كان للإعلان عن لقاح فايزر الأميركي وقع المفاجئة السارة على المجتمع العلمي، الذي لم يتوقع أن تصل فعالية المصل المضاد لفيروس كورونا إلى مستويات عالية.
وقبل يومين، قالت “فايزر”، عملاقة صناعة الأدوية الأميركية، قالت إن لقحاها التجريبي لمرض “كوفيد 19” المنتج بالشراكة مع “بيونتيك” الألمانية، فعّال بنسبة تزيد على 90 بالمئة.
وقال خبراء في الصحة العامة والأمراض المعدية إن نسبة الفعالية كبيرة للغاية وتتجاوز توقعاتهم، التي كانت تقول إن اللقاح فعّال بنسبة 50-60 في المئة فقط.
ويتفق هؤلاء على أن النتائج الأولية واعدة ومثيرة، وقد تشكل ضوءا في نهاية المآسي التي أحدثها الوباء، لكن العلماء يقولون إن الصورة الكاملة ليست واضحة حتى الآن.
وذكر العلماء في مقابلات منفصلة مع موقع “هافينغتون بوست” الأميركي أنهم يريدون بيانات أكثر، وخصوصا تتبع حالات المتطوعين في التجارب السريرية لعدة أشهر لتحديد كيفية صمود اللقاح بمرور الوقت.
ولمعرفة ما إذا كانت هناك أي آثار سلبية على المتطوعين في الفترة الممتدة من ستة أشهر إلى سنة من تلقي اللقاح.
وقال دانييال فاغبوي الذي عمل مستشارا طبيا في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما: “إنه انتصار للعلم لكن المعركة لم تحسم بعد”.
وبدوره، ذكر الخبير في مركز جامعة جونز هوبكنز أميش أدلغا: “هذه نتائج واعدة للغاية، فهي أكبر من توقعاتنا. اعتقدنا أنها ستكون فعالة بنسبة 50-60 في المئة في منع العدوى، لذلك كان المجمع العلمي متفاجئا”.
ويرى فاغبوي أن نسبة 90 في المئة جيدة للغاية، ذلك أنها تتماشى مع فعالية أفضل لقاحات الطفولة المستخدمة حاليا مثل لقاحي الحصبة والجدري، وهذا شيء مهم.
ويعتمد اللقاح الجديد على إمداد الجسم بمادة وراثية تعرف باسم “آر إن إيه المرسال”.
ويقول أدلغا إنه لم يتم الموافقة في الماضي على منح أي حالة اللقاح مرتبط بتقنية الرنا المرسال.
واعتبر الطبيب والمسؤول عن تنسيق استجابة الولايات المتحدة لفيروس إيبولا، ماثيو هاينز، تطوير اللقاح “أمرا عظيما ودليلا على البراعة الأميركية”.
لكنه قال: “إننا لا نعرف ما هي الأسئلة التي يجب طرحها، فقط لمجرد أن هذه التكنولوجيا جديدة للغاية”.
وأضاف أن أكثر شيء غير معروف لغاية الآن هو إلى متى ستستمر الوقاية التي يمنحها اللقاح.