شارك مع أصدقائك

منذ الخميس الماضى 24 فبراير 2022 وبعد ستة ايام يستمر اشتعال الحرب بلا هوادة على الأرض الأوكرانية بين روسيا المهاجمة وأوكرانيا المدافعة وأنا أكتب هذا المقال قصفت روسيا التلفزيون الأوكرانى ، وخلال الأيام الستة مات الألاف من الجانبين بجانب ألالاف من المصابين وتشريد ستة ملايين من الأوكرانيين بجانب مئات المليارات من الدولارات التى دمرتها وتدمرها آلة الحرب ، لكن ماجعلنى لا أستطيع أن أمسك دموعى البيان الذى قال بقتل 32 طفلآ من الأوكران حتى اليوم الاربعاء بعد أقل من اسبوع على بداية هجوم روسيا على أوكرانيا ، وقد لاحظت تباين فى الشارع العربى مابين مؤيد لروسيا وآخر مؤيد لأوكرانيا ونعرض حجج كل طرف ،،حيث يرى الطرف المؤيد لروسيا أنها دولة تصوت غالبآ فى صالح قضايا الأمة العربية بجانب أن روسيا لم تحتل يومآ بلد عربى وأن روسيا تحمى حدودها من حلف الناتو،، لكن الفريق الذى يؤيد أوكرانيا يقول أن روسيا دولة معتديه ولم يعتدى أحد على اراضيها أو يهددها علنا منذ أكثر من ستين عامآ على الأقل مما يسقط حجة تهديد حدودها ، وأننا يجب أن نفرق الأن ين الشعب الروسى المسالم والمغلوب على امره والديكتاتور بوتن الذى يعشق الدم والحرب وهو الذى نكل بكل معارضيه واخرهم المحامى المعارض اليكسى نافالنى الذى اعتقل يوم 17 يناير 2021 كما أنه يسجن كل صحفى معارض، وايضا أعتقل حتى أمس 6879 من شعبه المتظاهرين سلميا فى المدينة الروسية سانت بطرسبرج لأنهم خرجوا يطالبون بوقف الحرب على أوكرانيا ،،كما ان روسيا لها تاريخ فى الاعتداء حيث قامت يوم 8 أغسطس 2008 بهجوم عسكري على دولة جورجيا الصغيرة الضعيفة حيث هاجم مقاطعتي جنوب أوسيتيا وأبخازيا التابعتين لجورجيا ، وبعدها قامت القوات الروسية بهجوم مضاد سريع على كل جورجيا الصغيرة بشكل عنيف ،،وروسيا تحتل حتى الأن مقاطعتى اوستيا وابخازيا من جورجيا ،،ثم ماحدث بعد ذلك فى فبراير 2014 وهو اعتداء روسيا على جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا واحتلالها حتى الآن ،وايضا فى نوفمبر 2021 أعطى بوتين لأذربيجان الضوء الاخضر لمهاجمة أرمينيا واحتلال جزء متنازع عليه من ناجورنى كارباخ لمجرد أن رئيس أرمنيا أظهر ميلا للغرب ،، ثم ماحدث الخميس الماضى 24 فبراير 2022 بمهاجمة الجيش الروسى لأوكرانيا الضعيفة المسالمة من اربع محاور بجيش ضخم جرار بهدف اسقاط الحكومة الأوكرانية المنتخبة ديمقراطيا لأنها غير موالية لروسيا ولم يفكر بوتن و روسيا فى سبب خوف دول الاتحار الروسى السابق من روسيا والإحتماء بالغرب رغم ان روسيا هى الأقرب جغرافيا وعرقيا وثقافيا لهم لكن روسيا تستخدم قوتها وعضلاتها فى اخضاع دول الاتحاد الروسى السابق للموالاة لها بالقوة وبشكل استعلائى بدل الاحتواء ،، وقد حشدت روسيا بحسب الغربيين 150 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا و30 ألفا آخرين في الشمال عند حليفها الديكتاتور البيلاروسي، ومنها وحدات استراتيجية مزودة بأحدث الأسلحة، مايعنى ان روسيا رجل ضخم كبير يضرب طفل صغير بعنف بجانب أمتلاك جنود روسيا خبرة قتالية واسعة لمشاركتهم منذ عام 2015 في النزاع في سوريا.
كذلك نشرت روسيا وحدات بحرية في البحر الأسود، ومنعت الملاحة في بحر آزوف الذي يحد الأراضي الأوكرانية والروسية من الجنوب، وبدأت الخميس بتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الاوكرانية
وفي المقابل، فإن أوكرانيا المسالمة المطوقة بدرجة كبيرة من ثلاث جوانب ولم يتبق لها سوى منفذ إلى بولندا وسلوفاكيا من الغرب والمجر ورومانيا ومولدوفا إلى الجنوب، لديها في المجموع ما يقرب من مئتي ألف مقاتل. لكن بخبره وسلاح أقل بكثير من جيش روسيا وشاهدنا انزعاج اوربا وخوفها من بطش روسيا فتوحدت اوربا والناتو لمساعدة أوكرانيا بالسلاح والمال دون المشاركة فى الحرب لأن اوكرانيا ليست عضو فى الاتحاد الاوربى ولا عضوآ بالناتو مما دعى بوتين لرفع حالة الأستعداد لسلاحه النووى البالغ 7300 رأس نووية فى حين تمتلك امريكا 6970 رأس نووية وفرنسا 300وانجلترا 215 واسرائيل 190 رأس نووية مما يشكل خطرآ على العالم لان هذه الرؤوس كافية لقتل اكثر من 95% من سكان العالم ، وهذا الأمر ليس ببعيد لذا علينا ان نستيقظ فالحرب النووية أو الحرب العالمية الثالثة قد تحدث فجأة فعلى سبيل المثال قد يقع صاروخ على ارض تابعة للناتو وقتها سيرد الناتو وهذه هى الحرب النووية او العالمية الثالثة لذا نتمنى ان يكون بين بوتن وفريقه من يتحلى بالحكمة ويوقف الحرب ويلجأ للدبلوماسية والمفاوضات كما نادت الحكومة المصرية .
د مصطفى راشد عالم أزهرى واستاذ القانون ت واتساب 61478905087 أو 201005518391