شارك مع أصدقائك

كل عام وانتم طيبون بمناسبة اسبوع الالام وعيد القيامة وبهذه المناسبة أقدم لحضراتكم هذا المقال :-
الجزء الاول
يسجل لنا الوحي المبارك ان السيد المسيح بكي ثلاث مرات،وذلك خلال أسبوع واحد او عشرة أيام علي الأكثر ، ويظهر ذلك من خلال انجيل البشير يوحنا 12 حيث صنعت الاختان مريم ومرثا حفل عشاء بمناسبة إقامة لعازر اخاهم، وكان ذلك في بيت سمعان الابرص الذي يقال انه زوج مرثا ،ودعونا نسرد علي حضراتكم مرات البكاء ١- المرة الأولى عند قبر لعازر ، وهي الدموع الصامتة ، والبكاء كان من اجل شخص ، وهو لعازر . يوحنا 11 : 33-35 ، ٢ – والمرة الثانية عن دخوله اورشليم وهي :- الدموع المسموعة
وكانت من اجل شعب اليهود، مت 23: 37، 38 ٣- والمرة الثالثة بكاء المسيح في جثيماني وهي الدموع الصارخة :-وكانت من اجل العالم كله لو 22: 44 وعب 5: 7
وإذا كان الوحي المبارك سجل لنا ان دموع داود تُحفظ عند الرب في زِقه (مز56)، ففي أي مكان ينبغي أن تُحفظ دموع ربنا يسوع ؟! وإذا كانت دموعنا مُقدَّرة عنده، فكم وكم دموع صاحب الجلالة ،اليس لها كل التقدير ؟!
دعونا نري معا لماذا بكي صاحب الجلالة عند قبر لعازر؟ فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب … بكى يسوع (يو11: 33-35) لقد رأي يسوع نتيجة الخطية المؤلمة وهو الموت ، وكم هو قاسي ومؤلم وموجع ، حينما نفقد الأحباء والاعزاء ، هذا هو الموت ببشاعته انه الأداة التي تنهي الحياة ، انه نهاية كل البشر وهو حصاد للخطية ،
ماذا تحكي لنا دموع المسيح ؟ تحكي قصة حب عظيم بين الخالق والمخلوق بين خير الحياة وشر الموت بين التحدي الأعظم بين رب الحياة وبراثن الموت لقد روت دموع صاحب الجلالة أن الله يري دموعنا بل يحزن لأحزاننا وهذا ماعبر به الوحي المبارك في اصغر آية في الكتاب المقدس « بكى يسوع »، قال احد الشراح إنها قصيدة مُركزة في نبرة، وبحر خضم متجمع في قطرة، وأبدية طويلة مُختزلة في لحظة، وثروة هائلة مُختزنة في لؤلؤة.
يتأثر الله من اجلنا لكنه لا يقف صامتا بل يعطي مع التجربة المنفذ، أليس هو المكتوب عنه: « في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم »اش 63: 9
بل يعمل الله على مسح دموعنا ، لقد شارك يسوع آلام والأحزان لتلك القلوب المكسورة والكئيبة . ولكنه لم يقف عاجزاً كباقي البشر، بل قادراً أن يفعل شيئاً حيال حزنهم ، وعليه ان يتحدي الموت اذا كان هو الحياة فعليه ان يقف امام الموت ، وهنا يسجل لنا الوحي كيف قال يسوع للجمع ارفعوا الحجر ، هذا المشهد العظيم يرينا حلبة مصارعة بين الموت والحياة ، لقد ظنت مرثا ان يسوع يريد ان ينظر الي لعازر نظرة وداع اوالنظرة الأخيرة. فقالت ياسيد قد انتن، ولم يبالي صاحب الجلالة بكلمات مرثا، وصرخ يسوع بصوت عظيم ، كانت صرخة قاضية للموت ، ومن ثم انحل الموت من جسد لعازر وحده ،بعد ان كان الموت حلل جسد لعازر، وفي تلك اللحظات ، دب في جسد لعازر روح الحياة وقام لعازر من بين الأموات ، وهذا الحدث العظيم كان عربونا للحياة ،وهو ما سيفعله يوماً لكل الموتى الأبرار ، ان كان لعازر قد قام من الموت الجسدي فهناك قيامة اعظم ، وهي حينما تسمع ارواحنا صوت رب الحياة ، وهو ينادي عل كل واحد منا باسمه فلان هلم خارجا ، فنخرج من قبور خطايانا وآثامنا ونلبس الروحاني ، أي الحياة الجديدة في المسيح يسوع
وللحديث بقية .

# الدكتور القس جرجس عوض
راعي الكنيسة المعمدانية ـ القاهرة