أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
Edshublaq5@gmail.com
كثيرا وما أفكر (وربما كثير غيري من بني البشر) وحسب محدودية عقولنا … ما هو السبب الحقيقي في خلقنا؟ وبالتأكيد سيأتي الجواب وبأغلبيه الجميع – قول الله نعالي.. (وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون …) والسؤال هنا؟ هل رب العزة والجلال، الجبار المتكبر باني كل هذا الكون ورافع السنوات بلا عمد وخالق جميع الأشياء محتاج لعباده عماد وإبراهيم ومحمد وجورج وبنجامين، عماد الذي كان طفلا ثم ولدا حتى سن الحلم لا يعرف عن أمور دينه ودنياه الا القليل.. وإبراهيم الذي مرض في عقله في سن الخمسين وأصيب بجلطة حاده أصبح لا يعي الكلام.. ومحمد الذي دخل في عامه السبعين هذا العام وتعرض لموجه حاده من النسيان أو ما يسمى اليوم ب (الزهايمر) … فهل عبدنا الله حق عبادته، أم هي منقوصة وبلا خشوع وسكينه وهل سنحاسب عليها بعد تسجيلها من قبل الكرام الكاتبين! وهل كان العابدون والمتقون حقا هم من صاحب الأنبياء والرسل وماذا عن الأمم التي من بعدهم (المتساهلون وربما الآثمون والعاصون والفجار والمنافقين وغيرهم) والاصعب من ذلك أو الأكثر حيره ومتاهة لدى المرء، ما جاء في بعض الأحاديث ولا أدرى إن كانت صحيحه أم ضعيفة أو موضوعه.. وبما معناه (لا يدخل الجنة أحدكم بعمله وانما برحمه الله … وحتى سيد البشر النبي محمد لم يسلم من ذلك!! وكما قيل أو جاء في الحديث)!
مره أخرى وقول الحق.. (وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون..) وهل ذلك سيدخلهم الجنة؟ والجواب: لا وإنما ليرضى عنهم (بما عملوا) أولا ثم ليدخلهم الجنة برحمته إن شاء ثانيا! ويبدوا هذا منطقيا والله أعلم فالرب الذي خلق الانسان ونفخ فيه من روحه وتحدى قوى الشر من الشيطان وقبيله وجعله عرضه للامتحان (مع العلم بأن الله كان قادرا ومنذ البداية أن يحرق إبليس وأعوانه وكلمه واحده كانت تكفي لفنائهم جميعا) ولكن هي قصه وفلسفه الخلق والصراع بين الخير والشر بترتيب من خالق هذا الكون ولك أن تتخيل لو لم يكن هناك (إبليس – Lucifer) في هذا المشهد! فمن كان سيلعب هذا الدور؟ وحاشى لله.
أما رحمه الله وكرمه على عباده (المتقين ومن جميع الملل والنحل والأديان) فهي من الأمور التي خصصها الرب لبني البشر من مخلوقاته وقد علمهم وأدبهم وخاطبهم بأحسن ما يكون، فهو المعلم والرب والحنون اذ يعلم ضعفهم وقله حيلتهم وقد جاء هذا في قوله (ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطائنا: ومن هنا ظهرت خصلتين في شخصيه هذا المخلوق: عمل الأخطاء (عبادات / معاملات/ تصرفات.. وغيره) والثانية النسيان وذلك بفعل تقدم العمر أو أمراض الشيخوخة وما شابه وأما التأدب الثاني بين العبد وربه قوله تعالى.. (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.. الى أخر الآية). والجميل في كلام التأدب مع السيد الخالق هي إدخال كلمه (لا مؤاخذه) والتي هي في منتهى التلطف والادب مع المتحدث الأعلى شأنا.
رحله العمر هذه (محدودة الاعمال والاعمار!) قد انتهت فعليا للكثير منا وليست لسبب قرب الاجل المحتمل من امراض سرطانيه، أو عمليات قلب، أو أحكام إعدام متوقعه ،أو ما شابه بل إنما هي لانتهاء صلاحيه المتعبد فعليا من ناحيه تأدية الاعمال على وجهها الصحيح و المقبولة عند الله ليرضى عتها – وكما فهم في الاحاديث.
بالطبع هناك (استثناءات) ربانيه كثيره تدخل المرء الجنة وحتى بدون حساب أو عقاب وقد جاءت في العديد من الآيات في الكتب السماوية والدالة على رحمه الله وكرمه مع عباده (حتى المذنبين منهم)!
أن ترضي الله وانت في (سجن) الدنيا لهو تحدي عظيم فكلنا محاط يوميا بمجموعه من منغصات الحياه المتراكمة ومنها (الهم والحزن – العجز والكسل – الجبن البخل – وغلبه الدين وقهر الرجال) والتي لا يخلو بيت منها ! فنعوذ بالله منها. والله المستعان.
في الحلقة القادمة سوف نستكمل بمشيئة الله إذا ما كان في العمر بقية.