للأ سف نحن شعوب لا تقرأ التاريخ كي تفهم الحاضر لتعرف مايجب فعله من أجل المستقبل؛ فقد رزق الله أمتنا الإسلامة بسلسلة من المعتوهين أسميناهم رجال دين وفقهاء؛ وللأسف كانوا ومازالوا سبب تخلف شعوبنا علميا وثقافيآ وأخلاقيا وتربويا وإجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحضاريآ؛ ورغم ماثبت الاف المرات مايدل علي انهم شخصيات متخلفة ومعطوبة عقليا؛ حيث تفوقوا علي المختل عقليا بزيادة في الخلل وعدم الادراك وغياب المنطق تماما؛؛ ولكي نفهم وندلل علي مانقول سوف اذكر لكم بعض الأمثلة علي ما فعل هؤلاء الذين اطلقنا عليهم مشايخ وفقهاء وتركنا لهم زمام أمور وتوجيه الأمة مئات الأعوام؛؛ فنجدهم قد حرموا مئات الأشياء بلا سند شرعي لجهلهم العلمي وافتقادهم للعقل والمنطق فنجدهم حرموا أشياء عجيبة مثل ؛؛ شرب القهوة، حيث إنها ظلت مُحرمة نحو 400 عام، بعد أن اكتشفها رجل صوفي من اليمن هو علي بن عمر بن إبراهيم الشاذلي في العام 828 للهجرة، وقطف قشرة البن وتناولها ليسهر ذاكرًا لله تعالى.
وانتشرت القهوة بين مريدي الطريقة الشاذلية إحدى الطرق الصوفية تدريجيًا، وحالما وصلت «الشاذلية» إلى مكة المكرمة تم تحريمها حيث قيل بأنها «خمرة مًسكرة»، ما استدعى الأمر إلى جلد بائعها وطابخها وشاربها.
وتعاطى بعض الناس القهوة في أقبية البيوت متخفين عن المحتسبين آنذاك
ايضا اصدارهم فتوى بتحريم الطباعة التي صدرت عام 1515م من قبل هيئة علماء في الدولة العثمانية. تبعاً لذلك، فرض سليم الأول حكم القصاص لأي من يستعمل ألات الطباعة. وكانت هذه الفتوى سبب تأخر المعرفة، والاختراع والابتكار في العالم الإسلامي عندما كانت أوروبا وسط عصر النهضة والطباعة والتنوير .
حيث أصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني فرماناً يحرم الطباعة على رعاياه المسلمين، إلا أنه سمح لليهود والمسيحيين إنشاء مطابعهم داخل الدولة العثمانية شريطة عدم استعمال الحروف العربية. وأصدر علماء الأزهر بعضهم فتوى بتحريم طباعة الكتب الشرعية، بدعوى كونها تحرف العلوم. وإلى ذلك ذهبت فتاوى فردية، ومنها فتوى الفقيه المغربي محمد بن إبراهيم السباعي، الذي خط وثيقة سماها “رسالة في الترغيب في المؤلفات الخطية، والتحذير من الكتب المطبوعة، وبيان أنها سبب في تقليل الهمم وهدم حفظ العلم ونسيانه .
ثم ناتي لتحريمهم للصنبور ( الحنفية) والحكاية تعود إلي سنة 1884 حين عَمَمَّت سلطات الاحتلال الإنجليزي المنشور ( رقم 68 لسنة 1884)باستبدال أماكن الوضوء في المساجد بصنابير متصلة بشبكة مياه الشرب النقية التي أقامتها. بناء على ( ما تقرر فى مجلس النظار عن مسألة المراحيض النقالى المقتضى إحداثها، وميض الجوامع اللازم استبدالها بحنفيات)، لاستخدام المياه النقية فى المساجد للوضوء بدلا من »الطاسة« تسهيلا على المصلين، ضمن شبكات عمومية لمياه الشرب والصرف الصحي بدأت الحكومة في تركيبها في المدن وأشرف عليها المهندسان»ويلكوكس« و«پرايس باي«، ولقي هذا التغيير في البداية معارضة عنيفة من مشايخ مذاهب الشافعية والمالكية والحنبلية »لاستبدال الميض التي ينال المتوضئون فيها بركة الشيخ الذي يفتتح الوضوء من مائها«، واعتبروا المشايخ التغيير »بدعة«، وأيضا » لأن انتشارها في الشوارع أدى لوجود بِرَك ماء عندما تمر فيها العربات التي تجرها الخيول »تُطرطِش الطين« في وجوه المؤمنين«. لكن فقهاء »الحنفية« فضَّلوا الوضوء من الماء الجاري، لذا أطلق العامة إسم » الحنفية« على الصنبور. وانتشر اسم »الحنفية« بعد ذلك في بلدان عربية وإسلامية .
ـ ويقال أن السقايين في أنحاء المحروسة مصر أصابهم ذعر واضطراب كبير من تلك الحنفيات، وكانت لهم نقابة كبيرة، وأعدادهم كثيرة، ولأن أرزاقهم باتت مهددة، فقد اجتمعوا وانتهوا إلي التصدي لذلك الخطر الداهم الذي يتهددهم، وتوصلوا إلى »فكرة ذكية وخبيثة«، وتوجهوا إلى أئمة المذاهب الأربعة لاستصدار فتوى بأن ماء مواسير المياه لايصلح للوضوء فصدقهم أئمة الشافعية والمالكية والحنابلة وأفتوا بأنه لايجوز الوضوء من ماء الصنابير. لكن أئمة المذهب الحنفى خذلوهم وأفتوا بأن الوضوء من ماء الصنبور مقبول بل ومستحب.
ايضا تحريمهم لحصان إبليس الدراجة الهوائية «السيكل بسكليت » عندما ظهرت لأول مرة في بعض مدن وقرى نجد، عندما أطلقوا عليها أي السيكل «حصان إبليس» وكان يعتقد بعضهم انه تدفع بواسطة شياطين الجن الذين «يتحالفون» مع سائقهاحتى يثبتوه على ظهرها أثناء سيره مقابل تنازلات ومعاهدات عقائدية، وشروط تمليها تلك الشياطين قبل خدمته، بل انه هو شيطان مخلوق من عظام، الأمر الذي جعلهم يتعوذون بالله منها سبع مرات، ويأمرون نساءهم بتغطية وجوههن عنها، وإذا لامست شيئاً من أجسادهم أعادوا الوضوء إن كانوا على طهارة، ويقفزون إذا ما وجدوها أمامهم على الأرض بعد أن يبصقوا عليها، ودخلت عند بعضهم ضمن المحذورات التي لا تقبل شهادة مرتكبها أي راكبها او من يقتنيها !.
وكذلك تحريمهم الشطرنج صرح هؤلاء الأئمة بتحريمها وهم مالك وأبو حنيفة وأحمد وغيرهم وتنازعوا أيهما أشد فقال مالك وغيره الشطرنج اشر من النرد وقال أحمد وغيره الشطرنج أخف من النرد ولهذا توقف الشافعي في النرد إذ خلا عن المحرمات إذ سبب الشبهة في ذلك أن أكبر من يلعب فيها بعوض بخلاف الشطرنج فإنها تلعب بغير عوض غالبا وأيضا فظن بعضهم أن اللعب بالشطرنج يعين على القتال لما فيها من صف الطائفتين لقطع الشطرنج.
يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأممُ
د مصطفي راشد
عالم ا زهري واستاذ القانون للنقد ت وواتساب 61478905087 +
بقلم الدكتور الشيخ مصطفى راشد