استرليا اليوم :
بقلم رئيس التحرير / سام نان
الأمل هو الثقة بما يترجاه الإنسان في حياته، وهو ما يبعث الطموح في النفس الإنسانية ويهبها القوّة والعزيمة والطاقة الدافعة للأمام لتحقيق الهدف الذي يصبو إليه.
فمن خلال الأمل يبحث الإنسان عن المسارات التي من خلالها يمكنه تحقيق أهدافه في هذه الحياة.
كيف يتولد الأمل في نفس الإنسان؟
أو كيف يحلّ الأمل محل اليأس والإحباط؟
أولاً، الأمل يتولد بالإيمان، والإيمان هو الثقة بما يُرجىَ والإيقان بأمور لا تُرى. فإن امتلأت نفسك بالإيمان، وصارت لك الثقة في غدٍ مشرقٍ، تولّد عندك الأمل.
وعندما أقول الإيمان فأنا أقصد به الإيمان بالمعنى العام، الإيمان بغدٍ جميل، الإيمان في قدرتك على فعل الشيء، الإيمان في نقاء سريرتك أنك تبحث عن الهدف الذي يساعد الآخرين ويعين نفسك، ويفيدك أنت ومجتمعك الصغير والكبير على حدٍ سواء.
ثانياً، الأمل يتولد بالحب… أيُ حبٍ أقصده؟
الحب بكل المعاني.. فالحب يدفع للأمام، وبالحب تتخطى المستحيل، وبه تمتلء نفسك بالراحة وحب الحياة، فيبثُّ فيك الأمل للوصول إلى الهدف.
ثالثاً، الغرض.. فما هو غرضك من الوصول للهدف؟ هل لتحقيق مجد ذاتي؟ هل لتفيد المجتمع وتفيد نفسك ومن حولك؟ هل لتعلم الأجيال اللاحقة وتزيد معلوماتهم، هل لتحقق السعادة للآخرين، خصوصاً لمن تحب؟.
فبحسب الغرض يتولد الأمل، إن كان غرضك سامياً.. سيتولد الأمل في نفسك وتطمح لتحقيق الهدف، أما إن كان الغرض دنيئاً وشعرت باندفاع لتحقيق ما تصبو إليه من إيقاع الأذى بالآخرين، فاعلم أن الدافع الذي يكمن في داخلك ليس أملاً وإنما هو دافع شرير يملأ عقلك بالظلام، فلا ترى إلا كل شرٍ، وتمتلئ نفسك بالحقد والحسد والشر، ويخيم على قلبك السواد والضغينة مما ينتج عنه أذى النفس قبل أذى الآخرين.
فبعدما توقع الأذى بالآخرين، قد تفرح فرحاً مؤقتاً، ولكن اعلم أنك إن لم تبحث عن أذى لآخر فسوف توقع الأذى بنفسك دون أن تدري، فالنيران إن لم تجد ما تأكله، فسوف تأكل نفسها.
أما أصحاب الأغراض السامية والراقية التي تسعد الناس فهم ينتقلون من مرتبة إلى أخرى، ويصعدون إلي سلم المجد دون أن يدرون، ويحصلون على المحبة والتقدير.
كل هذا يتحقق بالأمل.. فازرع في نفسك الأمل كل يوم…
عندما تستيقظ في الصباح، إلق بالتحية على نفسك أولاً “صباح الخير” حب يومك، حب غيرك، توقع الخير، تذكر دائماً من تحب، وقلّ لنفسك: “من أجل مَنْ أحب سوف أحقق كذا وكذا”، فسعادة من تحب تبعث في نفسك الأمل.
عندما يكون أمامك عمل ما.. فكر أن إنجازك لهذا العمل سيحقق ربحاً وتقدماً ويجلب الخير لكثيرين، عندئذ ستجد في داخلك أملاً في إنجاز العمل.
إن الإنجازات تعطي لنفسك ثقة في أنك نافع ولك قيمة في الحياة، ألم يكن هذا سبباً يبعث في داخلك الأمل؟
كونك مُنتجاً ونافعاً ووجودك لا غنى عنه، كل هذا لا يزرع في داخلك الأمل؟
افرح.. تهلل، فبالأمل تتغلب على أمراضك النفسية والجسدية، بالأمل تتقوى على كل ضعف، بالأمل تقهر الظلمة بنور الغد المشرق، بالأمل ينقشع الظلام وتنفتح عيناك لترى كل جميل.
لا تنسى.. بالأمل هناك أخبار سارة…