معدلات العائد على الاستثمار في شهادات البكالوريوس الجامعية.
جذب البحث انتباه واضعي السياسات، ولا سيما أولئك الذين يعملون في مجال التعليم العام.
استندت تقديرات البحث إلى بيانات التعداد الأسترالي 1981-2006. مع توفر بيانات تعداد 2011.
حيث يقوم البحث بتحديث تلك التقديرات لتلبية احتياجات صانعي السياسات في التعليم العام ومجتمع المستخدمين العام.
خلال الفترة 2006-2011، كانت السمة المميزة للاقتصاد الأسترالي هي أن أستراليا شهدت أكبر ازدهار في مجال التعدين في التاريخ.
حيث نمت حصة صناعة التعدين في الاقتصاد من 5٪ إلى حوالي 10٪.
هذا التغيير الهيكلي له تأثير كبير على الطلب على عمال المناجم وعمال البناء المرتبطين بها.
شهد التوسع الذي يقوده ازدهار التعدين معدلات بطالة في أدنى مستوياتها التاريخية ومعدلات مشاركة القوى العاملة في مستويات تاريخية مرتفعة.
أدى الطلب المتزايد على العمال الأقل تعليماً إلى تضييق فجوات الأجور بين العمال الأكثر تعليماً والأقل تعليماً وخفض معدلات العائد على التعليم.
هذا هو السبب في أن معدل العائد للذكور أقل بشكل ملحوظ منذ عام 2006 بعد أن بلغ ذروته عند 25.3 في المائة في عام 2001.
مع انتهاء طفرة التعدين، يكون العكس ممكناً لسنوات قادمة.
في الواقع، نظراً لأن التقدم التقني هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي طويل الأجل، فإن الطلب على المزيد من العمال المتعلمين سيظل مرتفعاً.
وفي الوقت نفسه، مع تزايد اعتماد الاقتصاد على المعرفة، أصبحت فرص العمل والاختيارات المتاحة للأشخاص الأقل تعليماً محدودة، وبالتالي أصبحت أرباحهم من العمل متوسطة.