شارك مع أصدقائك

بقلم : أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس المنظمة الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
Edshublaq5@gmail.com

طالعتنا مؤخرا بعض وسائل الاعلام و (الميديا) غير الرسمية في أحدى دول مجلس التعاون الخليجي بمشكله أو فضيحه الشهادات الجامعية ( المضروبة ) أو المزورة ولقد ترددت في التعليق كثيرا لكون الموضوع شائك وشيق في نفس الوقت !
وحقيقه الامر ان موضوع الشهادات والدراسات العليا هو قديم قدم التاريخ ولكن ما يتم اكتشافه يكون عرضه للانتشار والمسألة وقد يكون المخفي أعظم.

ربما لا نهتم كثيرا اذا ما حصل رجل الاعمال الفلاني (أحمد ) والنائب في البرلمان أو مجلس الشورى أو الامه (عليان) على شهاده الدكتوراه فاللقب يعني له الكثير اقلها الوجاهة ومزيدا من الاحترامات بين أهله أو ربعه وخصوصا في فتره الترشيح والانتخابات ولكن أن يقوم الأطباء وأساتذة المدارس بهذا العمل المشين فهنا لنا وقفات لتوضيح الأمور ولن أقوم بتجريح البعض أو التشهير مع العلم بان البعض يعتبرها ربما جريمة أو جنحه أو ما شابه ذلك وقد يعاقب عليها القانون وحسب الدولة التي يعمل بها .

هناك شهادات مزوره بالكامل بمعنى أن يكون ( حسن ) قد اخفق في دراسته في أوكرانيا أو رومانيا ولابد أن يعود لأبيه ( بعدما صرف نصف ما يملك لتعليم أبنائه ) بورقه تعلق على الجدار ليتلقى الاهل التهاني برجوع ولدهم الباشمهندس أو الباشدكتور منصورا مرفوع الرأس ولكون الشهادة باللغة الأجنبية وتزيل بالكثير من الاختام والألوان فلن يشعر بها أحد .

أما الشهادات الأخرى فهي من جامعات مضروبة! بمعنى ان هذه الجامعات لا وجود لها (فقط عنوان بريدي أو الكتروني وشيطان من الانس يدير المشهد بأكمله في مكان ما ! ) فتجد مثلا جامعه تسمى لندن في أمريكا وجامعه تسمى أمريكا في لندن وعند السؤال عن الاثنتين يكون الجواب عليك العوض !

أما النوع الأخير من الشهادات فهي من أخطر الأنواع وأشدها ضررا (للأسف ) وهي تمنح لأنصاف المتعلمين أو المتدكترين وهذه تقوم بها بعض الجامعات العالمية والمعروفة ولكن محاباة وربما عدم اكتراث بجديه التعليم فتقوم بتسهيل أمور الدارسين من غير أبناء جلدتهم لعلمهم بأن هؤلاء لن يقوموا بالعمل في نفس بلد الجامعة لعدم وصولهم لمستوى الجدارة والمنافسة في انظمه تلك الدول أما في دولكم الأصلية فلكم أن تعيثوا الفساد كما تشاؤون .

وللأسف يعتقد الكثير من هؤلاء بأن الحصول على حرف الدال (رمزا للقب الدكتور ) هو نهاية المطاف العلمي أو الاكاديمي ومؤكدا لوكان الدكتور حسن أو الدكتور عليان مقربا من الطبقة العليا في بلده لوجدته قد تقلد منصب مدير الجامعة أو رئيس بلديه أو مستشفى في العاصمة في السنه التي تليها.

وطالما مازلنا في مصائب الشهادات فيبدوا أن أم المصائب هي ما يقوم به بعض أساتذة الجامعات المرموقين (هذه المرة ) بتزوير أبحاثهم للترقي وكسب الشهرة والنصب على الاخرين من رعاه وممولين وربما نتذكر كلنا فضيحه البروفيسور الكوري في هذا الموضوع .

وأخيرا فأن الجزء المحزن في هذا السرد والسياق هو أن الدكتور الذي أفنى عمره وشبابه في تلقي العلم وترقيه من أستاذ مساعد ومن ثم مشارك حتى الوصول الى بروفيسور لهو أقلهم حظا من أحمد وحسن وعليان فعند تقاعده من الجامعة مبكرا لن يجد أحد يعمل عنده فتعمقه في العلم قد جعل مجاله وتخصصه محدودا وغير مرغوب لأصحاب الاعمال والشركات وفي النهاية قد يحن (يشفق ) عليه زميله الدكتور عليان ويوظفه عنده ليكتب له ابحاثه المستقبلية ويكمل مسيرته العلمية
( وبكل اقتدار). ولله في خلقه شؤون!