بقلم / ميشيل صابر
أستقبلت مكالمة تليفونية من أحد الأصدقاء الذي أخبرني بحادث مريع و شبوب حريق هائل بكنيسة القديس أبي سيفين بأمبابة , والذي أطاح بالكثيرين حتي الوفاة , وأصابة الأكثر ومن بينهم أطفال صغار . ولا أنكر أنني تضايقت كثيراً للخبر. ولكن أنشغلت بأمور أخر … و بعد فترة قصيرة أنهالت علي أخبار الحادث وعلمت أن أحد بناتي – التي تترنم في الكورال الذي أقوده- لها في الحادث ستة أفراد من عائلتها نالوا حتفهم في هذا الحريق . فذهبت أتسائل عن التفاصيل وعرفت الكثيرعن هذا الحادث الذي أزعج مصر كلها وبعض البلاد المجاورة . وسمعت عن تأثر فخامة الرئيس السيسي , وبكاء قداسة البابا تواضروس هذا بخلاف الصراخ و البكاء والعويل الذي ساد مناطق كثيرة تتواجد فيها أسر الضحايا .
فذهبت بعد هذا الكابوس , أجوال بخاطري حينما سمعت أن أحد الأمهات لها ثلاثة أطفال توأم راحوا في الحريق ناهيك أن زوجها وفاته المنية قبل هذا الحادث بستة أشهر .
و سمعت أيضاً عن أمهات صممت علي حضور القداس في هذا اليوم ليصمموا علي قطع تذكرة السفر للأبدية .
و سمعت عن أب كاهن بطل مغوار ضحي بحياته و لم يرضي أن يخرج من الكنيسة ناجياً بنفسه حتي يحاول إخراج أكبر عدد من الأطفال والخادمات خارج الحريق وإنقاذ حياتهم و لو بثمن هو حياته .
ذهب بي خاطري أن الناس تري هذا الحدث فاجعة كبري . ولكن قد فتح الله عيني علي أمر آخر ألا هو خروج هؤلاء إلي الفردوس , وكانت البوابة هي هذه الكنيسة . الأطفال الصغار الذين ذهبوا للكنيسة لحضور مدارس الأحد و الأستمتاع بيوم مع الخادمات والخدام . راحوا ليكملوا بسعادة أعظم أيامهم إلي الأبد في محضر رب المجد . هذا الحريق قد قصر عليهم أيام الشقاء علي هذه الأرض الدنيا ,ليصير لهم أيام فرح وراحة في السماء العليا .
خروج الناس الأحياء في جنازة مهيبة يسلمون أجساد الموتي للقبور , كانت لي رؤيا خروجهم ليزفوا هؤلاء الموتي إلي عرسهم الأجمل و الأعظم .
طوباكم لأن بكائكم تحول إلي فرح , وعذابكم تحول إلي راحة , وصراخكم من الألم تبدل إلي تسبيحات في حضن القدوس .
نهنئكم بعرسكم المبارك